﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(11) العبرة من قصص الأنبياء ومواقف قومهم منهم..

(11) العبرة من قصص الأنبياء ومواقف قومهم منهم..
{ذَلِكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْقُرَى نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَائِمٌ وَحَصِيدٌ (100) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمْ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ (101) وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ (102) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ (103) وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلاَّ لأَجَلٍ مَعْدُودٍ (104) يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105) فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106) خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107) وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتْ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108) فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِمَّا يَعْبُدُ هَؤُلاءِ مَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ كَمَا يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِنَّا لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنقُوصٍ (109) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَاخْتُلِفَ فِيهِ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ (110) وَإِنَّ كُلاًّ لَمَّا لَيُوَفِّيَنَّهُمْ رَبُّكَ أَعْمَالَهُمْ إِنَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (111) فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112) وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ (113) وَأَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفِي النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنْ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ (114) وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115) فَلَوْلا كَانَ مِنْ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُوْلُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنْ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116) وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117) وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنْ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119) وَكُلاًّ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (120) وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ (122) وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (123)}
قوله تعالى: {ذلك من أنباء القرى نقصه عليك}
الأنباء جمع نبأ، وهو الخبر الذي له شأن، والأفعال من صيغ جمع القلة، ولكن الأصوليين في مبحث العموم نصوا على أن النحويين لم يحققوا في ذلك لإطلاقهم أن تلك الصيغ ـ أعني صيغ جموع القلة ـ تدل على القلة مطلقاً، والتحقيق أنها تدل على القلة في حال كونها منكرة، وأما إذا أضيفت إلى معرفة، أو دخلت عليها أل الاستغراقية فإنها تعم.
و القرى تطلق على الأبنية وعلى الساكنين بها، ومعنى نقصه عليك نخبرك به إخباراً مفصلاً.
{منها قائم وحصيد} الضمير في منها يعود إلى القرى، أي من تلك القرى قائم ومنها حصيد، والحصيد بمعنى مفعول، أي محصود، شبهت بالزرع في ذلك.
ومعنى: منها قائم أي من القرى ما هو باق أثره وبناؤه ولم ينطمس، وقوله: حصيد أي ومنها متلاش منطمس الأثر، وقيل القائم بعض القرى المسكونة، والحصيد القرى التي خربت، وإذا أريد التعبير عن بقاء شيء وفناء آخر عبر عنه بقائم وحصيد، تشبيهاً بالزرع، قال الشاعر:
[sh]
والناس في قسم المنية بعضهم=كالزرع منه قائم وحصيد
[/sh]
ومن الآثار التي تدخل تحت: حصيد آثار قوم نوح.
{وما ظلمناهم ولكن ظلموا أنفسهم}
أي ذلك الهلاك الذي استأصل القرى الظالمة، كعذاب قوم نوح بالغرق، وقوم هود بالريح، وقوم صالح بالصيحة، وقوم لوط بقلب ديارهم ورميهم بالحجارة، وقوم شُعيب بالرجفة والصيحة والظلة، كل ذلك لم نفعله بهم ظُلماً منا، بل هم الذين عرضوا أنفسهم لسخط الله وعذابه، حيث كفروا بربهم وكذبوا رُسُله، فاستوجبوا العذاب والسخط بظلمهم.
{فما أغنت عنهم آلهتهم التي يدعون من دون الله من شيء} .
لما كان الكفار الظالمون يتمردون على ربهم ويزعمون مع ذلك أن آلهتهم ستنصرهم وتدفع عنهم الضر وتجلب لهم النفع جازاهم الله سبحانه وتعالى جزاءً وفاقاً، ولهذا لما يحيط بهم عذابه وينزل بهم سخطه لا يغني عنهم شيء مما كانوا ينـزلونه منـزلة الإله الخالق في صرف العبادة له من دون الله تعالى.
و أغنت من الغناء بالفتح وهو النفع، أي ما نفعت.
والآلهة جمع إله، وأصله أَأْلِهَة، قلبت الهمزة الثانية ألفاً لتجانس الفتحة قبلها، كما قال ابن مالك في الألفية:
[sh]
ومدا ابدل ثاني الهمزين من=كلمة إن يسكن كآثر وائتمن
[/sh]
وهذه الصيغة من جموع القلة، وقد سبق أن صيغ جموع القلة إنما تدل على القلة إذا كانت منكرة، والصيغة هنا مضافة إلى معرفة فتعم، أي كل آلهتهم التي كانوا يعبدونها.
ومعنى: يدعون يعبدون، وحذف العائد إلى الموصول، وهو مفعول يدعون، والأصل: يدعونها.

وحذف مثل هذا جائز لأنه منصوب بالفعل، كما عقده ابن مالك في الخلاصة بقوله:
[sh]
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،=والحذف عندهم كثير منجلي
في عائد متصل إن انتصب=بفعل أو وصف كمن نرجو يهب
[/sh]
من دون الله أي غيره من شيء .. أي شيئاً، وإنما زيدت من قبل النكرة المنفية للتنصيص على عموم النفي.
{لما جاء أمر ربك} لما ظرف بمعنى حين، والأمر الشأن فهو واحد الأمور، أي حين جاء شأنه وحكمه وقضاؤه.
{وما زادوهم غير تتبيب} الواو ـ فاعل زاد ـ عبارة عن الآلهة، وهنا قد يسأل طالب العلم سؤالاً، وهو: لم عبر بالواو عن الآلهة، وهي مختصة بالعُقلاء؟
والجواب: أنها جعلت للأصنام نظراً لمجاراة أذهان الكفار حيث لم ينتبهوا لكونها جمادات فعبدوها من دون الله.
والتتبيب من التباب، وهو الهلاك، يُقال: تباً لفلان أي هلاكاً وخسراناً، وتبه الله أهلكه وخسره.
[وهنا سُئِل الشيخ ألا يُستغنىَ عن هذا الجواب بكون الآلهة قد تكون من العُقلاء؟] فقال: إن الأكثر من المعبودات جمادات، ثم هذا الجواب إن تأتى في هذه الآية لم يتأت في مثل قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (194) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلْ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِي فَلا تُنظِرُونِ}. [الأعراف: 194-195]..
فإن المراد بها الأصنام ولو كان المراد بها عقلاء لأجاب الكفار: نعم لهم، مع أنه ينكر عليهم ذلك، وقد عبر عنهم بالواو كما ترى.
ومن إطلاق التباب بمعنى الهلاك والخسران قوله تعالى: {وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلاَّ فِي تَبَابٍ}. [غافر: 37]..
{وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة}.
أي مثل ذلك الأخذ الشديد العظيم الهائل المستأصل الذي أخذ به قوم نوح وقوم هود وقوم لوط وقوم صالح وقوم شعيب، أخْذُ ربك إذا أخذ القرى، وأخذ مصدر مضاف إلى فاعله، ومفعوله محذوف، أي الظالمين المتمردين، والمراد بالقرى أهلها الظالمون، وجملة: وهي ظالمة في محل نصب حال..
{إن أخذه أليم شديد .. أي شديد النكال}.
وقد ثبت في الصحيح عن أبي موسى، رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته) ثم قرأ: وكذلك أخذ ربك .. أليم شديد .. [البخاري (5/214) ومسلم (4/1997)].
فالله سبحانه وتعالى يُمهل الظالمين ولا يُهملهم، كما قال تعالى: {وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ} . [إبراهيم: 42]..
{إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة}.
الإشارة إلى ما ذكر من أخذه للقرى الظالمة، ويدخل فيه أخذه لفرعون دخولاً أولياً لقربه في الذكر والسياق، وقد أخذه الله أخذاً شديداً حيث أغرقه في البحر، أي إن في ذلك الأخذ لعبرة عظيمة، يعتبر ويتعظ وينـزجر بها من عنده عقل يخاف عذاب الآخرة، وهي عبرة لكل الناس إذا تفكروا فيها، وإنما خص الخائفين لأنهم هم المنتفعون، وقد خصهم بالتذكير في قوله تعالى: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ}. [ق:45]..
وقال تعالى: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا} [النازعات:45]..
وقال تعالى: {إِنَّمَا تُنذِرُ مَنْ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ} [يس:11]..
وقد أبهم الله سبحانه وتعالى ما صرح به هنا من أن المراد بالخوف خوف عذاب ذلك اليوم، قد أبهمه في سورة النازعات في قوله تعالى:{ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى}. [النازعات: 26]..
فالمحذوف في سورة النازعات هو ما صرح به هنا، والتقدير: يخشى عذاب الآخرة، كما أشار إلى ذلك في سورة الذاريات بقوله: {وَتَرَكْنَا فِيهَا آيَةً لِلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الأَلِيمَ (37) وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ}. [الذاريات: 37-38]..
{ذلك يوم مجموع له الناس}.
الإشارة إلى زمن العذاب المحذَّر منه المخوَّف منه، المشار له بالآخرة، ونكُّر يوم تهويلاً وتعظيماً، أي شديد عصيب، واللام في قوله: له فسرها بعضهم بأنها بمعنى في، وقال بعضهم: إنها للتعليل، أي لأجله، وقوله: مجموع نعت لـيوم ، و الناس نائب فاعل مجموع، والمعنى: إن الله تعالى يجمع فيه الأولين والآخرين في صعيد واحد، ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي.
قال تعالى: {قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ} [الواقعة: 49-50]..
وقال تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنْ اللَّهِ حَدِيثاً} [النساء: 87]..
وذلك هو الحشر الذي ذكر الله تعالى أنه لا ينجو منه أحد.
كما قال تعالى: {وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً} [الكهف: 47]..
وقال تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِنْ دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ} [الشورى: 29]..




السابق

الفهرس

التالي


15388403

عداد الصفحات العام

3059

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م