﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


ومن توجيهات عمر رضي الله عنه..

ومن توجيهات عمر رضي الله عنه..
ومن توجيهات عمر بن الخطاب رضي الله عنه كتابه المشهور إلى قاضية أبى موسى الأشعري رضي الله عنه، وفيه تبدو التربية النبوية في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهذا نص الكتاب:
"أما بعد: فإن القضاء فريضة محكمة، وسنة متبعة، فافهم إذا أدلي إليك فإنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له.. آس بين الناس في مجلسك وفي وجهك وقضائك، حتى لا يطمع شريف في حيفك، ولا ييأس ضعيف من عدلك.. البينة على المدعى واليمين على من أنكر، والصلح جائز بين المسلمين إلا صلحاً أحل حراماً أو حرم حلالاً..
ومن ادعى حقاً غائباً أو بينة، فاضرب له أمداً ينتهي إليه، فإن بينه أعطيته بحقه، وإن أعجزه ذلك استحللت عليه القضية فإن ذلك هو أبلغ في العذر وأجلى للعماء..
ولا يمنعك قضاء قضيت فيه اليوم فراجعت فيه رأيك فهديت فيه لرشدك أن تراجع فيه الحق، فإن الحق قديم لا يبطله شيء، ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل.. والمسلمون عدول بعضهم على بعض، إلا مجرباً عليه شهادة زور أو مجلوداً في حد أو ظنيناً في ولاء أو قرابة، فإن الله سبحانه وتعالى تولى من العباد السرائر وستر عليهم الحدود، إلا بالبينات والأيمان.
ثم الفهم الفَهم فيما أدلي إليك مما ورد عليك مما ليس في قرآن ولا سنة. ثم قايس الأمور عند ذلك، واعرف الأمثال، ثم اعمد فيما ترى إلى أحبها إلى الله وأشبهها بالحق.
وإياك والغضب والقلق والضجر والتأذي بالناس والتنكر عند الخصومة.. فإن القضاء في مواطن الحق مما يوجب الله به الأجر ويحسن به الذكر..
فمن خلصت نيته في الحق ولو على نفسه، كفاه الله ما بينه وبين الناس، ومن تزين بما ليس في نفسه شانه الله، فإن الله سبحانه وتعالى لا يقبل من العباد إلا ما كان خالصاً.. فما ظنك بثواب عند الله في عاجل رزقه وخزائن رحمته. والسلام عليك ورحمة الله". [إعلام الموقعين عن رب العالمين (1/85-86) وقال ابن القيم ـ بعد إيراد النص -: "هذا كتاب جليل تلقاه العلماء بالقبول، وبنوا عليه أصول الحكم والشهادة، والحاكم والمفتي أحوج شنئ إليه وإلى تأمله والتفقه فيه. أ. هـ. وغالب كتاب ابن القيم هذا يدور حول هذا الخطاب العظيم].
لقد بين عمر رضي الله عنه لواليه خطر وظيفته، وحثه على فهم ما يرد عليه في ولايته، وعلى العدل والمساواة بين الناس، حذراً من طمع الأقوياء في ظلمه الضعفاء، ومن يأس الضعفاء من عدله.
وبين له ما يجب اتباعه عند الحكم فيما يتعلق بالمدعي والمدعى عليه، ونصحه باتباع مَخْلَص عظيم وقاعدة من قواعد الشرع الحنيف، وهي الصلح بين الخصوم بشرط العدل.
ووجهه إلى أن يكون الحق هو هدفه ورائده، فإذا ما اجتهد وأخطأه اليوم، ثم وجده غداً، فلا يمنعه قضاؤه الأول من القضاء بالحق.
وَقَعَّدَ له قاعدة تتعلق بالشهود من المسلمين، وذلك أن الأصل فيهم العدالة، فلا ترد شهادتهم إلا لسبب يرجح ردها.
ثم حثه على استعمال عقله وشدة اجتهاده وقياس الشبيه على شبيهه، ليقوى على حل المشكلات التي تعرض له، ولا يقف فيها حائراً لا يدري ما يقول فيها، وأن يُقدم على ما يراه أرضي لله وأحب إليه فيقضي به.
وحذره من بعض الأمور التي تقدح في أدب القاضي أو تعوقه عن القضاء بالحق، كالغضب والتنكر عند الخصومة..
وحثه على الإخلاص في عمله الذي لا يقبل الله عملاً بدونه، وبين له ما يترتب على الإخلاص من أجر في الدنيا والآخرة.
إنها توجيهات عظيمة تدل على ما وصل إليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من حسن السياسة، وتوافر شروط الكفاءة الإدارية الناجحة فيهم. [راجع بعض توجيها عمر رضي الله عنه في تاريخ الأمم والملوك للطبري (4/214-218)].
1 - إعلام الموقعين عن رب العالمين (1/85-86) وقال ابن القيم ـ بعد إيراد النص -: "هذا كتاب جليل تلقاه العلماء بالقبول، وبنوا عليه أصول الحكم والشهادة، والحاكم والمفتي أحوج شنئ إليه وإلى تأمله والتفقه فيه. أ. هـ. وغالب كتاب ابن القيم هذا يدور حول هذا الخطاب العظيم
2 - راجع بعض توجيها عمر رضي الله عنه في تاريخ الأمم والملوك للطبري (4/214-218)



السابق

الفهرس

التالي


16124240

عداد الصفحات العام

2855

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م