﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


أمثلة من القرآن للعناية بحفظ هذه الضرورات:

أمثلة من القرآن للعناية بحفظ هذه الضرورات:
من ذلك قوله تعالى: ?قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرمَ ربُّكُمْ عَلَيْكُمْ ألا تُشْركُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ولا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ ولا تَقْربُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَر مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ولا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) ولا تَقْربُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُربَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرونَ (152) وَأَنَّ هَذَا صِراطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ ولا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ?. [الأنعام: 151-153].
في هذه الآيات الكريمة تظهر العناية بحفظ هذه الضرورات جلية واضحة.
فقد جاء في حفظ الدين نهيه سبحانه عن الشرك به، وهو يشمل جميع أنواع الشرك: الشرك به في ربوبيته، والشرك به في ألوهيته، والشرك به في أسمائه وصفاته، والشرك به في اعتقاد حاكميته.
ولا يكون الإنسان بريئاً من الشرك به إلا إذا حقق توحيده في كل نوع منها.
وهو معنى قوله سبحانه وتعالى: ? وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً?. [النساء: 36].
وأمثالها من الآيات.
وجاء في حفظ النفس قوله تعالى: ? وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ?..
وقوله تعالى: ? ولا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ?..
ودِلالة هذه من وجهين:
الوجه الأول: النهي عن قتل النفس التي حرم الله بغير حق.
الوجه الثاني: ما يفهم من شرع قتل النفس بالحق.
فإن في قتل النفس بالحق: حفظاً للنفس في باب القصاص.
وحفظاً للدين في باب الردة.
وحفظاً للنسل في باب الرجم.
وجاء حفظ النسل في قوله تعالى: ? ولا تَقْربُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَر مِنْهَا وَمَا بَطَنَ?.
ومن أعظم الفواحش الزنا الذي وصفه الله تعالى في آية أخرى بأنه فاحشة.
كما قال تعالى: ?ولا تَقْربُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلا?. [الإسراء: 32].
ويمكن إدخال حفظ العرض في حفظ النسل؛ لأن حفظ النسل إنما يحصل بالزواج الشرعي، وفي الزواج الشرعي حفظ للعرض، وإذا اعتدي على النسل لزم منه الاعتداء على العرض وكذلك النسب.
وجاء حفظ المال في قوله تعالى: ? ولا تَقْربُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ?..
وقوله عز وجل: ? وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ?..
وأما حفظ العقل فإنه يؤخذ من مجموع التكليف بحفظ الضرورات الأخرى؛ لأن الذي يفسد عقله لا يمكن أن يقوم بحفظ تلك الضرورات، كما أمر الله سبحانه وتعالى.
ولعل في قوله سبحانه وتعالى في ختام الآية الأولى: ? ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ? ما يدل على ذلك.
ويجب التنبيه هنا إلى أن العناية بحفظ هذه الضرورات وما يكملها في الإسلام يعتبر ديناً وعبادة لله تعالى، وليست مجرد تشريع قانوني دعت إليه الضرورة في حد ذاتها.! كما هو الحال في النظم البشرية.
ويدل على ذلك من قوله تعالى: ? ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ? في ختام الآية الأولى.
وقوله تعالى: ? ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ? في ختام الآية الثانية.
وقوله تعالى: ? ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ? في ختام الآية الثالثة.
وكذلك من قوله تعالى: ? وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ?.
قال ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآيات:
"هذه الآيات محكمات في جميع الكتب، لم ينسخهن بشيء، وهن محرمات على بني آدم كلهم وهن أم الكتاب من عمل بهن دخل الجنة ومن تركهن دخل النار". [تفسير الإمام البغوي المسمى بمعالم التنـزيل (2/142) نشر دار المعرفة، بيروت، لبنان].
وكلام ابن عباس هذا يدل على أن هذه الضرورات، كانت مراعاة في جميع الأديان وعند جميع الأمم، وأن حفظها شامل لجميع بني آدم أفراداً وجماعات، كل فيما يقدر عليه.
فحفظ هذه الضرورات وصية من الله لعباده يثابون على القيام به ويعاقبون على التفريط فيه.
ومن ذلك قول الله تعالى: ?وَقَضَى ربُّكَ ألا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَر أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ ولا تَنْهَرهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَريمًا (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرحْمَةِ وَقُلْ ربِّ ارحَمْهُمَا كَمَا ربَّيَانِي صَغِيراً (24) ربُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُوراً (25) وَءَاتِ ذَا الْقُربَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ولا تُبَذِّر تَبْذِيراً (26) إِنَّ الْمُبَذِّرينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِربِّهِ كَفُوراً (27) وَإِمَّا تُعْرضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رحْمَةٍ مِنْ ربِّكَ تَرجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً (28) ولا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ ولا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُوراً (29) إِنَّ ربَّكَ يَبْسُطُ الرزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِر إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (30) ولا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًاً كَبِيراً (31) ولا تَقْربُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً (32) ولا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فلا يُسْرفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً (33) ولا تَقْربُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولا (34) وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ ذَلِكَ خَيْر وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا (35) ولا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَر وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا?. [الإسراء: 23-36].
ويظهر من هذه الآيات ـ أيضاً ـ العناية بالضرورات المذكورة.
فقد جاء ما يدل على حفظ الدين في مطلعها.
كما في قوله تعالى: ?وَقَضَى ربُّكَ ألا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ?.
وفي آخر آية منها بشمولها الدال أنه لا يجوز اتباع شيء بدون علم، وهو يشمل الاعتقاد والقول والعمل، فلا يجوز أن يتبع إلا ما كان عن علم أنه حق، وذلك لا يكون إلا ما جاء به الإسلام.
?ولا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ?..
وجاء حفظ المال في قوله تعالى: ?وَءَاتِ ذَا الْقُربَى حَقَّهُ? إلى قوله: ? إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً ?.
حيث أمر بإيصال حقوق من ذكر من القرابة والمساكين وابن السبيل إليهم. ونهى عن التبذير والبخل.
وكذلك في قوله تعالى: ? ولا تَقْربُوا مَالَ الْيَتِيمِ } إلى قوله: ? وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا?..
وقد نهى تعالى عن التصرف في مال اليتيم بغير ما هو في مصلحته، حتى يصبح راشداً قادراً على التصرف الحسن في ماله، وأمر بالعدل في المعاملة بإيفاء الكيل والوزن.
وجاء حفظ النفس في قوله تعالى: ?وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ?..
وقوله تعالى: ? ولا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ?..
وجاء حفظ النسل والنسب والعرض في قوله تعالى: ? ولا تَقْربُوا الزِّنَا?..
ويدخل حفظ العرض أيضاً في قوله تعالى: ? ولا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ? بل هي أشمل من ذلك كما قدمنا.
وهكذا لو تتبعنا آيات القرآن الكريم لوجدناها قد ملئت بالعناية بحفظ هذه الضرورات غاية العناية في ترغيبها وترهيبها، وأمرها ونهيها، ووعدها ووعيدها، وحلالها وحرامها، وكل أحكامها.
ولعل في هذه الآيات المذكورة ما يكفي ليقاس عليها غيرها مما شابهها.

1 - تفسير الإمام البغوي المسمى بمعالم التنـزيل (2/142) نشر دار المعرفة، بيروت، لبنان



السابق

الفهرس

التالي


16103366

عداد الصفحات العام

116

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م