﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


بعض الأمثلة الموضحة لذلك:

بعض الأمثلة الموضحة لذلك:
فمن توجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم لولاته ما رواه أبو بردة رضي الله عنه، قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم أبي - وهو أبو موسى الأشعري - ومعاذ بن جبل إلى اليمن فقال: (يسرا ولا تعسرا.. وبشرا ولا تنفرا.. وتطاوعا) وفي رواية: (بشرا ويسرا وعلما ولا تنفرا) . [البخاري (8/114) ومسلم (3/1586)].
فقد أمرهما صلى الله عليه وسلم بأمرين:
الأمر الأول يتعلق بالرعية: وهو الرفق بهم والتيسير عليهم وعدم الشدة في معاملتهم، وتعليمهم ما ينفعهم في دينهم ودنياهم.
والأمر الثاني يتعلق بهما أنفسهما: وهو أن يتطاوعا ولا يختلفا لما في ذلك من استمرار الأخوة والمحبة بينهما، ولما يترتب على ذلك من اجتماع الرعية باجتماعهما..
فإنهما إذا اختلفا اختلفت رعيتهما، إذ الغالب أن يتبع كل واحد من الواليين المختلفين اتباع، وفي ذلك فشل لولاة الأمر ورعيتهم.
قال الحافظ رحمه الله: "وفي الحديث الأمر بالتيسير في الأمور والرفق بالرعية، وتحبيب الايمان إليهم، وترك الشدة لئلا تنفر قلوبهم ولا سيما فيمن كان قريب العهد بالإسلام أو قارب حد التكليف من الأطفال ليتمكن الإيمان من قلبه ويتمرن عليه". [فتح الباري (13/163)].
ومن توجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم لولاته، ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما:أن معاذاً قال: بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لذلك فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد إلى فقرائهم، فإن هم أطاعوك كذلك فإياك وكرائم أموالهم، واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب)). [البخاري (2/1325) ومسلم (1/50)].
فقد نبه الرسول صلى الله عليه وسلم معاذاً إلى ثقافة القوم الذين سيدعوهم، وأنها تخالف ثقافة قومه الذين كان قد ألفهم وهم عبدة الأوثان الذين لا علم عندهم، ومخاطبة من عنده علم ليست كمخاطبة من لا علم عنده.
فإن الذي عنده علم يحتاج من يتولى عليه أن يعد نفسه لمعرفة ما عنده من الحجج أو الشبهات، ليتمكن من مناقشته ومحاجته وإقناعه، بخلاف الجاهل الذي ليس عنده شيء من ذلك، فإنه لا يحتاج إلا إلى أمره ونهيه وبيان ما يجب عليه..
وهو بين أمرين: إما أن يطيع وإما أن يتمرد بدون بينه ولا حجة..
كذلك بين الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ الأمور التي كلفه الدعوة إليها مرتبة، لا ينتقل إلى شيء منها إلا بعد التسليم بما قبله.
ففي هذا توجيه من الرسول صلى الله عليه وسلم لمن ولاه أمر الناس إلى ما فيه مصالحهم جميعاً، وتحديد المهمات التي كلفه إياها مرتبة.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "قوله: ((ستأتي قوماً أهل كتاب)) هي كالتوطئة للوصية لتستجمع همته عليها، لكون أهل الكتاب أهل علم في الجملة، فلا تكون العناية في مخاطبتهم كمخاطبة الجهال من عبدة الأوثان". [الفتح (3/358)].
وقال رحمه الله على قوله: ((واتق دعوة المظلوم)) أي تجنب الظلم لئلا يدعو عليك المظلوم، وفيه تنبيه على المنع من جميع أنواع الظلم". [المرجع السابق (3/360)].
ومن ذلك توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم أمته في حجة الوداع، التي لم يمكث بعدها إلا زمناً يسيراً فارق بعده الحياة.
كما روى جابر رضي الله عنه ذلك في صفة حجه صلى الله عليه وسلم:
أنه خطب الناس يوم عرفه فقال: ((إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا كل شيء من الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث.. وربا الجاهلية موضوع، وأول ربا أضع ربانا: ربا عباس ابن عبد المطلب فإنه موضوع كله.. فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف.. وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله، وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟)).
قالوا : نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت..
فقال بأصبعه السبابة، يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: ((اللهم اشهد، اللهم اشهد)) ثلاث مرات". [مسلم (2/889)].
فقد تعرض صلى الله عليه وسلم في هذا التوجيه لاحترام الحقوق، من الدماء والأموال ونظام الأسرة، وإهدار كل باطل لم يوافق شريعة الله سبحانه وتعالى، وعمم بعد ذلك فوجههم إلى التمسك بكتاب الله الذي فيه تفصيل كل شيء من هدى الله للإنسان.
1 - البخاري (8/114) ومسلم (3/1586)
2 - فتح الباري (13/163)
3 - البخاري (2/1325) ومسلم (1/50)
4 - الفتح (3/358)
5 - المرجع السابق (3/360)
6 - مسلم (2/889)



السابق

الفهرس

التالي


16124236

عداد الصفحات العام

2851

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م