﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


المبحث الأول: امتنان الله بإيجاد النسل وحبه له ولحفظه:

المبحث الأول: امتنان الله بإيجاد النسل وحبه له ولحفظه:

فقد امتنَّ الله تعالى على عباده برزقه لهم بالبنين وبأولاد البنين الذين هم جميعاً امتداد لنسلهم، الذين يقومون بخدمتهم وينصرونهم على من يعتدي عليهم، كما امتن عليهم بأطايب الأرزاق الأخرى، من المال والطعام والشراب واللباس وغيرها، فقال تعالى: ?وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يؤمنونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرونَ?. [النحل: 72].
وقد اختلف المفسرون في "الحفدة" فقال بعضهم: هم أولاد الأولاد، وقال بعضهم: الأصهار، وأصل "الْحَفْد" الخدمة؛ فحفدة الرجل هم الذين يسرعون في خدمته وطاعة أمره، ولا شك أن أولاد البنين يدخلون في ذلك دخولاً أولياً؛ لأنهم في الغالب أكثر حدباً وخدمةً وطاعةً من غيرهم.
ولهذا رجح بعض المفسرين أنهم أولاد البنين، كما قال القرطبي رحمه الله: "قلت: ما قاله الأزهري من أن الحفدة أولاد الأولاد هو ظاهر القرآن بل نصه، ألا ترى أنه قال: ?وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً? فجعل الحفدة والبنين منهن.
وقال ابن العربي: الأظهر عندي في قوله بنين وحفدة، أن البنين أولاد الرجل لصلبه، والحفدة أولاد ولده وليس في قوة اللفظ أكثر من هذا، ويكون تقدير الآية على هذا وجعل لكم من أزواجكم بنين ومن البنين حفدة وقال معناه الحسن". [تفسير القرطبي (10/144].
ومما يدل على حب الله تعالى لكثرة النسل، حديث معقل بن يسار رضي الله عنه الآتي قريباً، وفيه حث الرسول صلى الله عليه وسلم المسلمين على نكاح النساء الكثيرات الإنجاب.
وقال حجة الإسلام أبو حامد محمد بن محمد الغزالي، رحمه الله: "وفي التوصل إلى الولد قربة من أربعة أوجه:
الأول موافقة محبة الله بالسعي في تحصيل الولد، لإبقاء جنس الإنسان ـ إلى أن قال ـ: " أما الوجه الأول فهو أدقَّ الوجوه وأبعدها عن أفهام الجماهير، وهو أحقها وأقواها عند ذوي البصائر النافذة، في عجائب صنع الله تعالى ومجاري حكمه.
وبيانه أن السيد إذ أسلم إلى عبده البذر وآلات الحرث، وهيأ له أرضاً مهيأة للحراثة، وكان العبد قادراً على الحراثة، ووكل به من يتقاضاه عليها، فإن تكاسل وعطل آلة الحرث وترك البذر ضائعاً حتى فسد ودفع الموكل عن نفسه بنوع من الحيلة، كان مستحقاً للمقت والعقاب من سيده.
والله تعالى خلق الزوجين وخلق الذكر والأنثى، وخلق النطفة في الفِقار، وهيأ لها في الأنثى عروقاً ومجاري، وخلق الرحم قراراً ومستودعاً للنطفة.
وسلط متقاضي الشهوة على كل واحد من الذكر والأنثى، فهذه الأفعال والآلات تشهد بلسان ذلق في الإعراب عن مراد خالقها، وتنادي أرباب الألباب بتعريف ما أعدت له. هذا إذا لم يصرح به الخالق تعالى.
فكيف وقد صرح بالأمر وباح بالسر، فكل ممتنع عن النكاح مُعْرض عن الحراثة، مُضيع للبذر، مُعطل لما خلق الله من الآلات المعدة، وجانٍ على مقصود الفطرة والحكمة المفهومة من شواهد الخلقة.
فالناكح ساعٍ في إتمام ما أحب الله إتمامه، والمُعرض معطل ومضيع لما كره الله ضياعه". [إحياء علوم الدين (2/24-25) وراجع كتاب التبيان في أقسام القرآن لابن القيم ص205 وما بعدها].
فترك النكاح إذن يخل بمراد الله من خلق الذكر والأنثى على الهيئة التي خلقهما الله تعالى عليها، وتعاطي النكاح بصفة تعطل حفظ النسل معارض للمصلحة التي أرادها الله تعالى من ذلك الخلق وتلك التهيئة الربانية العظيمة.
وذلك مما يبغضه الله تعالى. وتعاطي النكاح بصفة مشروعة تؤدي إلى حفظ النسل كما أراد الله سبحانه وتعالى، محبوب له سبحانه.
لذلك كان لا بد من توجيه رباني وشرع إلهي ينظم اجتماع الذكر والأنثى، ليؤدي ذلك إلى الغاية التي أرادها الله تعالى من هذا الاجتماع و هو النكاح الذي شرعه الله تعالى لعباده.



1 - تفسير القرطبي (10/144
2 - إحياء علوم الدين (2/24-25) وراجع كتاب التبيان في أقسام القرآن لابن القيم ص205 وما بعدها



السابق

الفهرس

التالي


16123557

عداد الصفحات العام

2172

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م