﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


المبحث السادس: وجوب الجهاد لرفع رايته.

المبحث السادس: وجوب الجهاد لرفع رايته.

إن الدين الأعزل عن القوة لا يكون محفوظاً الحفظ الذي أراده الله له، وهو أن يكون الدين كله لله، وأن ترتفع رايته في الأرض، ويكون هو الذي يحكم حياة الناس ويوجه نشاطهم.
والناس منهم الذي يستجيب لدين الله راغباً، ومنهم من يستجيب له راهباً، وإن لم يكره على الدخول فيه: ?تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ?. [الأنفال: 60].
ومنهم من يقف نفسه للصدِّ عن دين الله ويحشد كل ما يقدر عليه من قوة لمحاربة الدين وأهله.
لذلك كان لا بد لهذا الدين من قوة تحرسه من الصادين المعتدين، وتحرس الدعوة إليه من الأعداء والطغاة، وتحطم السدود والحواجز التي تقف في سبيل الدعاة إلى الله.
وإن الجهاد في سبيل الله لهو القوة المشروعة لحفظ الدين واستمرار مسيرته في الأرض، وهيمنته على حياة البشر، وإنقاذ المستضعفين من ظلم المستبدين، وتنعم الناس بالعدل والأمن والاستقرار. لذلك أمر الله به في آيات كثيرة.
قال تعالى: ?انْفِروا خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْر لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}. [التوبة: 41].
وأنكر الله تعالى على من استُنفِر فلم ينفر، راضياً بالذل راكناً إلى الحياة الدنيا، وأخبر تعالى أن الأمة القاعدة أمة معذبة بالذل في الدنيا والعذاب في الآخرة.
قال تعالى: ?يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِروا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرضِ أَرضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرةِ إِلا قَلِيلٌ (38) إِلا تَنْفِروا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْركُمْ ولا تَضُروهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير?. [التوبة: 38-39].
وأمر سبحانه المؤمنين بإعداد القوة التي ترهب أعداء الله، وهى في كل زمان بحسبه.
قال تعالى: ?وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ ربَاطِ الْخَيْلِ تُرهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَءَاخَرينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ?. [الأنفال: 60].
وكل الرسل الذين أرسلهم الله تعالى، ولم يؤمروا بالجهاد الذي يذل أعداء الله الصادين عن دينه، لم يقابلوا من قومهم إلا بالاستهزاء والسخرية، والإخراج من البلاد، والقتل والسجن إما بالفعل وإما بالتهديد، وقصص الأنبياء في القرآن الكريم شاهدة بذلك.
ويكفي أن نشير إلى قصة لوط عليه السلام، التي تمنى فيها أن تكون له قوة يدفع بها اعتداء أصحابه على ضيفه الذين لم يكن يعلم أنهم ملائكة، فقال لقومه ـ وهو يجادلهم ويستعطف قلوبهم علهم يشفقون عليه ويدَعون له ضيفه ـ: ?قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ ءَاوِي إِلَى ركْنٍ شَدِيدٍ?. [هود: 80].
ولما كان شعيب عليه السلام لديه رهط من قومه يخافهم أعداؤه الذين وقفوا ضده، احترموه من أجل ذلك الرهط.
كما حكى الله عنه ذلك في قوله: ?قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَراكَ فِينَا ضَعِيفًا وَلَوْلا رهْطُكَ لَرجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيز ٍ(91) قَالَ يَا قَوْمِ أَرهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَراءَكُمْ ظِهْريًّا إِنَّ ربِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ?. [هود: 91-92].
ولقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه مهاجرين بدينهم من مكة، فلما أعدوا العدة وأصبحوا أقوياء، فتحوا مكة وأعز الله جنده بجهادهم في سبيله.
فالدين لا يهيمن على حياة البشر ويوجهها بما يرضي الله، إلا بالرسول والكتاب، وجحافل الجهاد التي ترفع الكتاب في يد والحديد في الأخرى نصراً للحق وإبطالاً للباطل.
كما قال تعالى: ?لَقَدْ أَرسَلْنَا رسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرهُ وَرسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ?. [الحديد: 25].
فالجهاد في سبيل الله، من أهم ما يحفظ دين الله الذي هو أعظم الضرورات.




السابق

الفهرس

التالي


16103002

عداد الصفحات العام

3874

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م