﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


ثانيا الإلغاء وأسبابه:

ثانيا الإلغاء وأسبابه:
الإلغاء هو إبطال عمل أفعال القلوب المذكورة لفظا ومحلا.
وهو كما سبق جائز، وليس بواجب، بخلاف التعليق، وبهذين الوجهين يفرق بين الإلغاء والتعليق.
وللإلغاء سببان:
السبب الأول: أن يتأخر العامل عن المفعولين معا.
مثاله: الشيخُ قادمٌ ظننتُ.
ومن شواهد ذلك، قول أبي أسيدة الدبيري:
هُمَا سَيِّدَانَا يَزْعُمَانِ وإِنَّمَا
يَسُودَانِنَا إِنْ أَيْسَرَتْ غَنَمَاهُمَا
[أيسرت الأغنام: كثر درها. يقول الشاعر: لنا شيخان طعنا في السن، يظنان لكبرهما أننا نأتمر بأمرهما ونطيعهما لزعامتهما، والحقيقة أننا لا نعترف لهما بزعامة ولا نطيعهما إلا إذا كانا غنيين، وجادا علينا بالمال. وإعرابه: (هما) مبتدأ (سيدانا) سيدا خبر مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف والضمير (نا) في محل جر مضاف إليه (يزعمان) فعل وفاعل (وإنما) الواو حرف عطف، وإنما أداة حصر (يسوداننا) يسودان فعل وفاعل، والضمير: نا في محل نصب مفعول به (إن) حرف شرط جازم (أيسرت) أيسر فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم بإن، والتاء للتأنيث (غنماهما) غنما فاعل: أيسر مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف وضمير الغائبين في محل جر مضاف إليه، وجواب الشرط محذوف يدل عليه السياق، والتقدير: إن أيسرت غنماهما سادانا. فقد ألغي عمل الفعل: يزعمان لتقدم معمو ليه، وهما: هما سيدانا.. ولو تأخرا لوجب عمله فيهما، كأن يقال: يزعما نهما سيدينا].
السبب الثاني: توسط العامل بين المعمولين.
مثاله: الطالب ظننت ناجح.
ومن شواهد ذلك، قول منازل المنقري:
أَبِا لأَرَاجِيزِ يَا ابْنَ اللُّؤْمِ تُوعِدُنِي
وفِي الأَرَاجِيزِ خِلْتُ اللُّؤْمُ والْخَورُ
[الأراجيز: جمع أُرجوزة، وهي ما كان من بحر الرجز خاصة. وإعرابه: (أبا لأراجيز) الهمزة حرف استفهام، والباء حرف جر والأراجيز مجرور بالباء، والجار والمجرور متعلقان بتوعدني (يا) حرف نداء (ابن) منادى منصوب، وهو مضاف و (اللؤم) مضاف إليه-وجملة النداء لا محل لها من الإعراب معترضة بين المعمول وعامله-(توعدني) توعد فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت، والنون للوقاية، وياء النفس في محل نصب مفعول به (وفي الأراجيز) الواو واو الحال، في الأراجيز جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم (خلت) فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب معترضة بين المبتدأ والخبر (اللؤم) مبتدأ مؤخر، (والخور) الواو عاطفة، والخور معطوف على اللؤم، فقد ألغي عمل الفعل: خال لتوسطه بين المعمولين].
والخلاصة: أن لأفعال القلوب ثلاث حالات:
الحالة الأولى: إعمالها جميعا، وهو الأصل.
الحالة الثانية: إبطال عمل المتصرف منها لفظا لا محلا، وهو التعليق.
الحالة الثالثة: إبطال عمل المتصرف منها لفظا ومحلا، وهو الإلغاء.
أما غير المتصرف منها- وكذا أفعال التصيير كلها- فلا يدخلها التعليق ولا الإلغاء
وقد جمع ابن مالك أفعال القلوب السابقة، وأشار إلى أفعال التصيير، واختصاص أفعال القلوب المتصرفة بالإلغاء والتعليق... فقال في الخلاصة:
انْصِبْ بِفِعْلِ الْقَلْبِ جُزْئَيِ ابْتِدَا
أَعنِي رَأَى خَالَ عَلِمْتُ وجَدَا
ظَنَّ حَسِبْتُ وزَعَمْتُ مَعَ عَدْ
حَجَا دَرَى وجَعَلَ الَّذْ كَاعْتَقَدْ
و َهَبْ تَعَلَّمْ والَّتِي كَصَيَّرَا
أَيْضًا بِهَا انْصِبْ مُبْتَدًا وخَبَرَا
وخُصَّ بِالتَّعْلِيقِ والإِلْغَاءِ مَا
مِنْ قَبْلِ هَبْ والأَمْرَ هَبْ قَدْ أُلْزِمَا
كَذَا تَعَلَّمْ ولِغَيْرِ الْمَاضِ مِنْ
سِواهُمَا اجْعَلْ كُلَّ مَا لَهُ زُكِنْ
وبهذا ينتهي شرح الباب الرابع عشر من الأسماء، وهو باب المنصوبات من الأسماء، ويليه شرح الباب الخامس عشر من الدرة، وهو باب إعمال اسم الفاعل.



1 - أيسرت الأغنام: كثر درها. يقول الشاعر: لنا شيخان طعنا في السن، يظنان لكبرهما أننا نأتمر بأمرهما ونطيعهما لزعامتهما، والحقيقة أننا لا نعترف لهما بزعامة ولا نطيعهما إلا إذا كانا غنيين، وجادا علينا بالمال. وإعرابه: (هما) مبتدأ (سيدانا) سيدا خبر مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف والضمير (نا) في محل جر مضاف إليه (يزعمان) فعل وفاعل (وإنما) الواو حرف عطف، وإنما أداة حصر (يسوداننا) يسودان فعل وفاعل، والضمير: نا في محل نصب مفعول به (إن) حرف شرط جازم (أيسرت) أيسر فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم بإن، والتاء للتأنيث (غنماهما) غنما فاعل: أيسر مرفوع بالألف لأنه مثنى، وهو مضاف وضمير الغائبين في محل جر مضاف إليه، وجواب الشرط محذوف يدل عليه السياق، والتقدير: إن أيسرت غنماهما سادانا. فقد ألغي عمل الفعل: يزعمان لتقدم معمو ليه، وهما: هما سيدانا.. ولو تأخرا لوجب عمله فيهما، كأن يقال: يزعما نهما سيدينا
2 - الأراجيز: جمع أُرجوزة، وهي ما كان من بحر الرجز خاصة. وإعرابه: (أبا لأراجيز) الهمزة حرف استفهام، والباء حرف جر والأراجيز مجرور بالباء، والجار والمجرور متعلقان بتوعدني (يا) حرف نداء (ابن) منادى منصوب، وهو مضاف و (اللؤم) مضاف إليه-وجملة النداء لا محل لها من الإعراب معترضة بين المعمول وعامله-(توعدني) توعد فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر وجوبا تقديره: أنت، والنون للوقاية، وياء النفس في محل نصب مفعول به (وفي الأراجيز) الواو واو الحال، في الأراجيز جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم (خلت) فعل وفاعل، والجملة لا محل لها من الإعراب معترضة بين المبتدأ والخبر (اللؤم) مبتدأ مؤخر، (والخور) الواو عاطفة، والخور معطوف على اللؤم، فقد ألغي عمل الفعل: خال لتوسطه بين المعمولين



السابق

الفهرس

التالي


16122989

عداد الصفحات العام

1604

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م