﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(55) حوار مع الأخ المسلم الصيني إبراهيم:

(55) حوار مع الأخ المسلم الصيني إبراهيم:
[في مدينة كومينج عاصمة يونان في الصين]
الخميس 14/3/1415 هـ / 10/8/1995 م
الأخ إبراهيم مسلم جديد و اسمه الصيني: (TANGHAITANG KE DE)
وهو الذي رافقني في رحلتي داخل الصين من يوم وصولي إلى بكين، بتاريخ 25/2/1416هـ ـ23/7/1995م، إلى أن غادرت الصين من مدينة (كومينج CHUMMINGعاصمة منطقة يونان (YONNAN) (جنوب الصين بتاريخ 18/3/1416هـ 14/8/1995م
تاريخ ميلاده: سنة 1971م في مدينة (LAN JANG) في وسط الصين، وهي تابعة لمنطقة (SI CHUNA)
درس في مدينته إلى أن تخرج من المرحلة الثانوية سنة 1989م.
سَبَقَتْهُ أخته إلى الإسلام وأرشدته إليه بحكمة.
بعد تخرجه ذهب إلى مدرسة أهلية إسلامية في بكين، بنصيحة من أخته التي سبقته بالإسلام، وتزوجت شابا فلسطينيا يسمى مصطفى صالح- (ذكرت التعريف به في إحدى فقرات هذه الرحلة) وهو الذي استأذن لإبراهيم في دخول المدرسة-دون أن تطلب منه الدخول في الإسلام، والمشرف على المدرسة يسمى إسحاق، وهو صيني.
ولدت أخت إبراهيم سنة 1967م وسمت نفسها بعد إسلامها (سلام) وكان إسلامها سنة 1987م على يد مصطفى صالح الذي كان زميلا لها في الدراسة.
كان الأخ إبراهيم-وكل ما أنسبه إليه فهو من إجاباته على أسئلتي-يعرف أن المسلمين هم من قومية (خْوِيْ) وهم لا يأكلون لحم الخنزير.
[وقبيلة خوي هي القبيلة التي كان دخولها في الإسلام في وقت مبكر، ويحاول الحكام الصينيون أن يفهم الناس أن الإسلام خاص بهذه القومية في الصين، ووقر ذلك في أذهان الناس، ولذلك عندما تنشر الدولة إحصاءاتها الرسمية، تنشرها باسم القوميات، ومنها هذه القبيلة التي يبلغ تعدادها 18 مليونا، ويظن الناس أن هذا هو عدد المسلمين، مع أن الإسلام منتشر في قبائل أخرى غيرها. ولذا لا ينبغي الاعتماد في عدد المسلمين على هذا الإحصاء.]
ولا يعرف الأخ إبراهيم أن أحدا غيره كان يدرس في هذه المدرسة من غير المسلمين، وهي تُدَرِّس العلوم الإسلامية واللغة العربية.
‎ومن ذلك تفسير بعض الآيات القرآنية، وقراءة بعض قصارا لسور.
والذي يتولى تفسير بعض الآيات هو الشيخ إسحاق نفسه، ويختار في الغالب الآيات الدالة على وجود الله وتوحيده.
[قلت: وهو اختيار موفق حكيم، لأن الثورة الثقافية الماوية الماركسية، رسخت في أذهان الناس أنه لا يوجد للكون خالق، وأن الطبيعة هي التي أوجدته.]
وقال الأخ إبراهيم: إن الموت مخيف ونظام الكون دقيق، ولم يكن يفكر في الْمُمِيت الْمُوجِد!
و قال: إنه كان في صغره شديد الخوف من الموت عندما كان يرى الموتى يدفنون، ولم يكن يفكر في وجود الله، وكان يلفت نظره النظام الدقيق في الكون، ولكنه لا يفكر فيمن أوجده، ولا فكر في أن الطبيعة هي التي أوجدت نفسها.
السؤال عن حقيقة الإسلام؟
وفي هذه المدرسة بدأ يسأل بعض زملائه عن حقيقة دين الإسلام؟ فقدم له أحد زملائه كتابا، يسمى: "حقيقة الإسلام" باللغة الصينية وعندما قرأه وجد فيه شيئا جديدا، وهو أن لهذا الكون خالقا واحدا، ولكنه لم يجزم بوجود خالق، بل كان يرى بأن ذلك يمكن أن يكون صحيحا، ويمكن أن لا يكون صحيحا، ولكنه قال في نفسه: إذا كان يوجد خالق لهذا الكون فعلا، فلا بد أن يكون واحدا فقط، ولا يمكن أن يكون متعددا، ولم يصدق القصص الصينية التي تقول: إن الآلهة متعددة.
(صورة)
إيمانه بالإله وشكه في الرسول والسبب!
ثم لما سمع الآيات الدالة على وجود الله، آمن بأن لهذا الكون خالقا، وانتفى الشك الذي كان عنده قبل ذلك، ولكنه كان في شك من أن محمدا [صلى الله عليه وسلم] كان رسولا من عند الله، لاحتمال أنه-أي محمد صلى الله عليه وسلم-وصل إلى الإيمان بوجود الله وتوحيده بفكره، وليس عن طريق الرسالة.
‎وبناء على ذلك، أي إيمانه بوجود خالق واحد، مع الشك في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، نطق الشهادتين، وكان ذلك سنة 1991م.وكان عمره 19 سنة.
لا يمكن أن يأتي بهذا الدين بشر من عند نفسه!
وفي نفس السنة سافر إلى باكستان للدراسة في جامعة الدعوة إلى القرآن والسنة في بشاور، ومكث ثمانية شهور وهو لا يزال يشك في رسالة محمد صلى الله عليه وسلم، ويتساءل في نفسه: لماذا هو نبي؟ وكان يتهاون في أداء الصلاة لعدم معرفته بوجوبها.
ولكنه خلال الشهور الثمانية درس بعض مبادئ الإسلام، وكان يرى أنها كلها خير، وعرف أن هذه المبادئ جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم، وآمن بكل ما سمعه عن الإسلام.
ووقر في ذهنه أن هذا الدين لا يمكن أن يأتي به بشر من عند نفسه، بل لابد أن يكون من عند الله، وعند ذلك أيقن بأن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول من عند الله.
وكان قبل إسلامه قلقا من مصيره إلى الموت، إذ كان يفكر في أنه إذا مات صار إلى التراب وتحت الأوساخ والقاذورات، وكان يحاول أن يفر من هذا الخوف بالحديث مع زملائه.
أما الآن فهو لا يخاف إلا من عذاب الله إذا مات على معصية.
وأسرته: أمه وأبوه وأخته الكبرى الذين لم يسلم منهم أحد عندما أسلم-لم يغضب احد منهم عليه بسبب إسلامه.
وقد دخلت أمه قريبا في لإسلام، وهو شديد الرغبة في دخول بقية أسرته في الإسلام، ولعله ينجح في ذلك قريبا بإذن الله.
[هذه هي قصة إسلام مرافقي الأخ إبراهيم الصيني، وهو الآن في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، نجح من السنة الأولى من كلية الدعوة وأصول الدين إلى السنة الثانية منها، أسأل الله أن يزيده هدى ويهدي به.]



السابق

الفهرس

التالي


16124439

عداد الصفحات العام

3054

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م