﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


مثال للكذب الإداري المدمر..

مثال للكذب الإداري المدمر..
ولنضرب مثالاً من الكذب المدمر الذي يصدر من ولي الأمر ليخدع به شعبه، ويعمي به بصائرهم، ويهدر به ضرورات حياتهم وما يتبعها من حاجيات وتحسينيات... فلا يكتشفون كذبه وخداعه إلا بعد فوات الأوان، فيندمون ولات ساعة مندم.
هذا المثال يظهر في الثورة الكمالية التي خطط لها اليهود والنصارى، للإجهاز على ما بقي من رمز الخلافة الإسلامية التي حملها بنو عثمان.
فقد ضعفت هذه الخلافة، حتى أصبحت تسمى بالرجل المريض، واحتل أعداء الإسلام من الصليبيين الأوربيين عاصمة الخلافة (الآستانة) وقد أخرجوا صنما أحاطوه بهالة من العظمة والانتصارات- وكان الخليفة سجينا في دار الخلافة-حتى انتعشت آمال المسلمين الذين ظنوا ذلك الصنم مجددا لمعركة بدر، وجهاد صلاح الدين، وتخيلوا الملائكة وهي تحفه بالنصر في السماء وكتائب الجهاد ترفع رايته الأرض.
فمدحه الشعراء وأثنوا عليه ثناء عطرا، كما قال فيه شوقي:
[sh]
الله أكبر كم في الفتح من عجب= يا خالد الترك جدد خالد العرب
يومٌ كَبَدْرٍ فخيل الحق راقصة= على الصعيد وخيل الله في السحب
[/sh]
وأخذت وسائل الإعلام المتاحة في تلك الفترة تكيل المديحَ للقائد المنتصر، والقدحَ والذمَّ للخليفة المغلوب على أمره، الذي بقي يصارع المساومات اليهودية الصليبية إلى آخر لحظة من ولايته.
وبذلك سوغ الكذبُ والتضليل لفرعونِ التركِ الصغير أن يقضي على رمز الخلافة، ويتخذ كل وسيلة لتحطيم دين الأمة - كما أراد ذلك اليهود والصليبيون- ويطرد الخليفة وأسرته إلى خارج حدود تركيا، ويحارب الإسلام وأهله حربا لا هوادة فيها.
ولا زال أتباعه يحذون حذوه في محاربة الإسلام والمسلمين، ليضاعفوا عليه الوزر الذي سيتضاعف عليهم كذلك. [1].
وعند ذلك استيقظ الغافلون عن المكر اليهودي الصليبي، وأخذوا ينوحون على الخلافة والخليفة والإسلام ويحاولون محاولة فاشلة، أن يجدوا لعودتهما سبيلا، وهيهات، و ذاق المسلمون بعدها أقسى عقاب وأعظم ذل. فناحوا وبكوا، وهل يعيد الموتى النواح والبكاء؟!
وهنا قال شوقي نفسه مخاطباً الخلافة التي أطاح بها خالد الترك.!: [راجع هذا كتاب: "الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر"(225) طبع دار الإرشاد في بيروت، للدكتور محمد مُحمد حسين].
[sh]
عادت أغاني العرس رَجْعَ نُواح= ونُعيتِ بين معالم الأرواح
كُفِّنتِ في ليل الزفاف بثوبه= ودُفِنْتِ عند تبلج الإصباح
ضَجَّتْ عليك مآذنٌ ومنابرٌ= وبَكت عليك ممالكٌ ونَواح
الهند والهة ومصر حزينةٌ= تبكي عليك بمَدْمَعٍ سَحَّاح
والشام تسأل والعراق وفارس= أمحا من الأرض الخلافةَ ماح؟
[/sh]
وأما كيف خدع المسلمين مصطفى كمال أتاتورك، وكذب عليهم حتى صدقوه ودعموه، فيكفي قراءة المقطع الآتي: (وكما أن الغربيين قد نجحوا في مخططهم، وجعلوا العالم الإسلامي كله يسير فخوراً بضع سنوات وراء الثورة الكمالية، فقد استغل مصطفى كمال عواطف المسلمين وأموالهم إلى أبعد حدود الاستغلال، وكسا ثورته لباساً إسلامياً، سواء بأحاديثه وتصريحاته وخطبه أو بمعاملته لزعماء المسلمين.
فمن ذلك أنه استعان بالزعيم الليبي الشهير "أحمد السنوسي" وجعله مستشاراً له، وكان يبرق إليه، كما قال لي صديقي "الأمير شكيب أرسلان" إذا أراد شن هجوم على مكان ما قائلاً: إننا ننوي الهجوم غداً أو بعد غدٍ على مكان ما، فاقرؤوا البخاري الشريف على نية النجاح والتوفيق.
واستغل أيضاً أعمال وأقوال جمعية الخلفاء الهندية التي قامت برعاية الأخوين شوكت علي ومحمد علي واستغل الشعراء فمدحوه، والأدباء فأثنوا عليه، ومشايخ الطرق فرفعوه إلى مقام الولاية.
كان مصطفى كمال يبطن غير ما يظهر وينوي أن يفعل غير ما يقول، إذ أنه ما كاد ينتصر نهائياً ويطمئن إلى مصيره، حتى ألغى الخلافة وطرد الخليفة من البلاد وطرد السيد أحمد السنوسي، وتنكر لكل القيم الإسلامية وسار بسيرة ليس فيها أي مصلحة للإسلام ولا للمسلمين، لا بل ليس فيها أية مصلحة لتركيا نفسها، فها هي تركيا بعد مضي ستين سنة على هذه الثورة، ما زالت بلداً نامياً ضعيفاً، لا حول له ولا طول، فالحركة العلمية فيها ضعيفة، والأمية سائدة، والحياة الاجتماعية متأخرة والحالة الاقتصادية في الحضيض، وكل ما فعلته هذه الثورة أنها أشغلت الناس بأمور جانبية تافهة مثل إلغاء الطربوش، وسفور النساء، ولو كان هذان الأمران تركا للزمن لتكفل بتحقيقهما من غير ثورة كما حدث في كل البلاد الإسلامية...)
. [3].
وتبع الكماليَّ التركيَّ في كذبه على الأمة الإسلامية والقضاء على هويتهم وجعلهم لقمة لأعدائهم، كماليون كثيرون في البلدان العربية وغيرها، وهذا يوجب على العلماء والمفكرين التريث في الثناء على من يظهر صلاحه ويزعم أنه يريد تحقيق مصالح شعبه، حتى يتبينوا ذلك بالتجربة. [4].
ولا زال الكماليون مصرين على تطبيق العلمانية المعادية للإسلام والمحاربة لأهله في تركيا ويضايقون دعاة الحكم بالإسلام، بل بلغ بهم الأمر أن يغلقوا مدارس تحفيظ القرآن الكريم، ويتخذون كل الوسائل للقضاء على تعليم الشباب المسلم العلوم الإسلامية، ومن ذلك إغلاقهم معاهد الأئمة والخطباء، وعدم اعترافهم بشهادات الجامعات الإسلامية في عواصم الإسلام، كالأزهر والجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية وغيرهما، ولكن الصحوة الإسلامية تشق طريقها إلى إعادة مجد الإسلام ورفع رايته وسينصرهم الله على أعدائهم.

1 - وما يفعله العسكر وحلفاؤهم في تركيا اليوم من حرب للقرآن ومدارسه، والمساجد وأئمتها، والدعاة إلى الله وأنصارهم، والتعاون مع اليهود والصليبيين في تلك الحرب، غير خاف على أحد، ولعل حزب العدالة ينجح في التخفيف من شر الكماليين
2 - راجع هذا كتاب: "الاتجاهات الوطنية في الأدب المعاصر"(225) طبع دار الإرشاد في بيروت، للدكتور محمد مُحمد حسين
3 - من كتاب: تاريخ الدولة العلية العثمانية للأستاذ محمد فريد بك المحامي تحقيق الدكتور إحسان حقي دار النفائس ص 754 وما بعدها..
4 - في كتابنا السباق إلى العقول – وهو معد للطبع – مزيد بيان



السابق

الفهرس

التالي


16124257

عداد الصفحات العام

2872

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م