﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


آيات تدل على تحريف الكتب السماوية:

آيات تدل على تحريف الكتب السماوية:
أما الآيات فمنها قول الله تعالى: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}. [آل عمران: 93].
فأمْرُ الله رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يطلب من أهل الكتاب إحضار التوراة وتلاوة ما فيها مما يتعلق بالموضوع، يدل على أنه كان يوجد عندهم في التوراة حق يخالف ما ادعوه من الباطل، وأنهم كانوا يكتمون ذلك، ولو أحضروه كما طلب منهم لبان كذبهم، وهذا واضح.
ومنها قوله تعالى: {وَكَيْفَ يُحَكِّمُونَكَ وَعِنْدَهُمْ التَّوْرَاةُ فِيهَا حُكْمُ اللَّهِ ثُمَّ يَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُوْلَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ}. [المائدة: 43].
ومنها قوله تعالى: {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ}. [المائدة: 47].
وقد ثبت في السنة عن نافع أن عبد الله بن عمر أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أُتِي بيهودي ويهودية قد زنيا، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاء يهود، فقال: ((ما تجدون في التوراة على من زنى؟)) قالوا: نسود وجوههما، ونحملهما، ونخالف بين وجوههما، ويطاف بهما.
قال: ((فأتوا بالتوراة إن كنتم صادقين))، فجاؤا بها فقرؤوها، حتى إذا مروا بآية الرجم وضع الفتى الذي يقرأ يده على آية الرجم، وقرأ ما بين يديها وما وراءها، فقال له عبد الله بن سلام ـ وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ـ: مره فليرفع يده فرفعها فإذا تحتها آية الرجم، فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما. [البخاري بشح فتح الباري (13/516) ومسلم بشرح النووي (3/1326) واللفظ له، وراجع تفسير النسائي (1/313)].
وبهذا يُعلم أن في بعض نسخ الكتب السماوية السابقة شيئاً من الحق ولكن العلماء المسؤولين عن تلك الكتب يخفونها، ويكتمون ما لا يريدون أن يطلع عليه أحد، وبخاصة ما يتعلق بصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدل على رسالته، وقد ذكر الله في كتابه الكريم أنهم يكتمون ما أنزل الله، وأن بعضهم يحذر بعضاً من إظهار ما يثبت الحق الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا كثير في القرآن الكريم .
من ذلك قوله تعالى: {وَآمِنُوا بِمَا أَنزَلْتُ مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ وَلا تَكُونُوا أَوَّلَ كَافِرٍ بِهِ وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِ (41) وَلا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}. [البقرة: 41 ـ 42].
ومن ذلك قوله تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ}. [2].
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله أن الراجح وجود بعض النسخ الصحيحة من التوراة والإنجيل، فقال: "والصحيح القول الثالث، وهو أن في الأرض نسخاً صحيحة، وبقيت إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ونسخاً كثيرة محرفة، ومن قال: إنه لم يحرف شيء من النسخ، فقد قال ما لا يمكنه نفيه، ومن قال: جميع النسخ بعد النبي صلى الله عليه وسلم، حرفت، فقد قال ما يعلم أنه خطأ، والقرآن يأمرهم أن يحكموا بما أنزل الله في التوراة والإنجيل، ويخبر أن فيهما حكمه، وليس في القرآن خبر أنهم غيروا جميع النسخ". [مجموع الفتاوى (13/104)].
تلك هي الكتب الإلهية السابقة، من حيث حفظها وتحريفها، وكتمان أهل الكتاب الحق الذي جاء فيها، وكونه قد توجد منها نسخاً صحيحة، تعمَّد أهلها كتمان الحق الذي تضمنته.



1 - البخاري بشح فتح الباري (13/516) ومسلم بشرح النووي (3/1326) واللفظ له، وراجع تفسير النسائي (1/313)
2 - البقرة: 76، وقد وُجِدتْ نسخة من إنجيل برنابا، وفيه البشارة بالرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن النصارى ينكرونه أشد الإنكار، ويزعمون أنه منحول من قبل المسلمين. وقد قابلت رجلاً دخل في الإسلام بعد أن مكث فترة طويلة يعتقد النصرانية، حتى وصل إلى رتبة قسم الولاء على يد البابا والذي يصل إلى هذه الدرجة ينال أقسى العقوبات إذا ترك النصرانية، وقال لي: إنه اطلع على نسخة أصلية من إنجيل برنابا في متحف فينا قال: ووجود هذه النسخة الأصلية يدل على كذبهم في ادعاء أن هذه النسخة مزورة وقال: إنهم لا يسمحون بتداول هذه النسخة إلا للقسس فقط، وقد كان هذا الرجل قسيساً، وتسمى بعد إسلامه: أيوب عبد الرحمن . كانت مقابلتي له في يوم الأربعاء 23/12/1409هـ 1989م في المجلس الإقليمي للدعوة الإسلامية بمنطقة جنوب شرق آسيا والمحيط الهادي، في كوالالمبور ماليزيا راجع المجلد السادس عشر من سلسلة: في المشارق والمغارب، ص: 171-176
3 - مجموع الفتاوى (13/104)



السابق

الفهرس

التالي


16123512

عداد الصفحات العام

2127

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م