﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


ذكر بعض الأمثلة الدالة على حلمه صلى الله عليه وسلم:

ذكر بعض الأمثلة الدالة على حلمه صلى الله عليه وسلم:
المثال الأول: ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: "كنت أمشى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته.. ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ضحك، ثم أمر له بعطاء". [البخاري (7/40].
المثال الثاني: ما رواه أنس ـ أيـضاً ـ رضي الله عنه: "أن يهودية أتت النبي صلى الله عليه وسلم بشاة مسمومة، فأكل منها، فجيء بها، فقيل: ألا نقتلها؟ قال: ((لا)) فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم"... [البخاري (3/141) ومسلم (4/1721)].
المثال الثالث: ما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهـما: "أنه غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم، فأدركتهم القائلة في واد كثير العضاه - يستظلون بالشجر، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم تحت شجرة فعلق بها سيفه، ثم نام..
فاستيقظ وعنده رجل وهو لا يشعر به فقال النبى صلى الله عليه وسلم: ((إن هذا اخترط سيفي، فقال: من يمنعك؟ قلت: الله، فشام السيف، فها هو ذا جالس)) ثم لم يعاقبه. [البخاري (3/229-230) ومسلم (4/178)].
المثال الرابع: ما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "بينا النبي صلى الله عليه وسلم يقسم جاء عبد الله بن ذى الخويصرة التميمي فقال: اعدل يا رسول الله"..
فقال: ((ويلك من يعدل إذا لم أعدل؟))..
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: دعني أضرب عنقه.
قال: ((دعه فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاته وصيامه مع صيامه، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ينظر في قذذه فلا يوجد فيه شيء، ثم ينظر في نصله فلا يوجد فيه شيء. ثم ينظر في رصافه فلا يوجد فيه شىء، ثم ينظر في نضيه فلا يوجد فيه شيء، قد سبق الفرث والدم)) . [البخاري (8/52-53)].
المثال الخامس: ما وقع من المنافقين من أذى لله ولرسوله وللمؤمنين:
وبخاصة رأس النفاق عبد الله بن أبي الذي آذى رسول الله صلى الله عليه وسلم في أهله، وسبه وحرض على إخراجه من المدينة هو وأصحابه، وخذله في جهاد أعدائه، ثم لما توفى هذا المنافق، طلب ابنه عبد الله من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعطه قميصه ليكفن فيه، فأعطاه وطلب منه أن يصلي عليه فصلى عليه، حتى نزلت الآية الكريمة..
{وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَداً وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ}. [الآية من سورة التوبة: 84 وراجع في هذه القضايا المتعلقة بالمنافقين صحيح مسلم (4/2129- 2142)].
والأمثلة في هذا الباب يصعب حصرها في مثل هذا البحث، ويكفي ما ذكر، ولا بأس من الإشارة بإيجاز إلى ما تضمنته هذه الأحاديث من حلمه العظيم صلى الله عليه وسلم.
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إماماً للناس بالرسالة والوحي وهما أعلى ما يمكن تصوره من المؤهلات لإمامة الأمة..
إنه لا يدانيه في ذلك خليفة أو أمير أو ملك مهما أوتي من الصلاح والتقوى والخير، ومع ذلك يأتي جلف من أجلاف رعيته فيجره جراً شديد بردائه حتى يؤثر في صفحة عنقه، ويطلب منه عطاء..
فلم يزد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبتسم ويأمر له بعطاء..
هل يوجد حلم في أحد من البشر بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم كحلمه؟
إحدى نساء أعدائه – يهودية – تضع له السم في شاة ثم تهديها له فيأكل وتؤثر فيه، فيستأذن جنده من صحبه أن يقتلوها فلا يأذن لهم في ذلك.
هل يوجد حلم كهذا الحلم العظيم؟!
عدو من أعدائه يغتنم غفلته بالنوم ويأخذ سلاحه ويهم بقتله ويقول له: من يمنعك مني، فيقول: الله ثم لم يعاقبه..
هل يوجد من يحلم هذا الحلم؟!
رجل يتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في عدالته ويطلب منه أحد جنوده أن يقتله فيمنعه من قتله، وهو يعلم أنه أصل لطائفة ستظهر بفتنة المسلمين وإيذائهم.
المنافقون يؤذونه في أهله ويسبونه ويحرضون على إخراجه هو وأصحابه وعدم الإنفاق عليهم ويخذلونه وهو يواجه عدوه في المعركة، ثم لا يعاقبهم بشيء..
هل يوجد في أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحلم ما يداني حلمه؟!
1 - البخاري (7/40
2 - البخاري (3/141) ومسلم (4/1721)
3 - البخاري (3/229-230) ومسلم (4/178)
4 - البخاري (8/52-53)
5 - الآية من سورة التوبة: 84 وراجع في هذه القضايا المتعلقة بالمنافقين صحيح مسلم (4/2129- 2142)



السابق

الفهرس

التالي


16124184

عداد الصفحات العام

2799

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م