﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


المبحث السادس: عناية الإسلام بالنسل وجناية القوانين عليه:

المبحث السادس: عناية الإسلام بالنسل وجناية القوانين عليه:

إن ما سبق في المبحث الخامس ـ وحده ـ هو المقصود بيان سموه هنا على القوانين البشرية، وقد رأينا أنه يحرم في الإسلام الإجهاض لغير عذر، كما رأينا كراهة العزل والسعي في منع الحمل بدون عذر في الحالات الفردية، وتحريم ذلك إذا اتخذ قانوناً عاماً.
ورأينا كيف يفصل الإسلام أحكام الجنين وهو لا يزال في بطن أمه، وذلك يدل على شدة حرصه على حفظه، وأنه إذا اعْتُدِيَ على أمه فسقط يَضْمنه من تسبب في إسقاطه.
فلنلق نظرة سريعة على جناية الأنظمة البشرية المخالفة لشرع الله، على هذا الإنسان الضعيف الذي كان ينتظر أن يخرج من بطن أمه إلى هذه الأرض الفسيحة، ليشارك في عمارتها ويؤدي حق ربه وحقوق أخيه الإنسان.
ويكفي هنا نقل بعض النصوص من مرجعين حديثين، أحدهما أحدث من الآخر.
أما النموذج الأول فهو ما ذكره الأستاذ المودودي، رحمه الله، حيث قال: "وأما الْحُمول (جمع حمل) التي تستعصي على تلك الحيل ـ أي حيل منع الحمل ـ وتستقر، فيُتَخَلَّص منها بالإسقاط، ويمنع بهذه التدابير أربعمائة ألف نسمة أخرى من البروز. [1].
ولا تباشر هذا الإسقاط العوانس والأبكار وحدهن، بل تجاريهن في هذه العادة السيئة المتزوجات أيضاً على قدم المساواة، ويعد من يفعل هذا الفعل بريئاً من كل عيب في نواميس الأخلاق، بل يعد حقاً من حقوق المرأة واجباً، والقانون كأنه قد أغمض عينيه عنه، ومع أن الفعل جريمة في سجل القانون، إلا أنه لا يؤاخذ ولا يرفع إلى المحكمة إلا واحد في كل ثلاثمائة من مرتكبيه.
ثم إن الذين يرفع أمرهم إلى المحكمة يبرأ منهم هناك قدر 75%، وقد يَسَّروا من تدابير الإسقاط، ونشروا علمها في العامة نشراً جعل معظم النساء يباشرنه بأنفسهن.
وأما اللاتي لا يقدرن عليه، فيجدن المعونة الطبية منهن على كثب، مما عاد به قتل الولد في الرحم أهون على القوم من قلع الضرس الموجع في الفم.
وقد مسخت هذه العقليةُ عاطفةَ الأمومة مسخاً جعل الأم التي ما زالت الدنيا تعتبر حنانها أسمى مدارج الحب الإنساني، تتضجر من الأولاد، بل تكرههم، بل تعاديهم، فالذين يسلمون من الأولاد من غوائل تدابير المنع والإسقاط ويخرجون إلى حيز الوجود، يعاملون بأشد ما يكون من الغلظة والقسوة.
ويذكر"بول بيور" هذه الحقيقة المؤلمة بما يأتي: "كثيراً ما نطلع في الجرائد على مصائب الأطفال الذين يسومهم آباؤهم سوء العذاب، وهذه الجرائد لا تذكر من تلكم الأحداث إلا ما يكون له خطر.
ولكن الناس يعلمون أي قسوة يعامل بها هؤلاء، الضيوف الثقلاء الذين قد برم آباؤهم لما هم قد نغصوا عليهم لذة الحياة.
وهذه الأرواح المسكينة، لا تجد إلى الوجود سبيلاً إلا حينما تنكص بعض النساء عن الإقدام على الإسقاط.
ولكنهم جاؤوا في هذه الدنيا يذوقون وبال مجيئهم فيها حق مذاقه.
وربما تبلغ هذه الكراهية للأولاد من بنات حواء، أن يأتين بالمضحكات المبكيات، فقيل: إنه مات لامرأة ابن ستة أشهر فوضعت نعشه بين يديها ورقصت بالفرح وغنت، ثم طافت بجاراتها تقول: إنا لن نلد ولداً آخر بعده، ويا راحة نفسي ونفس بعلي من موت هذا العليق..!!! أفلا ترين أي مخلوق حقير هو الذي لا ينقطع عن البكاء، ويظل يبث القذر في الفناء، يكاد المرء لا يتخلص منه أبداً". [2].
وأما النموذج الثاني فهو ما ذكره الدكتور محمد بن علي البار، فقال: "أما حالات الإجهاض الجنائي فقد زادت زيادة مريعة في أوروبا وأمريكا، حيث ابتدأت الحكومات تتساهل كثيراً في إجرائه.
ويقول مرجع "مرك" العلمي: إنه يتم أكثر من مليون حالة إجهاض جنائي في الولايات المتحدة سنوياً.
وذكرت مجلة الشرق الأوسط الصادرة في لندن في 18/12/1979م أن خمسة آلاف فتاة بريطانية دون السادسة عشرة قد أجرين عملية إجهاض عام 1976م، منهن ألف فتاة دون الخامسة عشرة.
وذكرت مجلة (Medici digest) الطبية الصادرة في مارس 1981م أن التقديرات الطبية تدل عن أن 13.700.000 حالة إجهاض جنائي قد تمت في عام 1976م في البلاد النامية فقط.
وفي أسبانيا والبرتغال مليون حالة سنويا، وفي أوروبا مليون، وفي اليابان مليوني حالة، وفي الاتحاد السوفيتي وأوربا الشرقية بضعة ملايين، وفي الصين كذلك.
ولولا انتشار حبوب منع الحمل ووسائل منع الحمل الأخرى، لكانت حالات الإجهاض الجنائي أكثر من ذلك بكثير". [3].
إن هذا الاعتداء الأثيم يقع على الإنسان من دعاة الحرية والتحضر وحقوق الإنسان، إنهم يجاهدون في منع الإنسان من أن يصل أصله ومادته إلى القرار المكين.
فإن غلب واستقر، أخرجوه من قراره بالقوة وحرموه من العيش في هذه الأرض التي خلقها الله من أجله.
فإذا بقي وخرج إلى الدنيا قتلته أمه قبل غيرها أو عذبته.
فإذا كبر وأصبح يشارك في عمارة الأرض صنعوا له السلاح ليقتل بعضه بعضاً.
فإذا لم يتمكنوا من ذلك اعتدوا عليه هم في بلده.
وهذا هو الذي يتوقع من بشر لا يدين بدين الإسلام ولا يخاف الله، فما أهون الإنسان عنده وما أحقره.! وما أكرم الإنسان عند الله وعند من يدين بدينه..!
وهذه أمريكا تعتدي اليوم على الشعوب الإسلامية، وتقتل الآلاف من أهلها رجالاً ونساءً، شيوخاً وأطفالاً، وتنشر جيوشها الجرارة، باسم الحرية والديمقراطية، لتبيد الشعوب وتذلهم، وتحتل بلدانهم وتنهب خيراتهم، وما عدوانها على أفغانستان والعراق وعدوان وكلائها اليهود في هذا العام ـ 1427هـ ـ 2006م ـ على لبنان إلا نماذج لما يريدون تحقيقه من الظلم الذي يبيدون به النسل بسبب ما يملكونه من قوة اقتصادية وعسكرية.



1 - وقد ذكر قبل ذلك أنه يمنع توليد ستمائة ألف نسمة، بتدابير منع الحمل، وهذا في وقت كتابة المودودي رحمه الله
2 - كتاب الحجاب ص96-99، وهذا النموذج وقع بفرنسا صاحبة ثورة: الحرية والإخاء والمساواة والعدالة
3 - خلق الإنسان بين الطب والقرآن ص432-433، وراجع له أيضاً: عمل المرأة في الميزان ص131



السابق

الفهرس

التالي


16103063

عداد الصفحات العام

3935

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م