﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(18) حوار مع الأخ المسلم الألماني عبد الشكور كونزا

(18) حوار مع الأخ المسلم الألماني عبد الشكور كونزا
(KUNZE) [فرانكفورت 21/11/1407هـ].
زرنا الأخ عبد الشكور في منزله قبل صلاة العصر، وهو مقعد.
ولد الأخ عبد الشكور سنة 1919م في مدينة برلين وأسرته كانت متمسكة بالدين وهم كاثوليك.
كانوا يقرؤون الإنجيل يومياً، وكانوا، كما قال، قساوسة وراهبات، ولم يكونوا مثل المسلمين يضعون القرآن على الرف.
[قلت: وغالب المسيحيين يضعون الإنجيل على الرف أيضا، بل كثير منهم أصبحوا لا يؤمنون به، وفي كل دين يوجد العاملون به وغير العاملين، ونقد الأخ عبد الشكور مقبول، ويجب على المسلمين العناية بكتابهم قراءة وعملا، ولكن تعميمه غير صحيح]
وقال: إنه كان يناقش أهله في عدم صحة التثليث وعمره خمس سنوات، قبل دخوله المدرسة الابتدائية.
وقال لهم مرة: لو أن طالباً في الرياضيات أراد أن يأخذ في الامتحان درجة كاملة، فجمع: ا+ ا+ ا= ا فهل يعقل أن يكون جمعه صحيحاً؟!.
ثم قال: لا يوجد في النصرانية توحيد.
وأول ما سمع عن الإسلام من ترجمة معاني القرآن الكريم، وعمره خمسة عشر عاماً، ولم يكن ذلك عنده مهماً، وإنما كان يريد أن يكون نصرانيا صالحاً..
وكان يقرأ الإنجيل، وكلما قرأه ازداد بعداً منه، ثم قرأ التوراة، ووجد فيها نصف جواب بعض ما يدون في ذهنه من تساؤل، وهو يتعلق بالتوحيد، ولكن هو ليس من بني إسرائيل، ودين اليهود خاص بهم.
وسألته عن سبب ابتعاده عن الإنجيل: مع أنه كان يحب أن يكون مسيحياً صالحاً؟.
فقال: لأنه لا يوجد فيه الجواب عن الأسئلة المهمة في العقيدة، وأهمها كيف يكون الثلاثة واحد؟.
وقال: إنه وجد التوحيد في التوراة ولكنه استمر في البحث عن دين.
قلت له: ماذا حصل عنده عندما قرأ ترجمة معاني القرآن، هل وجد الأجوبة عن أسئلته؟.
قال: إنه وجد التوحيد في القرآن ووجد نفسه كذلك، وأسلم بقلبه، ولم يكن عنده إشكال في تحريم الخمر وأكل لحم الخنزير، لأن أهله ما كانوا يشربون الخمر ولا يأكلون لحم الخنزير..
[هذا من النوادر في الغرب]
ولكنه عندما علم أهله عنه أنه يؤمن بالقرآن أصبح عندهم كافراً، وكانوا يكثرون عليه الأسئلة فيزداد بذلك بحثاً ومعرفة، وانتقل من الإسلام النظري إلى الإسلام العملي.
الأنشودة!
قال الأخ عبد الشكور إنه كان في ليبيا من سنة 1941م- 1943م في الجيش الألماني أيام الحرب العالمية الثانية، وكان يسمع الأذان من المساجد، ولكنه لم يلفت انتباهه، وإنما لفت انتباهه صبي كان يردد أنشودة كل صباح، وكان صوته جميلاً ووجهه مشرقاً، وكان عبد الشكور ينصت له وينظر إلى إشراقة وجهه..
وكان يقول: لا بد أن يكون هذا الصبي مَلَكاً، وكان يحاول أن يعطيه طعاماً فيرفض، قال: وربما كان يرى هذا الطفل أن طعامنا حرام عليهم.
قال: ولكثرة تكراره تلك الأنشودة وإعجابي بها، كتبت كلماتها بالحروف اللاتينية - هذا كان قبل إسلامه - وكان عندما يسمع صوت الصبي يتأثر ليس بالصوت فقط، ولكن كان يشعر أن في هذا الكلام الذي لا يفهمه معاني ليست صادرة من أهل هذه الأرض..
وكان ينتظر كل يوم الوقت الذي يخرج فيه الصبي، ليقرأ تلك الأنشودة يريد أن يسمعها، وكان يردد معه بقراءته لها بالحروف الألمانية.
ثم سجن عبد الشكور في ليبيا مع الجنود المنهزمين، ونقل إلى سجن في أمريكا، وفي السجن بدأ يدرس اللغة العربية، وبدأ يقرأ الحروف العربية، فحصل على نسخة من المصحف وكان عمره 24 سنة..
وبدأ يقرأ القرآن، فعرف عند ذلك أن تلك الأنشودة التي كان يرددها ذلك الصبي هي سورة الفاتحة.
قال: وأحسست عند ذلك أني يجب أن أشكر الله وسميت نفسي عبد الشكور!.
المسلم الألماني عبد الشكور في منزله
قلت له: ما الفرق بين حياتك قبل الإسلام وبعده؟.
فقال: بعد الإسلام أحسست بالرضا والطمأنينة، ولم يكن ذلك موجوداً عندي، لعدم وجود ما في القرآن في الكتب السابقة.
وأهم شيء عند الأخ عبد الشكور أن تتصل نفسه بربها في الحياة قبل الموت، لأن النفس أهم من الجسد، قال: وليس قصدي الفصل بين الروح والجسد.
قلت له: ما الصفات التي ترى وجوب توافرها في الداعية المسلم حتى يكون مؤثراً في غير المسلمين؟.
فقال: الدعوة هي القدوة الحسنة. وأهم القضايا التي يجب أن تناقش هي التوحيد..
وقال: كنت أناقش الناس مناقشات دينية، وكنت أشعر أني أساعدهم في الإجابة على أسئلتهم، بسبب أني كنت مسيحياً أعرف المشكلات التي تواجههم.
والوسيلة المناسبة لنشر الإسلام في الغرب هي اللقاءات العامة كالمحاضرات، وليست المحادثات الشخصية.
[قلت: هكذا يرى: ولكن ظهر لي من نشاط بعض الإخوة الذين يتصلون بغير المسلمين أن المحادثات الشخصية وسيلة نافعة جدا].
وقال الأخ عبد الشكور: إن القيمة الكبرى في حياته هي عيشة الإسلام ورضا النفس. وإذا كان كثير من المسلمين يخافون الموت فإنه يعتبره صديقه العزيز.
[كأنه يعبر عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه]
وكراهة المسلم الموت في حال صحته، لا ينافي محبته لقاء الله تعالى عندما يحضره الموت وربه راض عنه، فتبشره الملائكة بمصيره عنده.
يدل على ذلك حديث عبادة بن الصامت، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
(من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه)
قالت عائشة أو بعض أزواجه: إنا لنكره الموت!
قال: (ليس ذاك، ولكن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحب إليه مما أمامه، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكره إليه مما أمامه فكره لقاء الله وكره الله لقاءه) [صحيح البخاري 5/2386)
ورواه مسلم مختصرا، وعن عائشة بلفظ البخاري (4/2065)]
وقال: الأخ عبد الشكور: الذي يخاف الحساب هو ضعيف الصلة بالله، أما من كانت صلته بالله قوية فإنه يحب ذلك.
[هذه العبارة غير سليمة، فالرسل والملائكة وأولياء الله كلهم أشد خوفاً من لله، ومن يوم الحساب من غيرهم ولكنه يريد أنه يحب لقاء الله].
وكان له صلة بالفرقة القاديانية وبقي معهم فترة طويلة ولم يكن يعتقد ما يعتقدون، وقد تركهم.
وعنده ترجمة معاني القرآن للمستشرق الألماني هنج (HINNIHG}، وقال: إنه مستشرق حيادي وهو نصراني، ولكنه يدرس الكلمات من حيث اللغة فقط ويترجم.
وسألته: ألا توجد أخطاء تنافي بعض مقاصد القرآن؟.
فقال: ليس فيه أخطاء، وإنما بعض التعبيرات يمكن أن تستعمل بدلها تعبيرات أخرى، لأن اللغة الألمانية تجددت.
وتوجد له طبعة جديدة صححتها مستشرقة ألمانية باللغة الألمانية الجديدة.
[ما أشد تقصيرنا في البلاغ المبين!
قلت: إذا كان هذا الرجل قد أسلم من مدة طويلة، وهو متحمس للإسلام ومرجعه في ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الألمانية لمستشرق نصراني، ويرى هذا المسلم أن هذه الترجمة هي أقرب الترجمات إلى الصواب، لأنه لم يجد سواها، فكيف سيكون فهمهم للإسلام؟ ولولا أنه فهم أن القاديانية لا يصح اتباعها، لكان المرجع الثاني من ترجمات معاني القرآن باللغة الألمانية هو ترجمتهم].
وسألته: هل فهم أن منهج الإسلام شامل لحياة البشر كلها؟.
فقال: أنا لا أعرف شمول الإسلام للاقتصاد والسياسة وغيرها، ولكن يوجد بعض المسلمين الألمان عندهم علم، عليهم أن يفهموا غيرهم من المسلمين الألمان، وذكر منهم الشيخ محمد صديق وأحمد فون دنفر، وعلي بارو [وهذا مسلم شيعي] وعبد الكريم قرت وزوجته فاطمة هرن.
وسألته: عن أهم المشكلات التي تواجه الغربيين؟
فقال: المادية التي تنخر في المجتمع.
وقال: إن نسبة الطلاق لا يحتاج إلى معرفتها في الغرب، لأن الناس يعيشون على الاتصال غير المشروع.
وقال: إن القاديانية أصلها جمعية سياسية إنجليزية، ويرى أنه يجب على المسلمين أن يناقشوهم ويوضحوا لهم الأخطاء التي عندهم.
ونصح المسلمين في ألمانيا بأن يزور بعضهم بعضاً، ويتعرفوا على مشكلاتهم، وأن يحضروا كل اللقاءات الإسلامية أو ما يعقده غير المسلمين، من لقاءات تتعلق بالإسلام، ليعرفوا ماذا يقال عن الإسلام.

تعريف بالأخ اليوغسلافي المسلم: سالم عابد الحاج.
فينا 28/11/1407هـ.
وليس من المسلمين الجدد وإنما كان واسطة للاتصال بالأخ علي كوفمن كما سيأتي في الصفحة التالية.
التقيت بالأخ سالم في منزل الأخ السوداني الفاتح علي حسنين في الساعة السادسة مساء.
ولد الأخ سالم سنة 1954م في يوغسلافيا في جمهورية بوسنة، في أسرة مسلمة.
درس الابتدائي والإعدادي في "مدرسة غازي خوسرو بك" في سرايون، وهو معهد ديني، وانتقل إلى فيينا سنة 1973م، ودرس الفلسفة والاستشراق في الجامعة..
وهو الآن يحضر الآن رسالة الدكتوراه، يحقق مخطوطة كتبت في القرن الثامن عشر بعنوان: "تبشير الغزاة"، وهو باللغة العربية، ومؤلفة مصطفى الأفحصاري، وهو من منطقة بوسنة فى يوغسلافيا.
وهذا المخطوط كتاب كبير أخذ منه الأخ سالم موضوع الجهاد في سبيل الله.
وقال: إن الأوروبيين يفهمون أن الجهاد في الإسلام كله سيف وحرب وقتل، وهو يريد أن يثبت لهم أن الإسلام انتشر في الأرض بطريق الدعوة والإقناع، ولم يكره الناس على الدخول فيه.
[وقد وعدته ببعث كتابي الجهاد في سبيل الله حقيقته وغايته وقد وفيت].
وقد كان اللقاء مع الأخ سالم من أجل مرافقتنا إلى منزل الأخ المسلم النمساوي علي كوفمن.




السابق

الفهرس

التالي


16124447

عداد الصفحات العام

3062

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م