رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم بأمته: |
رحمة الرسول صلى الله عليه وسلم بأمته:
فرسالته تعالى رحمة كوحيه لكل من اهتدى بهما، وإنما خصَّ المؤمنين بكونه رحمةً لهم لانتفاعهم به، بخلاف الكافرين، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم، شديد العطف والرحمة والرأفة بأمته، كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107)} [1]
وكان صلى الله عليه وسلم، لشدة حرصه على إيمان الناس كلهم بما جاء به من عند ربه، وشفقته عليهم، يحزن حزناً شديداً على عدم استجابتهم، خوفاً عليهم من سوء عاقبتهم عند ربهم، ولهذا كان الله تعالى يسليه بما ينزل عليه من آياته، مثل قوله تعالى: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ(33)} [2]
وقال تعالى: {وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70)} [3]
وقوله: {فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً(6)} [4]
قال ابن كثير رحمه الله في تفسير آية 4: {بِهَذَا الْحَدِيثِ} يعني القرآن {أَسَفاً} يقول: لا تهلك نفسك أسفاً.... أي لا تأسف عليهم, بل أبلغهم رسالة الله, فمن اهتدى فلنفسه, ومن ضلَّ فإنما يضل عليها, ولا تذهب نفسك عليهم حسرات".
وكان يحزنه صلى الله عليه وسلم، ويعظم عليه ما يصيب أمته المؤمنة من مشقة وعنت، كما قال تعالى عنه: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ (128)} [5]
وتأمَّل شدة رحمته صلى الله عليه وسلم، ورأفته، على أمته، التي تضمنها حديث جابرٍ رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (مثَلِي ومثَلُكُمْ كَمَثَل رجُلٍ أَوْقَدَ نَاراً فَجَعَلَ الْجَنَادِبُ وَالْفَراشُ يَقَعْنَ فيهَا وهُوَ يذُبُّهُنَّ عَنهَا، وأَنَا آخذٌ بحُجَزِكُمْ عَنِ النارِ، وأَنْتُمْ تَفَلَّتُونَ منْ يَدِي) [6]
رحماء بينهم:
والمؤمنون يهتدون بهدي رسولهم صلى الله عليه وسلم، ويقتدون به، فتمتلئ قلوب بعضهم لبعض رحمة وشفقة، كما قال تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ...(29)} [7]
وقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، لقوة تراحمهم فيما بينهم مثلا، كما روى ذلك النُّعْمَان بن بشِيرٍ رضي الله عنهـما قال: قال رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم: (مثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمِهِمْ وتَعاطُفِهِمْ، مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَداعَى لهُ سائِرُ الْجسدِ بالسهَرِ والْحُمَّى) ]صحيح البخاري (1/101) وصحيح 6 (16/119).]
ذم الرسول صلى الله عليه وسلم من فقدت قلوبهم الرحمة:
ولقد أنكر الرسول صلى الله عليه وسلم، على من فقدوا الرحمة من الأعراب الذين يأنفون عن تقبيل صبيانهم وذمَّهم على ذلك، كما روت عائشة رضي الله عنهـا قالت: قدِم ناسٌ مِن الأَعْرابِ عَلَى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقالوا: "أَتُقبِّلونَ صِبيْانَكُمْ؟" فقال: (نَعَمْ) قالوا: "لَكِنَّا واللَّه ما نُقَبِّلُ" فقال رسولُ اللَّه ‘: (أَوَ أَمْلِكُ إِنْ كَانَ اللَّه نَزعَ مِنْ قُلُوبِكُمْ الرَّحمَةَ) [البخاري في كتاب الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله، رقم5652 و6 (15/64).]
وفي حديث جرير بن عبد اللَّه رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (مَنْ لا يرْحَم النَّاس لا يرْحمهُ اللَّه) [متفق عليه وهو صحيح 6 (15/65).]
تُرى هل يليق بعاقل من البشر عَلِمَ عظمة الله في رحمته الشاملة لخلقه كلهم في الدنيا ولعباده المؤمنين في الآخرة، وآثار تلك الصفة في تراحم خلقه فيما بينهم، هل يليق بمخلوق من العقلاء، ولا سيما من آمن بالله وباليوم الآخر، أن يفقد قلبه الرهبة من ربه وخشيته والإخبات والخشوع له، بل وغاية حبه له؟!
عظمته في قدرته:
القدرة الإلهية لا تحدها حدود، ويكفي في معرفة عظمته في هذه الصفة: الإشارة إلى أنه إذا أراد شيئاً معدوماً أوجده بكلمة: "كن" كما قال تعالى: {بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117)} [القرة] وقد امتلأ كتاباه سبحانه المقروء منهما والمفتوح بالدلائل على كمال قدرته الباهرة، وشمولها لكل أكوانه الخفية عنَّا والظاهرة، مثل قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(20)} [البقرة] ولا تخفى كثرة ذكر هذه الصفة جداً في القرآن.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لآية البقرة المذكورة: "وقوله تعالى: {وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} يبين بذلك تعالى كمال قدرته وعظيم سلطانه, وأنه إذا قدَّر أمراً وأراد كونه, فإنما يقول له: {كن} أي: مرة واحدة فيكون, أي: فيوجد, على وفق ما أراد كما قال تعالى: { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [يس]
وقال تعالى: { إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [النحل] وقال تعالى: { وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} [القمر]
فما وجد شيء في الكون كله سماواته وأرضه، من يوم فطر الله الخلق، ولا يوجد من شيء من ذلك حالاً ومستقبلاً، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، من صغير وكبير إلا هو داخل تحت قدرته سبحانه.
قال تعالى: {يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29)} [الرحمن] وليس المراد باليوم هنا ما نعرفه من طلوع الشمس إلى غروبها، بل المراد به كل وقت فيشمل الساعات والدقائق والثواني وأجزاءها المتناهية في الصغر، فكم يخلق في أصغر جزء من الثانية في العالم العلوي والسفلي كله، وكم يميت وكم من حاجة يقضيها، وكم ينبت من الزرع، وكم ييبس منه، وكم يشبع وكم يجيع، وكم يكسو، وكم يعري، وكم يعز وكم يذل، وكم يغني وكم يفقر، وكم من قوي يضعفه، وكم من ضعيف يقويه، وكم من مريض يشفيه، وكم من صحيح يمرضه ويسقمه، وكم من كربة ينفسها، وكم من مصيبة ينزلها بخلقه، وكم ...وكم... وكم وكم؟ كل ذلك وغيره مما لم يمكن أن يحصيه ويحيط به إلا العليم القدير، إنما يقول له: { كُنْ فَيَكُونُ } لا إله إلا هو.
قال سيد قطب رحمه الله: "وهوـ سبحانه ـ كل يوم هو في شأن. وهذا الوجود الذي لا تُعرف له حدود، كله منوط بقدره، متعلق بمشيئته، وهو قائم بتدبيره. هذا التدبير الذي يتناول الوجود كله جملة، ويتناول كل فرد فيه على حدة؛ ويتناول كل عضو وكل خلية وكل ذرة. ويعطي كل شيء خلقه، كما يعطيه وظيفته، ثم يلحظه وهو يؤدي وظيفته. هذا التدبير الذي يتبع ما ينبت وما يسقط من ورقة، وما يكمن من حبة في ظلمات الأرض، وكل رطب وكل يابس. يتبع الأسماك في بحارها، والديدان في مساربها، والحشرات في مخابئها. والوحوش في أوكارها، والطيور في أعشاشها. وكل بيضة وكل فرخ. وكل جناح. وكل ريشة. وكل خلية في جسم حي. وصاحب التدبير لا يشغله شأن عن شأن، ولا يند عن علمه ظاهر ولا خاف..". انتهى.
ألا ترى أيها العاقل، أن التأمل في آثار اسمه القدير وصفته القدرة، كافيان لنا في الرهبة والخشية والإخبات والخشوع لهذا الرب القدير على كل شيء؟!
|
|
1 - الأنبياء 2 - الأنعام 3 - النمل 4 - الكهف 5 - التوبة 6 - مسلم 7 - الفتح 8 - البخاري في كتاب الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله، رقم5652 ومسلم (15/64).]]
وفي حديث جرير بن عبد اللَّه رضي الله عنه قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (مَنْ لا يرْحَم النَّاس لا يرْحمهُ اللَّه) [[متفق عليه وهو صحيح مسلم (15/65).]]
تُرى هل يليق بعاقل من البشر عَلِمَ عظمة الله في رحمته الشاملة لخلقه كلهم في الدنيا ولعباده المؤمنين في الآخرة، وآثار تلك الصفة في تراحم خلقه فيما بينهم، هل يليق بمخلوق من العقلاء، ولا سيما من آمن بالله وباليوم الآخر، أن يفقد قلبه الرهبة من ربه وخشيته والإخبات والخشوع له، بل وغاية حبه له؟!
عظمته في قدرته:
القدرة الإلهية لا تحدها حدود، ويكفي في معرفة عظمته في هذه الصفة: الإشارة إلى أنه إذا أراد شيئاً معدوماً أوجده بكلمة: "كن" كما قال تعالى: {بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117)} [[القرة]] وقد امتلأ كتاباه سبحانه المقروء منهما والمفتوح بالدلائل على كمال قدرته الباهرة، وشمولها لكل أكوانه الخفية عنَّا والظاهرة، مثل قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(20)} [[البقرة]] ولا تخفى كثرة ذكر هذه الصفة جداً في القرآن.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لآية البقرة المذكورة: "وقوله تعالى: {وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} يبين بذلك تعالى كمال قدرته وعظيم سلطانه, وأنه إذا قدَّر أمراً وأراد كونه, فإنما يقول له: {كن} أي: مرة واحدة فيكون, أي: فيوجد, على وفق ما أراد كما قال تعالى: { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [[يس]]
وقال تعالى: { إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [[النحل]] وقال تعالى: { وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} [[القمر]]
فما وجد شيء في الكون كله سماواته وأرضه، من يوم فطر الله الخلق، ولا يوجد من شيء من ذلك حالاً ومستقبلاً، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، من صغير وكبير إلا هو داخل تحت قدرته سبحانه.
قال تعالى: {يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29)} [[الرحمن]] وليس المراد باليوم هنا ما نعرفه من طلوع الشمس إلى غروبها، بل المراد به كل وقت فيشمل الساعات والدقائق والثواني وأجزاءها المتناهية في الصغر، فكم يخلق في أصغر جزء من الثانية في العالم العلوي والسفلي كله، وكم يميت وكم من حاجة يقضيها، وكم ينبت من الزرع، وكم ييبس منه، وكم يشبع وكم يجيع، وكم يكسو، وكم يعري، وكم يعز وكم يذل، وكم يغني وكم يفقر، وكم من قوي يضعفه، وكم من ضعيف يقويه، وكم من مريض يشفيه، وكم من صحيح يمرضه ويسقمه، وكم من كربة ينفسها، وكم من مصيبة ينزلها بخلقه، وكم ...وكم... وكم وكم؟ كل ذلك وغيره مما لم يمكن أن يحصيه ويحيط به إلا العليم القدير، إنما يقول له: { كُنْ فَيَكُونُ } لا إله إلا هو.
قال سيد قطب رحمه الله: "وهوـ سبحانه ـ كل يوم هو في شأن. وهذا الوجود الذي لا تُعرف له حدود، كله منوط بقدره، متعلق بمشيئته، وهو قائم بتدبيره. هذا التدبير الذي يتناول الوجود كله جملة، ويتناول كل فرد فيه على حدة؛ ويتناول كل عضو وكل خلية وكل ذرة. ويعطي كل شيء خلقه، كما يعطيه وظيفته، ثم يلحظه وهو يؤد 9 - متفق عليه وهو صحيح مسلم (15/65).]]
تُرى هل يليق بعاقل من البشر عَلِمَ عظمة الله في رحمته الشاملة لخلقه كلهم في الدنيا ولعباده المؤمنين في الآخرة، وآثار تلك الصفة في تراحم خلقه فيما بينهم، هل يليق بمخلوق من العقلاء، ولا سيما من آمن بالله وباليوم الآخر، أن يفقد قلبه الرهبة من ربه وخشيته والإخبات والخشوع له، بل وغاية حبه له؟!
عظمته في قدرته:
القدرة الإلهية لا تحدها حدود، ويكفي في معرفة عظمته في هذه الصفة: الإشارة إلى أنه إذا أراد شيئاً معدوماً أوجده بكلمة: "كن" كما قال تعالى: {بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (117)} [[القرة]] وقد امتلأ كتاباه سبحانه المقروء منهما والمفتوح بالدلائل على كمال قدرته الباهرة، وشمولها لكل أكوانه الخفية عنَّا والظاهرة، مثل قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(20)} [[البقرة]] ولا تخفى كثرة ذكر هذه الصفة جداً في القرآن.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لآية البقرة المذكورة: "وقوله تعالى: {وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} يبين بذلك تعالى كمال قدرته وعظيم سلطانه, وأنه إذا قدَّر أمراً وأراد كونه, فإنما يقول له: {كن} أي: مرة واحدة فيكون, أي: فيوجد, على وفق ما أراد كما قال تعالى: { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [[يس]]
وقال تعالى: { إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [[النحل]] وقال تعالى: { وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} [[القمر]]
فما وجد شيء في الكون كله سماواته وأرضه، من يوم فطر الله الخلق، ولا يوجد من شيء من ذلك حالاً ومستقبلاً، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، من صغير وكبير إلا هو داخل تحت قدرته سبحانه.
قال تعالى: {يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29)} [[الرحمن]] وليس المراد باليوم هنا ما نعرفه من طلوع الشمس إلى غروبها، بل المراد به كل وقت فيشمل الساعات والدقائق والثواني وأجزاءها المتناهية في الصغر، فكم يخلق في أصغر جزء من الثانية في العالم العلوي والسفلي كله، وكم يميت وكم من حاجة يقضيها، وكم ينبت من الزرع، وكم ييبس منه، وكم يشبع وكم يجيع، وكم يكسو، وكم يعري، وكم يعز وكم يذل، وكم يغني وكم يفقر، وكم من قوي يضعفه، وكم من ضعيف يقويه، وكم من مريض يشفيه، وكم من صحيح يمرضه ويسقمه، وكم من كربة ينفسها، وكم من مصيبة ينزلها بخلقه، وكم ...وكم... وكم وكم؟ كل ذلك وغيره مما لم يمكن أن يحصيه ويحيط به إلا العليم القدير، إنما يقول له: { كُنْ فَيَكُونُ } لا إله إلا هو.
قال سيد قطب رحمه الله: "وهوـ سبحانه ـ كل يوم هو في شأن. وهذا الوجود الذي لا تُعرف له حدود، كله منوط بقدره، متعلق بمشيئته، وهو قائم بتدبيره. 10 - القرة]] وقد امتلأ كتاباه سبحانه المقروء منهما والمفتوح بالدلائل على كمال قدرته الباهرة، وشمولها لكل أكوانه الخفية عنَّا والظاهرة، مثل قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ(20)} [[البقرة]] ولا تخفى كثرة ذكر هذه الصفة جداً في القرآن.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لآية البقرة المذكورة: "وقوله تعالى: {وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} يبين بذلك تعالى كمال قدرته وعظيم سلطانه, وأنه إذا قدَّر أمراً وأراد كونه, فإنما يقول له: {كن} أي: مرة واحدة فيكون, أي: فيوجد, على وفق ما أراد كما قال تعالى: { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [[يس]]
وقال تعالى: { إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [[النحل]] وقال تعالى: { وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} [[القمر]]
فما وجد شيء في الكون كله سماواته وأرضه، من يوم فطر الله الخلق، ولا يوجد من شيء من ذلك حالاً ومستقبلاً، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، من صغير وكبير إلا هو داخل تحت قدرته سبحانه.
قال تعالى: {يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29)} [[الرحمن]] وليس المراد باليوم هنا ما نعرفه من طلوع الشمس إلى غروبها، بل المراد به كل وقت فيشمل الساعات والدقائق والثواني وأجزاءها المتناهية في الصغر، فكم يخلق في أصغر جزء من الثانية في العالم العلوي والسفلي كله، وكم يميت وكم من حاجة يقضيها، وكم ينبت من الزرع، وكم ييبس منه، وكم يشبع وكم يجيع، وكم يكسو، وكم يعري، وكم يعز وكم يذل، وكم يغني وكم يفقر، وكم من قوي يضعفه، وكم من ضعيف يقويه، وكم من مريض يشفيه، وكم من صحيح يمرضه ويسقمه، وكم من كربة ينفسها، وكم من مصيبة ينزلها بخلقه، وكم ...وكم... وكم وكم؟ كل ذلك وغيره مما لم يمكن أن يحصيه ويحيط به إلا العليم القدير، إنما يقول له: { كُنْ فَيَكُونُ } لا إله إلا هو.
قال سيد قطب رحمه الله: "وهوـ سبحانه ـ كل يوم هو في شأن. وهذا الوجود الذي لا تُ 11 - البقرة]] ولا تخفى كثرة ذكر هذه الصفة جداً في القرآن.
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره لآية البقرة المذكورة: "وقوله تعالى: {وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} يبين بذلك تعالى كمال قدرته وعظيم سلطانه, وأنه إذا قدَّر أمراً وأراد كونه, فإنما يقول له: {كن} أي: مرة واحدة فيكون, أي: فيوجد, على وفق ما أراد كما قال تعالى: { إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [[يس]]
وقال تعالى: { إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [[النحل]] وقال تعالى: { وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} [[القمر]]
فما وجد شيء في الكون كله سماواته وأرضه، من يوم فطر الله الخلق، ولا يوجد من شيء من ذلك حالاً ومستقبلاً، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، من صغير وكبير إلا هو داخل تحت قدرته سبحانه.
قال تعالى: {يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29)} [[الرحمن]] وليس المراد باليوم هنا ما نعرفه من طلوع الشمس إلى غروبها، بل المراد به كل وقت فيشمل الساعات والدقائق والثواني وأجزاءها المتناهية في الصغر، فكم يخلق في أصغر جزء من الثانية في العالم العلوي والسفلي كله، وكم يميت وكم من حاجة يقضيها، وكم ينبت من الزرع، وكم ييبس منه، وكم يشبع وكم يجيع، وكم يكسو، وكم يعري، وكم يعز وكم يذل، وكم يغني وكم يفقر، وكم من قوي يضعفه، وكم من ضعيف يقويه، وكم من مريض يشفيه، وكم من صحيح يمرضه ويسقمه، وكم من كربة ينفسها، وكم من مصيبة ينزلها بخلقه، وكم ...وكم... وكم وكم؟ كل ذلك وغيره مما لم يمكن أن يحصيه ويحيط به إلا العليم القدير، إنما يقول له: { كُنْ فَيَكُونُ } لا إله إلا هو.
قال سيد قطب رحمه الله: "وهوـ سبحانه 12 - يس]]
وقال تعالى: { إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } [[النحل]] وقال تعالى: { وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} [[القمر]]
فما وجد شيء في الكون كله سماواته وأرضه، من يوم فطر الله الخلق، ولا يوجد من شيء من ذلك حالاً ومستقبلاً، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، من صغير وكبير إلا هو داخل تحت قدرته سبحانه.
قال تعالى: {يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29)} [[الرحمن]] وليس المراد باليوم هنا ما نعرفه من طلوع الشمس إلى غروبها، بل المراد به كل وقت فيشمل الساعات والدقائق والثواني وأجزاءها المتناهية في الصغر، فكم يخلق في أصغر جزء من الثانية في العالم العلوي والسفلي كله، وكم يميت وكم من حاجة يقضيها، وكم ينبت من الزرع، وكم ييبس منه، وكم يشبع وكم يجيع، وكم يكسو، وكم يعري، وكم يعز وكم يذل، وكم يغني وكم يفقر، وكم من قوي يضعفه، وكم من ضعيف يقويه، وكم من مريض يشفيه، وكم من صحيح يمرضه ويسقمه، وكم من كربة ينفسها، وكم من مصيبة ينزلها بخلقه، وكم ...وكم... وكم وكم؟ كل ذلك وغيره مما لم يمكن أن يحصيه ويحيط به إلا العليم القدير، إنما يقول له: { كُنْ فَيَكُونُ } لا إله إلا هو.
قال سيد قطب رحمه الله: "وهوـ سبحانه ـ كل يوم هو في شأن. وهذا الوجود الذي لا تُعرف له حدود، كله منوط بقدره، متعلق بمشيئته، وهو قائم بتدبيره. هذا التدبير الذي يتناول الوجود كله 13 - النحل]] وقال تعالى: { وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ} [[القمر]]
فما وجد شيء في الكون كله سماواته وأرضه، من يوم فطر الله الخلق، ولا يوجد من شيء من ذلك حالاً ومستقبلاً، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، من صغير وكبير إلا هو داخل تحت قدرته سبحانه.
قال تعالى: {يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29)} [[الرحمن]] وليس المراد باليوم هنا ما نعرفه من طلوع الشمس إلى غروبها، بل المراد به كل وقت فيشمل الساعات والدقائق والثواني وأجزاءها المتناهية في الصغر، فكم يخلق في أصغر جزء من الثانية في العالم العلوي والسفلي كله، وكم يميت وكم من حاجة يقضيها، وكم ينبت من الزرع، وكم ييبس منه، وكم يشبع وكم يجيع، وكم يكسو، وكم يعري، وكم يعز وكم يذل، وكم يغني وكم يفقر، وكم من قوي يضعفه، وكم من ضعيف يقويه، وكم من مريض يشفيه، وكم من صحيح يمرضه ويسقمه، وكم من كربة ينفسها، وكم من مصيبة ينزلها بخلقه، وكم ...وكم... وكم وكم؟ كل ذلك وغيره مما لم يمكن أن يحصيه ويحيط به إلا العليم القدير، إنما يقول له: { كُنْ فَيَكُونُ } لا إله إلا هو.
قال سيد قطب رحمه الله: "وهوـ سبحانه ـ كل يوم هو في شأن. وهذا الوجود الذي لا تُعرف له حدود، كله منوط بقدره، متعلق بمشيئته، وهو قائم بتدبيره. هذا التدبير الذي يتناول الوجود كله جملة، ويتناول كل فرد فيه على حدة؛ ويتناول كل عضو وكل خلية وكل ذرة. ويعطي كل شيء خلقه، كما يعطيه 14 - القمر]]
فما وجد شيء في الكون كله سماواته وأرضه، من يوم فطر الله الخلق، ولا يوجد من شيء من ذلك حالاً ومستقبلاً، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، من صغير وكبير إلا هو داخل تحت قدرته سبحانه.
قال تعالى: {يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29)} [[الرحمن]] وليس المراد باليوم هنا ما نعرفه من طلوع الشمس إلى غروبها، بل المراد به كل وقت فيشمل الساعات والدقائق والثواني وأجزاءها المتناهية في الصغر، فكم يخلق في أصغر جزء من الثانية في العالم العلوي والسفلي كله، وكم يميت وكم من حاجة يقضيها، وكم ينبت من الزرع، وكم ييبس منه، وكم يشبع وكم يجيع، وكم يكسو، وكم يعري، وكم يعز وكم يذل، وكم يغني وكم يفقر، وكم من قوي يضعفه، وكم من ضعيف يقويه، وكم من مريض يشفيه، وكم من صحيح يمرضه ويسقمه، وكم من كربة ينفسها، وكم من مصيبة ينزلها بخلقه، وكم ...وكم... وكم وكم؟ كل ذلك وغيره مما لم يمكن أن يحصيه ويحيط به إلا العليم القدير، إنما يقول له: { كُنْ فَيَكُونُ } لا إله إلا هو.
قال سيد قطب رحمه الله: "وهوـ سبحانه ـ كل يوم هو في شأن. وهذا الوجود الذي لا تُعرف له حدود، كله منوط بقدره، متعلق بمشيئته، وهو قائم بتدبيره. هذا التدبير الذي يتناول الوجود كله جملة، ويتناول كل فرد فيه على حدة؛ ويتناول كل عضو وكل خلية وكل ذرة. ويعطي كل شيء خلقه، كما يعطيه وظيفته، ثم يلحظه وهو يؤدي وظيفته. هذا التدبير الذي يتبع ما ينبت وما يسقط من ورقة، وما يكمن من حبة في ظلمات الأرض، وكل رطب وكل يابس. يتبع الأسماك في بحارها، والديدان في مساربها، والحشرات في مخابئها. والوحوش في أوكارها، والطيور في أعشاشها. وكل بيضة وكل فرخ. وكل جناح. وكل ريشة. وكل خلية في جسم حي. وصاحب التدبير لا يشغله شأن عن شأن، ولا 15 - الرحمن]] وليس المراد باليوم هنا ما نعرفه من طلوع الشمس إلى غروبها، بل المراد به كل وقت فيشمل الساعات والدقائق والثواني وأجزاءها المتناهية في الصغر، فكم يخلق في أصغر جزء من الثانية في العالم العلوي والسفلي كله، وكم يميت وكم من حاجة يقضيها، وكم ينبت من الزرع، وكم ييبس منه، وكم يشبع وكم يجيع، وكم يكسو، وكم يعري، وكم يعز وكم يذل، وكم يغني وكم يفقر، وكم من قوي يضعفه، وكم من ضعيف يقويه، وكم من مريض يشفيه، وكم من صحيح يمرضه ويسقمه، وكم من كربة ينفسها، وكم من مصيبة ينزلها بخلقه، وكم ...وكم... وكم وكم؟ كل ذلك وغيره مما لم يمكن أن يحصيه ويحيط به إلا العليم القدير، إنما يقول له: { كُنْ فَيَكُونُ } لا إله إلا هو.
قال سيد قطب رحمه الله: "وهوـ سبحانه ـ كل يوم هو في شأن. وهذا الوجود الذي لا تُعرف له حدود، كله منوط بقدره، متعلق بمشيئته، وهو قائم بتدبيره. هذا التدبير الذي يتناول الوجود كله جملة، ويتناول كل فرد فيه على حدة؛ ويتناول كل عضو وكل خلية وكل ذرة. ويعطي كل شيء خلقه، كما يعطيه وظيفته، ثم يلحظه وهو يؤدي وظيفته. هذا التدبير الذي يتبع ما ينبت وما يسقط من ورقة، وما يكمن من حبة في ظلمات الأرض، وكل رطب وكل يابس. يتبع الأسماك في بحارها، والد
|
|