﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


المبحث الخامس: وجوب اتباعه صلى الله عليه وسلم:

المبحث الخامس: وجوب اتباعه صلى الله عليه وسلم:
يقتضي الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم، وجوب اتباعه وطاعته في أمره ونهيه، فذلك ثمرة الإيمان الصادق، ومظهر صلاح الفرد والأسرة والأمة، والحجة القاطعة على محبته صلى الله عليه وسلم، ومن ادعى محبته ولم يتبعه فهو كاذب في دعواه، ومحبته فرض على كل مسلم، بل إن اتباعه دليل على محبة الله تعالى، ومحبة الله ورسوله مقدمة على محبة النفس والمال والأهل والولد، كما قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}. [1].
وقال صلى الله عليه وسلم: ((لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين)). [متفق عليه، وهو في اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان (ص: 9) من حديث أنس رضي الله عنه. ومن أغرب الأمور وأمقتها عند الله أن يوصَى بعض من يتصدى لتعليم جهلة المسلمين دين الله بحثهم على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى يعملوا بما جاءهم به من عند ربه، فيقول: لا ينبغي أن يبدأ بذلك ولا يطرق ذلك كثيراً، حتى تثبت العقيدة في نفوسهم لئلا يكون ذلك سبباً في الغلو فيه! وكأن هذا الجاهل ـ الذي يدعي العلم ويتصدى لتعليم الجهال دين الله ـ أشد حرصاً على حماية جناب التوحيد ـ من الله ورسوله. أي عقيدة يعني من جفا هذا النبي الكريم، وخالف الوحيين؟ أليست محبة الرسول صلى الله عليه وسلم من صميم الإيمان؟! {إِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}].
واتباع الرسل عليهم الصلاة والسلام في ما جاءوا به من عند ربهم هو مقصود رسا لاتهم، وبه يتحقق اهتداء الأمم وصلاحها وسعادتها، وفي عصيانهم وسلوك غير سبيلهم الضلال والفساد والشقاء.
فمن زعم أنه يؤمن بالرسول صلى الله عليه وسلم ويحبه ـ وما أكثر من يدعي محبته ـ وهو يعصيه ويشاقه ويرفض اتباعه والعمل بما جاء به من عند ربه، فهو كاذب في زعمه، وهو عاص غير مطيع، ضال غير مهتد، فاسد مفسد، غير صالح ولا مصلح، متبع سبل الشيطان لا صراط الرحمن، قال تعالى ـ عندما أهبط آدم وحواء وعدوهما ومغويهما، إبليس من الجنة ـ: {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}. [البقرة: 38 ـ 39].
وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ}. [النساء: 64].
وقال تعالى: {وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْأَلُكُمْ أَجْراً وَهُمْ مُهْتَدُونَ}. [يس: 20 ـ 21].
وقال تعالى: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ (106) إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (107) فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ}. [الشعراء: 105 ـ 108]. وكان ذلك هو قول كل الرسل الذين جاءوا بعد نوح لقومهم.
وقال تعالى: {ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}. [البقرة: 208].
وقد جعل الله معيار صدق من ادعى الإيمان به وادعى محبته ومحبة دينه ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، اتباع ما جاء به هذا الرسول من عند ربه، فقال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ}. [1].
وشبه سبحانه من اتبع ما جاء به رسوله في الاهتداء والصلاح بالبصير، وشبه من لا يتبعه في الضلال والفساد بالأعمى، فقال تعالى: {قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّقُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ}. [الأنعام: 50].



1 - آل عمران: 31
2 - متفق عليه، وهو في اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان (ص: 9) من حديث أنس رضي الله عنه. ومن أغرب الأمور وأمقتها عند الله أن يوصَى بعض من يتصدى لتعليم جهلة المسلمين دين الله بحثهم على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى يعملوا بما جاءهم به من عند ربه، فيقول: لا ينبغي أن يبدأ بذلك ولا يطرق ذلك كثيراً، حتى تثبت العقيدة في نفوسهم لئلا يكون ذلك سبباً في الغلو فيه! وكأن هذا الجاهل ـ الذي يدعي العلم ويتصدى لتعليم الجهال دين الله ـ أشد حرصاً على حماية جناب التوحيد ـ من الله ورسوله. أي عقيدة يعني من جفا هذا النبي الكريم، وخالف الوحيين؟ أليست محبة الرسول صلى الله عليه وسلم من صميم الإيمان؟! {إِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}



السابق

الفهرس

التالي


16123523

عداد الصفحات العام

2138

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م