﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


المسألة الثالثة: أقسام الإضافة.

المسألة الثالثة: أقسام الإضافة.
الإضافة قسمان:
القسم الأول: الإضافة المحضة، وتسمى الإضافة المعنوية. [1]
وهي التي تكسب المضاف تعريفا، إن كان المضاف إليه معرفا.
مثل قوله تعالى: {إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْئٌ عَظِيمٌ}. [ الحج: 1. الإعراب: (إن) حرف توكيد ونصب (زلزلة) اسم إن، وهي مضافة و (الساعة) مضاف إليه (شيء) خبر إن (عظيم) نعت لشيء. ] فكلمة (زلزلة)، وهي المضافة، اكتسبت التعريف من المضاف إليه، وهي الساعة، ولو لم تضف إليها لكانت نكرة لا يدرى ما نوعها؟
وتكسبه تخصيصا إن كان المضاف إليه منكرا.
كقوله تعالى: {إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ}. [3] فقد إضيف لفظ: ملة إلى قوم والمضاف إليه ليس معرفة، بل هو نكرة، ولهذا لم يكتسب المضاف من المضاف إليه التعريف، وإنما اكتسب منه التخصيص.

القسم الثاني: الإضافة اللفظية، وتسمى الإضافة غيرالمحضة.
[4]
وضابط هذا القسم: أن يكون المضاف وصفا يشبه الفعل المضارع.
وهو كل اسم فاعل أو اسم مفعول بمعنى الحال أو الاستقبال، أو صفة مشبهة [5]، مع كونه عاملا في المضاف إليه [6] ، كقوله تعالى: {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ غَافِرِ الذَّنْبِ وقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ}. [ غافر: 2، 3. الإعراب (تنزيل) مبتدأ مضاف و (الكتاب) مضاف إليه (من الله) جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ (العزيز الحكيم) نعتان للفظ الجلالة، وكذا غافر وقابل وشديد وذي الطول. ] فغافر وقابل اسما فاعل مضافان إلى معموليهما، وهما: الذنب والتوب، ومع أن المضاف إليهما معرفتان فإن المضافين لم يكتسبا منهما تعريفا، وشديد صفة مشبهة، أضيفت إلى العقاب، وهو فاعل في المعنى، ومع أنه معرفة فإن المضاف لم يكتسب منه تعريفا.

ومما يدل على أن المضاف في هذا القسم-وهو الإضافة اللفظية-لا يكتسب من المضاف إليه تعريفا ولا تخصيصا، وقوعه وصفا للنكرة مع إضافته إلى معرفة، كقوله تعالى: {هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ}. [ المائدة: 95. الإعراب: (هديا) مفعول مطلق، أي يهدي هديا-وفي إعرابه أوجه أخرى-(بالغ) نعت لقوله هديا، وهو مضاف و (الكعبة) مضاف إليه. ] فلو كان المضاف، وهو بالغ يتعرف بإضافته إلى المعرفة لما صح أن يكون نعتالقوله: هديا، لأنه نكرة والنكرة لا توصف بالمعرفة، فلما أضيف (بالغ) إلى المعرفة وصار نعتا للنكرة علم أنه لم يكتسب من المضاف إليه المعرفة تعريفا.
وقد عقد ابن مالك هذه المسألة في الخلاصة، بقوله:
............... واخْصُصْ أَولاَ
أَوْ أَعْطِهِ التَّعْرِيفَ بِالَّذِي تَلاَ
وإِنْ يُشَابِهِ الْمُضَافُ يَفْعَلُ
وصْفًا فَعَنْ تَنْكِيرهِ لاَ يُعْزَلُ
كَرُبَّ رَاجِينَا عَظِيمِ الأَمَلِ
مُرَوعِ الْقَلْبِ قَلِيلِ الْحِيَلِ
وذِي الإِضَافَةِ اسْمُهَا لَفْظِيَّهْ وتِلْكَ مَحْضَةٌ ومَعْنَوِيَّهْ

1 - سميت الإضافة في هذا القسم محضة، لأنها خالصة من نية الانفصال، وسميت معنوية لأنها أفادت المضاف أمرا معنويا، وهو التعريف أو التخصيص.
2 - الحج: 1. الإعراب: (إن) حرف توكيد ونصب (زلزلة) اسم إن، وهي مضافة و (الساعة) مضاف إليه (شيء) خبر إن (عظيم) نعت لشيء.
3 - يوسف: 37.
4 - سميت لفظية لأنها أفادت أمرا لفظيا، وهو التخفيف بحذف النون أو التنوين من المضاف، وسميت غير محضة، لأنها على نية الانفصال، فإن قولك-مثلا-أنا ضاربُ زيدٍ، مراعى فيه انفصال المضاف عن المضاف إليه، فتقول: أنا ضاربٌ زيدًا برفع ضارب وتنوينه ونصب زيد.
5 - وهي لا تكون إلا بمعنى الحال.
6 - فإن لم يكن الوصف عاملا في المضاف إليه، مثل: كاتب القاضي، كانت إضافته محضة.
7 - غافر: 2، 3. الإعراب (تنزيل) مبتدأ مضاف و (الكتاب) مضاف إليه (من الله) جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ (العزيز الحكيم) نعتان للفظ الجلالة، وكذا غافر وقابل وشديد وذي الطول.
8 - المائدة: 95. الإعراب: (هديا) مفعول مطلق، أي يهدي هديا-وفي إعرابه أوجه أخرى-(بالغ) نعت لقوله هديا، وهو مضاف و (الكعبة) مضاف إليه.



السابق

الفهرس

التالي


16103088

عداد الصفحات العام

3960

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م