﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(16) حوار مع الأخت المسلمة ديانا راوتنشتوك.

(16) حوار مع الأخت المسلمة ديانا راوتنشتوك.
وهي زوجة الأخ المصري عبد المنعم -وكان هو المترجم بيني وبينها- وكذلك بالنسبة للأخت أمينة. وقد شاركت ديانا في المناقشة الماضية.
ولدت سنة 1953م. وهي متخصصة في علم الاجتماع والقانون، وتساعد زوجها في الدكان. ديانتها الأولى بروتستانتية.
وسألتها: متى سمعت عن الإسلام وماذا سمعت عنه؟.
قالت: إنها قبل الزواج، بالأخ عبد المنعم كانت تسمع أن الإسلام نظام حكم، وأنه يضطهد النساء، وأن الإسلام من الأديان التي تضطهد الإنسانية، وهذا هو الذي يسمع عنه أهل الغرب بالنسبة عن الإسلام.
وكان سماعها لذلك وهي في المرحلة الثانوية، ولم تسمع عن الإسلام من أهله.
وسألتها: عن تمسكها بدينها قبل أن تسلم؟.
فقالت: إنها لم تكن مقتنعة به، وكانت في بحث مستمر عن الإله والدين، وانفصلت عن الكنيسة رسمياً عندما كان عمرها 17 سنة وكانت قبل ذلك ترفض كل ما يتعلق بالكنسية، لأن أسرتها يعتبرون البابا وأصحاب الكنيسة مجرمين وهي تربت على ذلك.
وكان أبوها يرى أن الكنيسة تضطهد الإنسان، وتجعله غبياً، وتستعبده وتستغله.
قلت: ولماذا كنت تبحثين عن الدين؟
قالت: لأنها كانت تشعر بفراغ وعدم سعادة، وتحس أن هذا الفراغ النفسي لا بد أن يملأ بعقيدة.
وعلمها أبوها أن الطبيعة هي الله، وأن الله في الطبيعة!
وأخذت تبحث في الأديان الطبيعية، كأديان الهنود الحمر، لأنهم عبدوا الطبيعة، وأرادت أن تحصل على معرفة إله واحد، وليس متعدداً، وقرأت عن اتصال الهنود الحمر بالطبيعة.
وقالت: إنها عرفت الإسلام عن طريق زوجها، حيث كان يقوم بشعائر الإسلام وهي تراقبه، ومن خلال محادثتها معه عن الإسلام، وقراءتها إحياء علوم الدين وبعض كتب الصوفية.
وبدأت تصلي قبل أن تعلن إسلامها، وكانت تتوضأ وتصلي كما يصلي زوجها، وكانت تعتقد في تلك الحال أنها مسلمة، وأعلنت إسلامها سنة 1983م، ذهبت مع زوجها إلى جامع للأتراك، وأعلنت إسلامها أمام كثير من المسلمين.
[كثير من الأوربيين يقتنعون بالإسلام ويؤدن بعض شعائره، كالصلاة، ولكنهم يعتقدون أنهم لا يكونون مسلمين حقيقة إلا بإعلان الإسلام في المسجد أو بحضرة أحد المشايخ]
وقالت: إنها نطقت بالشهادة قبل الزواج، ولكن بدون وعي وسبب نطقها بها اعتقادها أن ذلك شرط في زواجها بمسلم، وكان ذلك سنة 1981م.
[إذا كانت ملتزمة بمسيحيتها، وإن كانت محرفة، لا يشترط في زواجها بالمسلم دخولها في الإسلام، أما إذا كانت ملحدة فلا يصح زواجها بمسلم، وكثير من الأوربيين رجالا ونساء لا يؤمنون بدين]
وقالت: إن أهل أوروبا في أمس الحاجة إلى الإسلام، ولكن الوضع السياسي حالياً يشوه الإسلام.
وقد أعلنت إسلامها في الأزهر رسمياً حتى تستطيع الذهاب إلى مكة.
وقالت: إن الناس لا يعرفون شيئاً من أمور الإسلام والمسلمين كالشيعة والسنة والخلافة وغيرها، ولا يجدون عالماً يفقههم في الدين في هذه الأمور، وأكدت على ضرورة إمدادهم بكتب إسلامية.
هذا وليعلم أن أمينة وديانا ليستا صوفيتين، بل هما ملتزمتان بالسنة حسب علمهما، وكذلك الأخ عبد المنعم زوج ديانا.
وقد دام هذا اللقاء ما يقارب ست ساعات، حيث بدأ في الساعة السابعة بعد صلاة العصر وانتهى في الساعة الواحدة إلا ربعاً بعد صلاة العشاء بنصف ساعة بحسب توقيت برلين.
تعليق:
إنه يتضح لي من مقابلاتي مع الأوروبيين أن العوامل التاريخية والاجتماعية والثقافية والدينية والسياسية والاقتصادية التي توارثوها مدة طويلة جيلاً بعد جيل، تجعل عقولهم بعيدة كل البعد عن الدين الحق المبني على التسليم المطلق لله تعالى وعدم معارضة حكمه بعادة أو عقل أو أي مبدأ.
والأوروبيون ألفوا العبودية الكاملة - ولا أقول التحرر كما يزعمون - للعادة والهوى والشهوة والعقل والمبادئ الوضعية، وهذا ينطبق انطباقاً كاملاً على غير المسلمين، وينطبق في بعض الجوانب على بعض المسلمين الأوروبيين، فإن تحكيم العقل والعادة لا زالا يسيطران عليهم.
يضاف إلى ذلك الضغط الاجتماعي وسوء الترجمات لمعاني القرآن الكريم أو أي موضوع من الموضوعات الإسلامية، فإن كثيراً منها مترجم بمعاني مخالفة للمعاني المقصودة من النصوص، وبخاصة ترجمات أعداء الإسلام المنتسبين إليه كالقاديانية، وبعض المستشرقين.
وترجمتهم لمعاني القرآن بحسب اعتقادهم منتشرة بين الألمان باللغة الألمانية، وهي محرفة غاية التحريف، وقد واجهنا كثير من المسلمين الذين قابلناهم بمعانٍ لا شك أنها منها.
وأما غير المسلمين، فإنهم يحاجون المسلم في دعواه أن رسول الله صلى خاتم النبيين بما يزعمه القاديانيون من أن الرسالة لم تنقطع.
وفي هذه الليلة مكثنا مدة طويلة مع الأختين المسلمتين الألمانيتين لمحاولة إقناعهما بمشروعية الحجاب، وهما تحاولان إقناعي بأنه في هذا الزمان غير مشروع..
ومن ضمن ما احتجتا به الآية القرآنية الكريمة في سورة البقرة: {.. وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [البقرة: من الآية184].
وقالتا في وجه الدلالة:
أنهما قرأتا في تفسيرها أن الذي لا يعلم لماذا شرع الله أي حكم، أو يعلم أن ذلك الحكم لا يلائم البيئة، لا يُلزَم بذلك الحكم، لأنه لم يعلم أن فيه فائدة أو خير، وقد شرط الله تعالى في كون الصيام خيراً أن نعلم ذلك.
ومعنى هذا الفهم المحرف أن الذي لا يعلم خيراً في الصيام فليس عليه أن يصوم!!.
وسبب انطلاء تلك الترجمة الماكرة عليهما وعلى غيرهما، هو عدم معرفة أساليب اللغة العربية من جهة، وموافقة تلك التحريفات لأهوائهم وعاداتهم من جهة أخرى..
هذا مع العلم أن "إِنْ" في مثل هذا السياق يقصد بها حض المخاطب على الفعل، أي يجب عليكم أن تصوموا، ولا يقصد بها ما ذكر من أن الذي لا يعلم خيرا في الصيام لا يلزمه الصيام، لأن الصيام خير لا شك فيه.
قال القرطبي في تفسير الآية: "وعلى الجملة، فإنه يقتضي الحض على الصوم، أي فاعلموا ذلك وصوموا"
وهو مثل قوله تعالى: {يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين} [الأنفال (1) أي إن سبيل المؤمن أن يطيع الله ورسوله، وليس معناه إن كنتم غير مؤمنين فلا تطيعوا الله ورسوله، لأن طاعة الله ورسوله مأمور بها في كل حال"
ولهذا فإن نفرة غير المسلمين وسوء فهم المسلمين، يقع قسط منه على المسلمين القادرين على إيجاد الوسائل التي تؤدي إلى تفهيم هؤلاء الناس المعاني السليمة للإسلام وأحكامه، إما بإقامة مدارس إسلامية في هذه البلدان وإيجاد العالم المسلم الفقيه في الدين المتحدث بلغة القوم المجيد للغة العربية، الدارس لأفكار الناس في هذه البلدان والعقليات التي يفكرون بها أو غير ذلك..
وبخاصة البحث عن الترجمات السليمة لمعاني القرآن الكريم المطبوعة وغير المطبوعة، والسعي في نشرها بعد عرضها على علماء الإسلام الذين يجيدون اللغتين وبخاصة الألمانية..
وينبغي أن تكون طباعتها أنيقة واضحة، وإذا لم توجد ترجمة سليمة فيجب السعي في إيجادها، وكذلك يجب البحث عمن هو قادر على ترجمة بعض الكتب الإسلامية أو تأليفها في موضوعات مختلفة تدعو الحاجة إليها.
إن كثيراً من المسلمين الغربيين الذين التقيتهم يبدو عليهم صدق النية ويقين الإيمان ومحبة الإسلام من الزاوية التي فهموها، ومن ذلك الطرق الصوفية، التي قد تصل إلى الاعتقاد الغالي البعيد عن الإسلام، كما في طريقة ابن عربي، ومن ذلك اعتقاد الفرقة الأحمدية.
ولكن هؤلاء المسلمين الذين يتلقون تلك المبادئ والأفكار، يعتقدون أن ذلك هو الإسلام ويتحمسون له على ذلك الأساس، وعندما تبحث مع الشخص في سبب دخوله الإسلام من تلك الزاوية، تجد أنه لم يتمكن منه إلا من تلك الطريق في بداية الأمر، فلما تمكن ذلك المبدأ من قلبه أصبح متحمساً له متحزباً مع أهله.
وذكر لي بعض الإخوة أن بعضهم يترك الاعتقاد الفاسد ويعود إلى الإسلام الحق، وأقرب الأمثلة على ذلك الأخ يحيى الذي سبق قوله: إن أول دخوله في الإسلام كان عن طريق القاديانية، وإنهم حاولوا التأثير عليه وحرصوا على بقائه على مذهبهم، ولكن الله أنقذه ببعض الطلبة السعوديين وغيرهم فترك ذلك المذهب.
[سبق قريبا].
وقد جرت العادة أن الذين تتمكن المبادئ من نفوسهم يحرصون على البقاء على تلك المبادئ وينصرونها، وقد يكونون صادقين في الإيمان بتلك المبادئ، ولا يمكن صرفهم عنها إلا بحجج مقنعة واضحة تجعلهم يعتقدون فساد المبادئ السابقة..
وهذا قد لا يتيسر لكل الناس، وبخاصة أن أهل المبادئ الكافرة أو الفاسدة من الذين ينتسبون إلى الإسلام كالقاديانيين، نشطون وعندهم إمكانات أكثر من غيرهم..
ويكفي أن نعلم أن بعض البلدان لا يوجد فيها ترجمة معاني القرآن الكريم، إلا ما ترجم عن طريق تلك الطوائف الضالة، أو بعض الكفار الأصليين كترجمات بعض المستشرقين واليهود والقاديانية وغيرهم.
والذي يبحث عن الإسلام لا يدري عن هذه الفرق المتعددة في أول الأمر، فإذا وجد القاديانية يدعونه إلى الإسلام ظن أن ذلك هو الاسلام، وهكذا.
فعلى أهل الحق أن ينشطوا لإنقاذ الناس..!.




السابق

الفهرس

التالي


16124370

عداد الصفحات العام

2985

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م