﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(42) حوار مع الأخ المسلم الألماني أحمد فون دنفر. (AHMADVON DENFFER)

(42) حوار مع الأخ المسلم الألماني أحمد فون دنفر. (AHMADVON DENFFER)
[ميونخ 26/12/1408هـ].
ولد الأخ أحمد سنة 1949م.
تخصصه: علم الشعوب.
ديانته قبل الإسلام: بروتستانتية.
أول ما سمع عن الإسلام سماعاً واعياً سنة 1966م عندما سافر إلى تركيا.
أما قبل ذلك فلم يكن على ذكر مما سمعه عن الإسلام. وكان يسافر كثيراً لقضاء إجازاته في دول أوروبا.
ثم سأل نفسه: ماذا يعمل بعد وإلى أين يسافر، فتقرر عنده أن يسافر إما إلى تركيا وإما إلى إفريقيا.
ورجح السفر إلى تركيا لغلاء نفقة السفر إلى إفريقيا. وقرأ عن تاريخ تركيا وحضارتها وديانتها، ليعرف عنها كل شيء يمكنه معرفته، وتبين له الاختلاف بينها وبين أوروبا.
واشترى ترجمة معاني القرآن الكريم.
ثم اهتم بالقراءة عن الإسلام في أوقات فراغه، وكان عنده فراغ أكثر عندما التحق بالخدمة العسكرية سنة 1968م فقرأ عن الأديان، وبخاصة الإسلام أكثر في هذه الفترة.
وكان عنده اقتناع بأن الإسلام ممتاز بالنسبة للمسلمين، ولكنه لم يكن يفكر أنه سيصبح مسلماً على رغم فهمه للإسلام.
وفي تلك الفترة كان يصعب على الأوروبي التعرف على الإسلام في بلده. وعندما عرف الإسلام، وقد وجد فيه أموراً كثيرة يرى أنها مناسبة سأل نفسه: لماذا لا أكون مسلماً؟
وكان مما لفت انتباهه في الإسلام قضيتان:
الأولى: التوحيد..
والثانية: العدل..
ولم يجد ذلك في الكنيسة.
ثم وجد أن كل ما عرفه في الإسلام كان مقبولاً عنده ما عدا أمرين:
الأمر الأول: مفهوم القضاء والقدر.
الأمر الثاني: موقف الإسلام من المرأة، بحسب تفكير الأوروبيين.
ولكنه بعد تأمل رأى أن هذين الأمرين لا يمنعانه من الدخول في الإسلام.
فبدأ يترك شرب الخمر وأكل لحم الخنزير.
وطلب كتاباً عن تعليم الصلاة..
وحاول أن يصوم رمضان، وكان ذلك كله يحدث في حياته بالتدريج، إذ حصلت هذه الأمور خلال أربع سنوات، ولم تكن توجد مساجد يعلن فيها إسلامه، ولكنه كان مقتنعاً بالإسلام..
ثم قال معلقاً: إنه يوجد بعض الألمان مقتنعون بالإسلام، ولكنهم لا يحتكون بالمسلمين ولا يجتمعون بهم.
وما زال الأخ أحمد - كما قال - يزداد في علمه وعمله وتغيرت عنده كثير من المفاهيم.
قلت له: ما الفرق بين حياتك قبل الإسلام وبين حياتك بعده؟.
فقال: الفرق كبير، ولكنه بسبب تغير حياته بالتدريج لم يشعر بمشكلات، بخلاف الذي يدخل في الإسلام فجأة، فإنه يواجه مصاعب جمة.
[قلت: ولهذا اقتضت حكمة الله أن ينزل القرآن منجماً، وأن يتدرج التشريع الإسلامي في التحليل والتحريم وغير ذلك].
وسألت الأخ أحمد: هل توجد كتب جيدة تشرح مبادىء الإسلام باللغة الألمانية، وهي في متناول أيدي الناس؟.
فقال: توجد كتب كثيرة عن الإسلام، وكانت قبل مائة سنة ترجمات حرفية، والكتب التي كتبت في بداية هذا القرن أغلبها ضد الإسلام من قبل المستشرقين.
ومنذ خمسة عشر عاماً تقريباً وجدت كتب مؤلفة من قبل الألمان، وهي جيدة وبعضها أجود من بعض.
والكتب القديمة منها سيرة ابن هشام، وهي في مكتبات الجامعة وليست في متناول أيدي الناس، والدولة لا تعارض طبع الكتب.
وقال الأخ أحمد: إنه يحاول إعادة طبع هذه الكتب بأسلوب العصر الطباعي وأحرفه الجديدة، وتوجد كتب أخرى في المكتبات الجامعية.
وقبل أربع سنوات كان المسلمون يطبعون بعض الكتب الإسلامية ويوزعونها على المراكز الإسلامية والمساجد وأماكن التجمعات الإسلامية.
ثم نهجوا الآن نهجاً آخر، وهو تسجيل هذه الكتب في فهارس المكتبات التجارية العامة، بحيث يتمكن أي شخص أن يطلب الكتاب الذي يريد، وإن كان لا يوجد الكتاب في بلده، فإنه يستطيع أن يطلبه من البلد الآخر على العنوان الذي كتب في الفهارس.
[هذا النشاط يقوم به الإخوة الألمان الذين يتعاونون مع الأخ أحمد ومنهم الأخ محمد صديق].
قلت للأخ أحمد: هل تغطي هذه الكتب موضوعات مبادئ الإسلام التي إذا اطلع عليها الإنسان قامت بها عليه الحجة؟.
فقال: يصعب الجواب عن هذا السؤال، يوجد في ألمانيا ستون مليون شخص، وقد ترجمت خمسون مادة في موضوعات مختلفة، ومن كل مادة طبع عشرة آلاف نسخة
[هكذا كان جواب الأخ والسبب في ذلك فيما يبدو لي عدم فهم السؤال وربما لأن الحوار كان عن طريق الترجمة]
ثم قال: إن القرآن الكريم قد ترجمت معانيه عدة تراجم، ومن قرأه ولم يسلم فقد قامت الحجة عليه، وكتاب محمد حميد الله "الإسلام" يشتمل على النقاط المهمة من مبادئ الإسلام والذي يطلع عليه يمكن أن تقوم به الحجة، ويبقى الأمر بين الإنسان وبين الله تعالى.
قلت: هل يظن الأخ أحمد أنه يوجد في أوروبا من لم يسمع عن الإسلام؟.
فقال: الإسلام سمع عنه الجميع ولكن كيف سمعوا؟ إن تسعة وتسعين من كل مائة سمعوا عن الإسلام أموراً محرفة ومشوهة تنفر عن الإسلام.
قلت: ما الموضوعات التي يرى البدء بها للتعريف بالإسلام؟.
فقال: قبل مائة سنة كان الفكر في الدين والثقافة غير متشعب، أما الآن على ضوء الحرية الفكرية الموجودة، فتوجد أفكار كثيرة واختلافات وأسئلة كثيرة.
ولذلك تكون الأولية حسب أسئلة الناس وفئاتهم للإجابة على أسئلتهم، وضرب مثالاً لذلك بالحياة بعد الموت، فالكبار لهم تصورات كنسية، والصغار لهم تصورات بوذية وغيرها.
ويوجد سؤال يومي تقريباً، وهو: كيف يكون العيش في المستقبل بعد عشرين أو ثلاثين عاماً، في إطار ما هو موجود من مشكلات السلام والحروب الاقتصادية، والسياسية والعسكرية، والناس يسألون المسلمين هنا اعتقاداً منهم أنه يجب أن يكون عند المسلمين حل وإجابة على هذا السؤال..
فإذا لم يجدوا عند المسلمين حلاً اعتقدوا أن المسلمين أسوأ حالاً منهم.
وهناك نقطة مهمة يجب على الباحث أن يتنبه لها، وهي أن الوضع في الغرب وفي أمريكا وضع حرج ومهم، فالناس يخافون على مستقبلهم ومستقبل أولادهم، فترى المرأة التي عندها أطفال تسأل عن مستقبلهم، وقد تجد أجوبة مشابهة لما هو عند المسلمين، ولكن لا يعرف الناس أن حل مشكلاتهم في الإسلام.
وهناك مثالان - أنوه قبلهما بشيء، وهو أنه يجب علينا أن نسمع الناس ونصغي إلى أسئلتهم ونعطيهم الأجوبة السليمة، ويجب أن لا نكون عمياً لا ننظر إلى واقع الناس الذي يعيشون فيه -.
المثال الأول: الخمر؟ قبل عشر سنوات أو خمس عشرة سنة، كانت الكحول هي الشراب الرئيسي في الحفلات، وكان المسلمون إذا أقاموا حفلات ودعوا كبار رجال الدولة يحضر ممثلون عن اليهود والنصارى، وكان المسلمون يتحرجون من تقديم غير الكحول على عكس الحال في هذا الزمن، إذ يوجد اختيار بين الكحول وغيرها.
[قلت: يعني بسبب فهم غير المسلمين أن الخمر حرام على المسلمين، أصبح غير المسلمين يحترمون مشاعر المسلمين، ولكن مع الأسف كثير من المسلمين وبخاصة ممثلي الدول لا يتورعون عن تعاطي المحرمات، ويجرحون مشاعر الصالحين من المسلمين أكثر من الكفار].
وقد نقص معدل استهلاك الكحول بين 1961م – 1987م 2% وهذه النسبة مع قلتها يجب أن يهتم بها المسلمون، فعندما يجتمع المسلمون في حفلة مع غير المسلمين ويطلبون شراباً غير كحولي، تجد بعض النصارى يطلبون شراباً غير كحولي لأسباب منها التأثير على الصحة، أو أن جار المسلم قد فقد ابنه في حادث سيارة نتيجة شرب الكحول أو ما شابه ذلك..
ونحن المسلمين ننسى في مثل هذه المناسبات أن نبين لهم أن الذي يعملونه صحيح، ولكن هذا العمل الصحيح في حد ذاته، لا يقودهم إلى ما يرجون من الخير لعدم ارتكازه على الإيمان.
والنظام يقتضي سحب الرخصة من الذي تزيد نسبة الكحول في شرابه على 0.8 في الملي لتر، والمسلمون لا يستغلون في بيان محاسن دين الإسلام للناس وموقف الإسلام من الكحول.
والأطباء المسلمون يمكنهم أن يراسلوا الجهات الرسمية التي تقوم بمحاولات في
هذا الموضوع وأشباهه، وقد يجدون منهم أذناً صاغية لنصيحتهم، ولكن المسلمين لا يفعلون ذلك، وإنما يهتمون بمرتباتهم فقط.
والواجب عليهم أن يبلغوا الجهات المسؤولة أنها لا تستطيع تجنب مشكلات الكحول، إلا إذا منعت الخمر على الناس، وهذا وإن كان غير متوقع تأثيره في أول الأمر فإنه يفتح الباب.
وقال: إن الألمان عندهم استعداد للسماع أكثر من غيرهم.
(صورة)
الأستاذ أحمد فون دنفر في مكتبه في المركز الإسلامي في ميونخ وقت الحوار
قلت للأخ أحمد: ما صفات الداعية الذي يمكن أن يؤثر في الألمان؟
فقال: أن يتصف بصفات الرسول صلى الله عليه وسلم حسب الاستطاعة، ويجب أن تكون صفات الداعية الحميدة معروفة عنه عند أهل بلده حتى يجد الناس فيه مثلاً حياً يتأثرون به.
ويجب أن يكون الداعية مجيداً للغة أهل البلد الذين يدعوهم إلى الإسلام، حتى يتمكن من تفهيمهم معاني الإسلام على حقيقتها.
وقال: إنه لو طلب منه الإخوة أن يذهب إلى أي بلد كأمريكا اللاتينية للقيام بالدعوة هناك فسيلبي طلبهم، ولكنه يفضل أن يتركوه بين أهل بلده الذين يفهمهم ويفمهونه.
وهذا الأمر هو الذي اختاره الله حيث لم يرسل رسولاً إلا بلسان قومه، وكذلك كان الرسول صلى الله عليه وسلم يبعث إلى القوم شخصاً منهم إذا وجد.
ولا بد من معرفة ثقافة أهل البلد الذي يدعو فيه، ومعرفة الأسئلة الآنية المهمة والإجابات عنها، ولا بد من الصبر والأمانة، وليس من الضروري أن يعلم الداعية فقه المذاهب الأربعة.
ولكن من الضروري أن يعلم إجابات الأسئلة التي تهم المجتمع، كدور المرأة في الإسلام ـ مثلاً ـ ولا بد أن يكون الداعية حكيماً رفيقاً ليناً.
وسألت الأخ أحمد عن العقبات التي تعترض الدعوة في ألمانيا؟
فقال: من أهم المشكلات القائمة أن الألمان سمعوا أموراً غير صحيحة عن الإسلام نفرتهم منه، وهذه عقبة كبيرة، ولو كانت عقولهم صافية لكان الأمر أسهل.
ثم إن الدعاة يصطدمون بالواقع الذي يسير عليه أكثر المسلمين مما يخالف الإسلام، ولذلك يصعب على الألماني أن يقتنع بالتوضيح النظري، وهو يرى في الواقع ما يخالفه.
وقد تحدث مشكلات في المستقبل، مثلاً:
إذا زاد عدد المسلمين في ألمانيا وأخذوا مراكز مرموقة في البلد يشار إليها بالبنان، فإن الناس سيقفون ضدهم.
وضرب الأخ أحمد مثالاً لذلك: بالخمرة، إذا قوي مركز المسلمين وكثر تجمعهم، سيلحظ المجتمع الألماني أن هذه الفئة من الشعب فئة سليمة من الأمراض الناتجة عن الكحول، وهي متفشية في غيرهم من المجتمع، وسيكون لهم مركز سياسي وتجمع أساسه الإسلام..
وسيطرحون وجهات نظرهم من قضايا كثيرة، منها وجوب منع الخمر، وعند ذلك ستحاربهم ثلاث فئات:
الفئة الأولى: أصحاب المصانع ومحلات الخمر التجارية.
والفئة الثانية: المزارعون.
والفئة الثالثة: الدولة التي تأخذ ضرائب باهظة على الخمور، لما تحس هذه الفئات الثلاث من الخطورة على الوضع الاقتصادي الذي ألفوه.
وعندئذٍ فإن الواجب على المسلمين أن يوجدوا الحل الناجع قبل أن يطرحوا رأيهم في منع الخمور.
وسألت الأخ أحمد عن الجماعات الإسلامية الألمانية واتجاهاتهم؟
فقال: توجد مجموعتان كبيرتان:
المجموعة الأولى: ألمان مسلمون فقط.
المجموعة الثانية: ألمان مسلمون مع غيرهم.
المجموعة الأولى يوجد بين أفرادها وبين المسلمين غير الألمان اتصال في الجملة، ولكن عندهم عصبية ضد الأجانب ولو كانوا مسلمين، من هذه المجموعة - وهم قليلون - مجموعة في مدينة هامبورج في الشمال وقد أسست سنة 1955م وتسمى رابطة الألمان المسلمين..
وهم يتصلون بغيرهم ولا يحبون أن ينظر إليهم أنهم مرتبطون بمسلمين أجانب، فتنحط درجاتهم في نظر المجتمع الألماني، ولكنهم لا يفعلون شيئاً ضد المسلمين عملياً.
وتوجد جماعة على الطريقة البرهانية، وأغلبهم في الشمال ولهم فرع في مدينة ميونخ، وهم منكمشون ولكن لهم اتصال بالمسلمين غير الألمان، لأن شيخهم من السودان.
وفي برلين توجد مجموعات:
الأولى: لها وجهة صوفية والمسؤول عنها عبد الله خالص، وله اتصالات بالأتراك، ويقوم بشعائر الصوفية.
المجموعة الثانية: ليست مهمة، وهي مجموعة النساء الألمانيات، وهن يعملن بصفة جيدة مع المسلمين غير الألمان.
والمجموعة الثالثة: أصحاب دائرة الإسلام، وهذه المجموعة لها اتصال بالمسلمين غير الألمان، ولكن فهمهم للإسلام مشوب بالثقافة الألمانية، فلا يرون – مثلاً - تغطية رأس المرأة، وإن عملن بذلك في بلاد المسلمين.
وتوجد مجموعة في شمال غرب ألمانيا في مدينة زوست (SOEST) وتسمي هذه المجموعة نفسها القسم الألماني من مؤتمر العالم الإسلامي الذي مركزه في كراتشي، وسكرتيرهم العام "أنا ملا خان"
وتدعي هذه الجماعة أنها الجماعة الإسلامية الأولى، وأنها امتداد للجماعة الإسلامية الألمانية التي وجدت في مدينة برلين قبل الحرب العالمية الثانية، وأن مؤسسيها حضروا المؤتمر الذي أسسه في مكة الملك عبد العزيز آل سعود.
والمعروف أن تلك الجماعة الأولى اختفى أثرها بعد الحرب العالمية الثانية.
وهذه الجماعة التي تدعي أنها الجماعة الأولى، إنما ظهرت قبل أربع سنوات والمسؤول الحالي عنها يدعى محمد سالم عبد الله.
والذي لا يعرف التاريخ قد يصدق دعوى هذه الجماعة، ولكن مما يدل على عدم صحة دعواها، أنه لا يوجد واحد من أفراد هذه الجماعة ممن كان موجوداً قبل الحرب العالمية الثانية.
ولهذه الجماعة اتصالات وثيقة مع الحكومة الألمانية، بزعم أن ذلك من أجل مصلحة الإسلام.
وقد كانوا قبل أربع سنوات منكمشين لا يتصلون بالمسلمين غير الألمان، ولكنهم شعروا بأن هدفهم من عملهم لا يتحقق وهم بعيدون عن المسلمين، فبدأوا يتصلون ببعض المنظمات مثل جماعة السليمانية الأتراك، وقد اشتركت هذه الجماعة معهم في مجلس واحد لعدم فهمهم لحقيقتهم، ولم تعترف الدولة بهذا المجلس.
وبعد سنتين رأت جماعة السليمانية تركهم لمعرفتها أنه ليس هدفهم كما كانوا يقولون: إقامة دولة إسلامية.
وقد حاولوا إرجاع السليمانية إلى صفهم وهددوهم في خطاب، بأنهم إذا لم يعودوا إليهم فسيكشفون أمرهم، وهو تهديد لا معنى له، لأن نشاطات المسلمين في أوروبا واضحة ومعروفة عند الدولة.
وفي كولونيا يوجد تجمع نساء ألمانيات، وهن يفهمن الإسلام أكثر من النساء المسلمات في برلين.
وتوجد دائرة ألمانية مسلمة في آخن، وهي على صلة وثيقة بالطلائع وأفرادها جيدون وحسنو الإسلام.
وفي قرب مدينة فرانكفورت يوجد تجمع باسم دار الإسلام وهم معروفون جيداً.
[وهي التي يديرها الأخ محمد صديق ومن كبار رجالها الأخ أحمد فون دنفر الذي يتحدث في هذه المقابلة].
وفي مدينة "شتوت جرت" يوجد تجمع إسلامي ألماني جيد ولهم صلة وثيقة بالمركز الإسلامي في ميونخ.
كما يوجد كذلك في مدينة ميونخ تجمع إسلامي ألماني، وله صلة وثيقة بالمركز الإسلامي.
هذه هي أهم التجمعات الإسلامية الألمانية. والتجمعات الاسلامية الأخرى، غير الألمانية أكثر.
وسألت الأخ أحمد عن عدد المسلمين الألمان؟.
فقال: العدد بالضبط صعب، ويتوقع أن يظهر في الإحصاء الحكومي عند إعلان نتيجة تعداد السكان، فقد وضعوا الديانة في خانة التعداد قبل سنة وإن كان المتوقع أن تكون النتيجة غلطاً، لأن الشعب لم يكن يريد التعداد..
فلما أصرت عليه الحكومة قال بعض السكان: إنهم سيعطونها معلومات خاطئة، ولكن عدد المسلمين الألمان الذين نعرفهم نحن فوق الألف.
قلت: هل توجد خطط للدعوة إلى الله؟.
قال: لقد وقعنا من قبل في خطأ، وهو أن الخطط التي وضعناها كانت أكبر من حجمنا.
والأفكار الجيدة موجودة، ولكن الرجال العاملين الذين يمكن أن ينفذوها قليلون.
والواجب أن نفكر في كيفية تقسيم الخطط الكبيرة إلى خطط صغيرة مرحلية، واختيار الأشخاص المناسبين الذين يمكنهم أن يقوموا بتحقيقها.
فقد كنا من قبل – منذ سنوات - نقوم بتجمعات إسلامية كيوم الإسلام، أو أسبوعية، ونقيم معارض ومؤتمرات فكانت الجهود مفرقة في كل ألمانيا.
أما الآن فقد قسم العمل في جنوب ألمانيا وشمالها، ولا بأس بالدعوة في الجنوب، أما في الشمال فالرجال الذين يجب أن يقوموا بالدعوة غير موجودين.
وأهم شيء أن نعلم الآن ما خططنا ومن رجالنا الذين يمكن أن يحققوا تلك الخطط؟.
وقد غيرت الخطط حيث كان كل واحد يعمل في ألمانيا كلها، أما الآن فكل واحد أو مجموعة يقومون بالعمل في بلدهم مع التعاون المقدور عليه، والتجربة هي التي أقنعتهم بذلك.
قلت له: يقال إن عدد الصوفيين كثير في ألمانيا؟.
فقال: نسمع بذلك، ولكن لا نرى تلك الكثرة في الواقع، كانت توجد دار شنيدي في شمال ألمانيا قبل سنتين وكانت لها دعاية كبيرة، ولما زارها بعض الإخوة لم يجدوا إلا أربعة أو خمسة أشخاص، وهم من البرهانية يكثرون من الدعاية التي ليس وراءها حقيقة. [اختلف الكلام حول كثرة الصوفيين، والأخ أحمد هو أول من ذكر لي قلتهم].
ويوجد ناس من الألمان مهتمون بالصوفية أكثر من غيرها.
ومنذ نهاية الستينات كان في الألمان تغير كبير، حيث أخذ الناس يبحثون عن أمور تشبع حاجاتهم النفسية وسافروا إلى الشرق: بلاد الهند وغيرها وتعرفوا على الديانات واعتنقها بعضهم وعادوا إلى ألمانيا..
ولكنهم بعد فترة من الزمن عرفوا أن الذي اعتقدوه كان تافهاً، وانتقل بعضهم إلى الصوفية، وليس إلى الإسلام الصافي الشامل، لأن الصوفية أخف عليهم وأقرب إلى مألوفهم.
قلت للأخ أحمد: ما سبب قلة الأوروبيين الذين يدخلون في الإسلام، بخلاف إفريقيا وجنوب شرق آسيا – مثلاً -؟.
فقال:
ا- الاتصال بين المسلمين والإفريقيين وسكان جنوب شرق آسيا قديم ومستمر.
2- الإنسان إذا أراد أن يغير شيئاً في حياته يرغب في التغير إلى الأحسن، والأوروبيون يظنون أنهم في القمة، لا يحتاجون أن يغيروا أنفسهم إلى غير ما هم فيه.
ولكنهم لا بد أن يفهموا أنهم ليسوا كذلك، وأن أوضاعهم سيئة جداً، ولهذا بدأوا الآن يسألون عن الإسلام، ويجب على المسلمين أن يستغلوا ذلك ويقوموا بواجبهم.
قلت للأخ أحمد: هل يوجد اهتمام من المسلمين الوافدين الذين استوطنوا أوروبا بالمسلمين الجدد؟.
فقال: الوافدون ثلاثة أقسام:
ا- القسم الأول منهم: الذين وفدوا منذ 1945م إلى بداية الخمسينات، وهؤلاء كانوا يقدمون من يوغوسلافيا وغيرها، وهدفهم كان المحافظة على دينهم في ذاتهم.
2- والقسم الثاني هم الذين وفدوا من منتصف الخمسينات إلى بداية الستينات، وهؤلاء غالبهم من الأتراك، وكانوا يهدفون إلى الحصول على عمل، ويوجد قسم آخر وفد في هذه الفترة وهم الطلاب، وهم الذين أسسوا المراكز الإسلامية.
3- وقسم آخر جاؤوا من الهند في عهد بوتو، وهؤلاء لا يوجد عندهم اهتمام بالإسلام.
القسم الثاني من هذه الأقسام الثلاثة يوجد منهم من يهتم بالمسلمين الجدد ولكنهم قليل.
أما القسم الأول والثالث - الذي هو الأخير - فلا يهتمون بالمسلمين الجدد مطلقاً ومشكلات المسلمين الجدد عويصة وكبيرة، والذي يريد مساعدتهم لا يستطيع ذلك إلا القليل.
قلت للأخ أحمد: هل الغالب في ألمانيا التفكك الأسري أو الترابط بين الأسرة؟.
فقال: الأسر مفككة، والناس الآن أدركوا أن هذا التفكك مشكلة يجب حلها، والحل الذي يحتاجونه موجود في الإسلام.
وقال الأخ أحمد: إنه قرأ اليوم في جريدة ألمانية أن أحد النواب اقترح على مجلس النواب أن يقر يوماً جديداً في ألمانيا يسمى (يوم العائلة) وقد عمل استفتاء لمعرفة رأي الشعب، فأغلبهم رأوا أن ذلك ضروري لأن العلاقات الأسرية مفككة.
[واضح أن الأيام التي يطالب بإدخالها في الغرب كيوم الأم ونحوه، إنما سببها عدم وجود قواعد وأساليب ثابتة تحقق لهم ما هم بحاجة إليه، والإسلام يوجد فيه ما يحقق المطلوب تشريعاً ثابتاً في كل وقت، ولا يحتاج إلى يوم ولا أسبوع لتذكير الناس به، وإنما يحتاج إلى غرس الإيمان بشرع الله في النفوس لتطبق ذلك في حياتها كل حين دون تقليد أعمى لفاقدي ذلك.!].
قال الأخ أحمد: وهذا الوضع يجب على المسلمين استغلاله في صالح الدعوة الإسلامية، لأن الألمان لا يمكن أن يعودوا إلى الترابط العائلي قبل مائة سنة وهم يريدون حلولاً تأتيهم جديدة، وهذا الأمر يشغلهم الآن وهو فرصة يجب أن يغتنمها المسلمون..



السابق

الفهرس

التالي


16124033

عداد الصفحات العام

2648

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م