﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(010)سافر معي في المشارق والمغارب

(010)سافر معي في المشارق والمغارب
[مسيرنا إلى الجامعة والرجوع منها

وقد مررنا في ذهابنا بأسواق ومؤسسات كثيرة، منها المطار القديم ويقع على اليسار، وكان هو المطار الوحيد الذي تنزل به الطائرات العالمية، وعندما أسس المطار الجديد الواقع في شمال شرق كولمبو، أصبح المطار القديم خاصاً بالرحلات الداخلية، وهكذا كل جديد في الدنيا يصبح قديماً، وذلك عبرة حتى لا يغتر بالدنيا جديدها وقديمها.

كما مررنا بمركز تدريب مهني، وهو كذلك على اليسار، ومدرسة مسيحية قديمة بنيت أيام الاستعمار، وهي على اليمين، ومررنا بسوق مزدحم تباع فيه الفواكه والخضار، والسبب في ازدحامه أنه سوق أسبوعي، إذ توجد في كل منطقة أسواق أسبوعية، وهذا اليوم هو سوق هذه المنطقة.

وقال السائق: إن أغلب هذه الخضار والفواكه يأتي بها أهلها من منازلهم الخاصة، ومررنا على جسر فوق أحد الأنهار، وكانت المزارع والغابات معنا عن يمين ويسار، وتوجد بعض المنازل وتارة بعض القرى.
البلدات والمساجد التي مررنا بها ذهاباً وإياباً:

وكانت أول ضاحية بعد خروجنا من كولمبو قرية تسمى: "فَنَدُوْرَه" وسكانها مسلمون، وتوجد بها ثلاثة مساجد، أحدها على جانب الطريق، وهو تكية للطائفة النقشبندية، في هذه المنطقة وفي جنوب هذه القرية يسكن البوذيون. وقال الإخوة: إن البوذيين العاديين كانوا يحبون المسلمين ويحترمونهم ويودعون عندهم أموالهم، ولكن رئيسة الوزراء: بندرنيكة، أشعرت البوذيين بأهمية تعاليم بوذا، وكانت تخطب فيهم وتنفث فيهم التعصب لتعاليمهم.

وكنا نرى صور بوذا في كل مكان، واقفاً وقاعداً، صغيراً وكبيراً، في الشمس والظل، ورأينا إحدى صوره الكبيرة وقد غطي وجهه فسألنا: لماذا غطي وجه صورة بوذا هنا بالذات؟ فقالوا: إن هذه الصورة تحت الإصلاح، ولهذا لا يريدون أن تظهر صورته مشوهة للناس، قلت: بئس المعبود معبوداً يصلحه ويزينه عُبَّاده ويسترون وجهه بخرقة لتغطية التشويه الذي أصابه في وجهه! وفي هذه المنطقة مستشفى عام على اليمين، ومن هذه المنطقة انتخب نائب وزير الخارجية وهو مسيحي.

ثم مررنا بقرية تسمى: "وَادُّوَا" وهي مشهورة بصناعة الخمر، وقد رأينا براميل كثيرة تحملها العربات من الخمر. وتبني الحكومة بهذه القرية جامعة خاصة بالبوذيين، يتعلمون فيها تعاليم بوذا ولغة فاني ـ أي لغتهم الدينية ـ ويوجد في القرية بعض المسيحيين.

وقال الإخوة: إن للبوذيين لجنة خدمات اجتماعية، تحاول نشر التعاليم البوذية بين المسلمين في القرى، بطريقة غير مباشرة في أول الأمر، تسمى: " تَرْوُودَيَا"، وهم يفكرون في التبشير في بعض دول الخليج، والبوذيون المتعصبون يسعون جاهدين في بناء معابدهم في كل مكان، ويحاولون أن لا يؤذن للمسلمين ببناء المساجد.

كما مررنا بقرية تسمى: "وَاسْكَادُوَا" ثم مدينة: "كَالُوتَارَا" وتوجد من بين الأشجار شجرة ثمر "مَانْقُوسْ" وهي ثمرة صغيرة الحجم على شكل التفاح، قشرتها حمراء، وفي داخلها حبوب تشبه حبوب اللوز، صغيرة عليها لب أبيض، وهو الذي يؤكل، ونواتها صغيرة جدا، وهي فاكهة لذيذة.

وفي جنوب هذه المدينة يوجد مسلمون، ولهم مسجدان، أحدهما على جانب الطريق ولا زال تحت التعمير، وبها نهر يسمى: "كَلُوجَنْجَا" ومعناه: النهر الأسود، ويوجد في هذه المنطقة شباب شيوعيون، ونائب البرلمان المنتخب منها شيوعي.

وقال لنا الإخوة: إن زعماء البوذيين قد دعوا إلى ترك شرب الخمر، وأنهم اتفقوا أن يذهبوا إلى الصنم ويحلفوا أمامه على تركها، فذهبوا وحلفوا ولكن كثيرا منهم لم يتركوها. ومررنا بقرية تسمى: " بَيَّا جَالاَ " وأكثر سكانها من المسيحيين.

والشارع في هذه المناطق ضيق جداً، حتى إن السائقين المتقابلين يتسابقان عليه بسيارتيهما كما يتسابق لاعبو كرة القدم على الكرة، وكنت أقول اللهم سلم.

وكان المحيط الهندي على يميننا ـ في الذهاب ـ يرغي ويزبد بأمواج هائجة مائجة، ينطح الجبال الصغيرة والصخور الواقعة على شاطئه بغضب شديد، كأنه يحس أنها تمنعه من الانطلاق إلى ما بقي مكشوفاً من اليابسة، وما يدري أن الخالق هو الذي وضع له حداً لا يتجاوزه. ومررنا بقرية تسمى: "مَجُّونَا" وفيها يسكن كثير من المسلمين، وتوجد فيها الأحجار الكريمة.

ثم دخلنا منطقة "بِيْرْوُولاَ" التي أسست فيها الجامعة النظمية، ومررنا بدكان صغير وصاحبه يقول: "هِرْ لُو هِرْ لُو" فقلت: ماذا يعني؟ قالوا: يقول: سمكة سمكة، والظاهر أنه ينادي ببيع السمك.

وكان على يميننا مسجد فخم، منارته مصنوعة من الزجاج وكثير منه كذلك، والمنازل بجواره من المنازل الفخمة التي يظهر عليها الغنى، وقال لنا الإخوة: إن هذه المنازل لتجار الأحجار الكريمة من المسلمين، وقد بطروا فبالغوا في البناء: بناء المنازل وبناء المساجد، وقد أصبحوا الآن إما فقراء أو شبه فقراء، حتى إن كثيراً منهم لم يتمكنوا من تجديد منازلهم بالدهان، لقلة المال وكانوا تجاراً أغنياء بسبب اتجارهم في الأحجارالكريمة، وقد حسدهم البوذيون على هذه التجارة، إذ كان الحجر الذي يبيعه الغواص من التاجر بخمسين روبية يبيعه التاجر بالآلاف، ولكن الحكومة الآن أسست هيئة يسجل فيها الغواصون ما يحصلون عليه وتتولى الهيئة أمر الشراء والتصدير.

مسجد المرآة الشاذلية:

ومررنا بمسجد صغير، يسمى: "مسجد المرآة الشاذلية" وبجانبه مزرعة دواجن لأحد أقرباء الحاج نظيم، ثم دخلنا في حرم الجامعة، وكان في استقبالنا الدكتور: محمد علي محمد شكري، مدير الجامعة وغيره من الأساتذة.

هذا، وعند عودتنا من الجامعة النظمية مررنا بمسجد قرب منزل الشيخ محمد نظيم، وكذلك مسجد يسمى: "تاج المفاخر" "أَكَرَاجُودَا بِيرُولا" وله ثلاثة مداخل، وعلى يساره بركة ماء صغيرة، ولا يوجد بداخله أي عمود، وطوله خمس عشرة خطوة، وعرضه كذلك أسس قديماً، وبنى من جديد سنة 1980م، لكل مدخل من مداخله ثمان درجات حتى ينزل الداخل إلى المسجد، وكانت توجد مدرسة تسمى تاج المفاخر، والمسجد على شكل تاج في وسطه من الأعلى مئذنة في أعلاها شكل الهلال، وبجانبه من الجهة القبلية مئذنة طويلة.

مسجد الأشرفية والخرافات:

ثم مررنا بمسجد يسمى "مسجد الأشرفية" نسبة إلى من يسمونه بسلطان الأولياء الشيخ أشرف، ولأتباعه توسل يرددونه يسمى: "التوسل الأسعف بولي الله الشيخ أشرف" وهذا نصه الذي وجدناه مكتوباً في المسجد، حيث دفن فيه الولي المزعوم

نسأل الله اللطف:
شيء لله يا ولي الأشرف،،،،،،باسم مولانا تعالى شيء لله..
نسأل اللطف الخفي شيء لله،،،،من كبير وخفي شيء لله..
يا ولي الأشرف شيء لله،،،،،،نذو المواهب كلها شيء لله..
وأمان الخائف شيء لله،،،،،،،،يا ولي الله حسبنا شيء لله..
فاقضها أنت الوفي لله،،،،،،،،،،،أنت سلطان ولي شيء لله..
عندنا الحاجات جمة شيء لله..

وهي كما ترى ألفاظ ركيكة، ذات معان غير لائقة بالمخلوقين، حيث يطلبون من وليهم ما لا يطلب إلا من الله، هدف قائلها الغلو الذي حاربه القرآن والسنة، ولكن الجهال وأشباههم يرددون هذه الألفاظ معتقدين أنهم ينالون بها شرف القرب ممن يزعمون أنه ولي، وأنه يقضي حاجاتهم التي يستغيثون به في قضائها!

واسمه الكامل الذي كتب على جدار القبة: "ولي الله عند قومه الشيخ أشرف السيد علوي بن عبد الرحمن المشهور بالعلوي".

قالوا: إن المسلمين وصلوا إلى هذا البلد ـ وهو على ساحل المحيط الهندي سنة 1800م، والمسجد أسس من أكثر من مائتي سنة، وجدد أربع مرات أو خمساً، والبناء الحالي بني قبل سنة 1975م، وفي آخر المسجد غرفة ممتدة دفن فيها الولي المزعوم.

وجدنا في المسجد رجلاً عاكفاً عند القبر، يستقبل الناس ويهديهم إلى كيفية الاستفادة من الولي ـ الاستغاثة به ودعاؤه من دون الله ويسمى: الشيخ حمزة، وقال: إنهم يسيرون على الطريقة العيدروسية القادرية [أرجو أن لا يفهم القارئ أن لاسمي منها نصيباً، فأنا بريء من كل طريق حدثت في الدين، وطريقي الوحيد هو اتباع الكتاب والسنة، ومعلوم أن الشيخ عبد القادر كان من كبار العلماء الصالحين، ولكن بعض أتباعه زادوا في منهجه ونقصوا، وأوغلوا في الغلو فيه، وكل واحد يؤخـذ من قوله ويترك إلا الرسول صلى الله عليه وسلم] والعلوية الحدادية، أسست قبل مائة وخمسين سنة، جاء بها السيد علوي بافقيه من حضرموت، وقال الشيخ حمزة: إن أجداده من العرب.

وطول المسجد أربع عشرة خطوة وعرضه خمس خطوات، يقع على ربوة مرتفعة وبجانبه المحيط الهندي، في مدخله إلى اليسار من المسجد بركة، وفي ساحته قبة مسنمة، بها قبر مغطى، والبحر يحيط بالمسجد من ثلاث جهات حتى قلنا: إنه شبه جزيرة في جزيرة، أي هو شبه جزيرة، ويقع في جزيرة سيلان.
ويزعم الشيخ حمزة أنه من كبار العلماء. ولا ضير فلكل علم علماء فلعله من كبار العلماء بالتخريف.
والعجيب أنه يقرأ للناس صحيح البخاري وصحيح مسلم في شهر جمادى الأولى، وأعماله تخالف كثيراً من أبواب الصحيحين، وبخاصة: جناب التوحيد.

ووجدنا زائرين وزائرات لتلك القبور يتبركون بها، وقد استبشر بنا الشيخ حمزة عندما رآنا واستقبلنا، ظناً منه أننا جئنا نطلب البركة من ولي الله! وعندما رآني أكتب ظن أني أريد أن أكتب معلومات أدعو إليها بين قومي إذا رجعت إلى بلادي ولكنه أسقط في يده عندما رآنا سألناه ومضينا.

هذا ويجب تعريف الولي في اصطلاح القرآن وهو "المؤمن الصادق الذي يحقق بإيمانه المصطلح القرآني لمعنى الإيمان"، فكل المؤمنين أولياء لله تعالى، وقد قطع كتاب الله بذلك حيث قال: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (62) الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ (63) لَهُمْ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[يونس]. وتكمل الولاية وتنقص بقوة إيمان الأشخاص، وكلما كان الإنسان أكثر تقوى كان أكثر ولاية لله، وهؤلاء الذين يقال: إنهم أولياء هم داخلون في هذه القاعدة، لا فرق بينهم وبين غيرهم من المؤمنين، إذا لم يرضوا بما يفعله الذين يدعونهم من دون الله، ويحرم الغلو فيهم أو في غيرهم حتى الأنبياء عليهم السلام، ومن أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، قوله: (لا تطروني، كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبده، فقولوا: عبد الله ورسوله) صحيح البخاري. والمؤسف أننا رأينا في طريقنا صنماً لصورة بوذا، أخبرنا الإخوة أنه بناه بعض المسلمين مجاملة للبوذيين!!!.

شِعار الحداد عند البوذيين:

وفي القرية رأينا حبالاً معلقة على الشوارع، يربط طرف الحبل في جدار على يمين الشارع أو يساره ويمد عبر الشارع ويربط في الجدار الآخر، وعلق في تلك الحبال أوراق من شجر النارجيل على هيئة طائرات صغيرة متتابعة، سألنا عنها فقالوا: هذه الحبال تعلق بهذه الصفة للدلالة على موت أحد البوذيين، والنصارى يضعون تلك الحبال مع رايات صليب.
الغني يحرق والفقير يدفن!

وقد مررنا بمقبرة للبوذيين وهم يدفنون ميتاً، وقال السائق: إن الذي يدفن هو الذي يوصي بدفنه أما غيره فيحرق، وقال الشيخ مخدوم: يدفن الفقراء ويحرق الأغنياء، لأن الحرق يكلف مالاً كثيراً لا يطيقه الفقراء.





السابق

الفهرس

التالي


16130881

عداد الصفحات العام

1607

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م