﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


تنبيهات:

تنبيهات:
التنبيه الأول: يجب أن يكون عند ولي الأمر ما يؤهله لتعليم وتوجيه من يباشر الإشراف الإداري عليه، وكلما علت رتبته اشتدت حاجته إلى إحراز ما يناسب تلك الرتبة من هذا المؤهل، إذ الفرض في من يباشر الإشراف عليهم أن يكونوا مؤهلين لتعليم وتوجيه من دونهم، فهم يتلقون منه تعليمهم وتوجيههم، ومَن دونهم يتلقون التعليم والتوجيه منهم... وهكذا.
التنبيه الثاني: أن التعليم والتوجيه ليسا قاصرين على الشئون الدينية، المتعلقة بالإيمان أو الشعائر التعبدية أو المعاملات المشهورة المدونة في الكتب الإسلامية من تفسير وحديث وفقه وغيرهما...بل هما شاملان لكل ما يدخل تحت إدارة ولي الأمر ومن دونه من مصالح الأمة...
فيدخل في لك الشئون السياسية والإدارية والدبلوماسية والإعلامية، والعلاقات الدولية، والمالية والاقتصادية، والتعليمية والاجتماعية وسائر المصالح المرسلة التي تنظم بها حياة الناس مما لا يخالف الكتاب وصحيح السنة، مما يكون للاجتهاد في مجال...
فولاة أمر الأمة ينبغي أن يكونوا قادرين على تعليم وتوجيه من يباشر ون عليه الإشراف الإداري في هذه المجالات، لأنهم مسئولون عنها جميعا، وكل منهم مسئول عمن دونه...
التنبيه الثالث: أن الشئون الإدارية التي تساس بها الأمة، تختلف في كثرتها وقلتها وخطورتها من عصر إلى عصر، وهذا الاختلاف يقتضي تأهيل ولاة الأمر في كل عصر بما يناسبه من علوم الإدارة وفنونها، ليُضمَن نجاحهم في تحقيق مصالح أمتهم ودفع المفاسد عنها بسهولة ويسر ومساواة وعدل...
ولقد تشعبت شئون الإدارة في عصرنا هذا تشعبا لا مثيل له، لكثرة أصناف الأعمال وتنوعها، يظهر لك في كثرة الوزارات وما يندرج تحت كل وزارة من إدارات كبرى وصغرى، وهي تشمل كل ما تحتاج إليه الأمة من تنظيف شوارعها إلى حفظ ضرورات حياتها وما يتبعها من حاجيات وتكميليات...
التنبيه الرابع: أنه لابد مع كون ولي الأمر ذا ثقافة واسعة، وعلم جم، وعقل مدبر، عنده قدرة على التعليم والتوجيه، أن يجتهد في تأهيل موظفيه وعماله ليكونوا من ذوى الاختصاصات المتعلقة بشئون إدارته، ليقوم كل منهم بعمله على الوجه المطلوب ويعلم ويوجه الموظفين في إدارته.
إذ لا يستطيع ولي الأمر المسئول عن أي إدارة القيام بشئونها بمفرده، مهما كان علمه وثقافته، وإخلاصه وجده واجتهاده، بل لابد له من أعوان يتفرق فيهم ما قد يكون اجتمع فيه من الدين والعلم والخلق والثقافة ليكونوا سنداً له، كل في اختصاصه.
وولي الأمر العام شبيه بالمجدد الذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها)) . [أبو دواد، برقم (4291) وهو في جامع الأصول (11/319) قال المحشي عليه: "وإسناده صحيح، ورواه أيضاً الحاكم، برقم (8592 وصححه، ووافقه الذهبي"].
وقد علق ابن الأثير رحمه الله على هذا الحديث، وبين فيه أن هذا المجدد لا بد له من أعوان ينهضون معه بالتجديد في كل شئون الحياة، فقال :
"لا يلزم منه أن يكون أراد بالمبعوث الفقهاء خاصة، كما ذهب إليه بعض العلماء، فان انتفاع الأمة وإن كان نفعاً عاماً في أمور الدين، فإن انتفاعهم بغيره أيضاً كثير مثل أولي الأمر، وأصحاب الحديث، والقراء والوعاظ، وأصحاب الطبقات من الزهاد.
فإن كل قوم ينفعون بفن لا ينفع به الآخر، إذ الأصل في حفظ الدين حفظ قانون السياسة، وبث العدل والتناصف الذي به تحقن الدماء، ويتمكن من إقامة قوانين الشرع، وهذا وظيفة أولى الأمر.
وكذلك أصحاب الحديث ينفعون بضبط الأحاديث التي هي أدلة الشرع، والقراء ينفعون بحفظ القراءات وضبط الروايات، والزهاد ينفعون بالمواعظ والحث على لزوم التقوى والزهد في الدنيا.
فكل واحد ينفع بغير ما ينفع به الآخر، لكن الذي ينبغي أن يكون المبعوث على رأس المائة، رجلاً مشهوراً معروفاً مشاراً إليه في كل فن من هذه الفنون". [جامع الأصول (11/320ـ321)].

1 - أبو دواد، برقم (4291) وهو في جامع الأصول (11/319) قال المحشي عليه: "وإسناده صحيح، ورواه أيضاً الحاكم، برقم (8592 وصححه، ووافقه الذهبي"
2 - جامع الأصول (11/320ـ321)



السابق

الفهرس

التالي


16124247

عداد الصفحات العام

2862

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م