﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


المبحث الأول: الإيمان بكتب الله المنزلة ركن من أركان الإيمان:

المبحث الأول: الإيمان بكتب الله المنزلة ركن من أركان الإيمان:
إن من أصول الإيمان التي لا يصح بدونها، الإيمان بجميع كتب الله التي أنزلها على رسله، عليهم الصلاة والسلام، من لدن آدم عليه السلام إلى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فما من نبي ولا رسول إلا أنزل الله إليه ما يهتدي به ويهدي به قومه، قال تعالى: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}. [البقرة: 38 ـ 39].
فيجب الإيمان بأن الله تعالى أنزل هداه إلى كل نبي ورسول سواء علمنا اسم ذلك النبي أو الرسول أم لم نعلم، وسواء أعلمنا اسم الكتاب الذي أنزل عليه أم لم نعلم، وسواء أكان ذلك الكتاب قد نزل خاصاً بذلك النبي أم هو امتداد لرسول سبقه، فما ذكره الله لنا من كتبه باسمه كالتوراة والإنجيل والقرآن آمنا به كما ذكره الله، وما لم يذكره باسمه آمنا به إجمالاً، قال تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً}. [النساء: 163].
ومن الكتب التي ذكرها الله تعالى لنا في القرآن الكريم التوراة التي أنزلها على موسى عليه السلام، والإنجيل الذي أنزله على عيسى عليه السلام، والزبور الذي أنزله على داود عليه السلام، والصحف التي أ نزلها الله على إبراهيم عليه السلام، كل ذلك يجب الإيمان به، وأنه جاء من عند الله، كما جاء القرآن من عند الله.
والفرق بين القرآن وتلك الكتب أن تلك الكتب قد حُرفت وبُدلت، وما بقي فيها من حق كتمه العالمون به من أتباع تلك الديانات، وأن كل ما وجد منها لا يحكم له بالصحة، ولا يحكم عليه بالبطلان إلا إذا علم ذلك الحكم من كتاب الله أو من سنة رسوله الثابتة الصحيحة، والحكم بالصحة أو البطلان على ما في تلك الكتب إنما هو مبني على حكم الوحي المنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم.
تكليف الله أهل الكتب السابقة حفظها وموقفهم من ذلك:
وقد أشار القرآن الكريم أن الله تعالى لم يتكفل بحفظ تلك الكتب السماوية التي سبقت نزول القرآن الكريم، وإنما وَكَل حفظها إلى علماء تلك الديانات ابتلاءً لهم، وهو يعلم سبحانه أنهم سيحرفونها ويبدلونها ويكتمون ما فيها من الحق، ويعلم أن رسالة أولئك الرسل مقيدة بزمنهم وبقومهم، وأن الرسالة الشاملة هي رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولهذا انتهت تلك الكتب بانتهاء رسالة الرسل الذين أنزلت عليهم.
والآية التي أشار الله فيها إلى أنه تعالى وكل حفظ الكتب السابقة إلى علماء تلك الديانات، هي قوله تعالى: {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ}. [المائدة: 44].
قال شيخنا العلامة الكبير الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: "أخبر الله تعالى في هذه الآية أن الأحبار والرهبان اسْتُحفِظوا كتاب الله ـ يعني استودعوه ـ وطلب منهم حفظه، ولم يبين هنا هل امتثلوا الأمر في ذلك وحفظوه، أو لم يمتثلوا الأمر في ذلك وضيعوه؟ ولكنه بين في مواضع أخرى أنهم لم يمتثلوا الأمر ولم يحفظوا ما استحفظوه بل حرفوه وبدلوه عمداً، كما قال الله تعالى: {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ} الآية.." . [أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن (2/100)].



1 - أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن (2/100)



السابق

الفهرس

التالي


16123734

عداد الصفحات العام

2349

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م