﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


الحكمة في عدم استئصال هذه الأمة كلها تعود إلى أمرين:

الحكمة في عدم استئصال هذه الأمة كلها تعود إلى أمرين:
الأمر الأول: أن هذه الأمة لا بد أن يبقى فيها من يعبد الله لا يشرك به شيئاً، ويطيع أوامره وينتهي عما نهاه الله تعالى عنه، كما جاء في حديث المغيرة بن شعبة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين، حتى يأتيهم أمر الله وهم ظاهرون) [رواه البخاري (3/1330) ومسلم (6/335).]
الأمر الثاني: أنه يترتب على استئصال هذه الأمة خلو الأرض ممن يعمرها معنوياً بعبادة الله؛ لأن الإسلام هو خاتم الأديان، والرسول صلى الله عليه وسلم، هو خاتم الرسل، وهذه الأمة هي آخر الأمم، وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه (لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله، الله) [صحيح مسلم (2/146).]
فإذا عُلم أن الله تعالى يعاقب من عصاه، ويثيب من أطاعه، ولا يساوي بين الفريقين، أحدث ذلك للإنسان العاقل، وبخاصة المسلم الخشية من عقاب ربه يوم لقائه، والخشية والرهبة والخوف منه تعالى من أهم أسباب الخشوع والإخبات له، كما قال تعالى: {وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفاً (59)} [3]
ومعلوم أن العصاة الكفرة لا يخافون عقاب الله، وإنما يخافه عباده المؤمنون، وهل يستوي هؤلاء وأولئك؟: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (9)} [4]
وتأمل الآيتين الآتيتين، كيف ذكر الله تعالى فيهما أن القرآن لو أنزل على أصلب ما في الأرض، وهي الجبال، لخشعت وتصدعت، من خشيته والرهبة منه، بعد أن نفى استواء أصحاب النار وأصحاب الجنة؟!
فقال تعالى: {لا يَسْتَوِي أَصْحَابُ النَّارِ وَأَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ الْفَائِزُونَ (20) لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (21)} [5]
فيجب أن يستحضر المؤمن دائماً عقاب الله لمن عصاه في الدنيا والآخرة، ليحدث عنده الخوف والخشية والرهبة منه، كما يطمع في رحمته وثوابه، ليعينه ذلك على الخشوع والإخبات له: {إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165)} [6] {فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِباً وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40)} [7]
ولكنه تعالى لا يعاقب أمة من الأمم ولا ينتقم منها في الدنيا والآخرة إلا بعد إقامة الحجة عليها، كما قال تعالى: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ(59)} [8]
وقال تعالى: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً (15)} [3]
تلك إشارات يسيرة قُصِد بها التنبيه على أن استحضار عظمة الله تعالى من تدبر كتابه المقروء، والإكثار من التعبد له بأسمائه وصفاته، والتفكر في كتابه الكوني المفتوح، إن من استحضر تلك العظمة يكون دائم الإخبات والخشوع له في كل وقت وحين.
1 - رواه البخاري (3/1330) ومسلم (6/335).
2 - صحيح مسلم (2/146).
3 - الإسراء
4 - الزمر
5 - الحشر
6 - الأنعام
7 - العنكبوت
8 - القصص
9 - الإسراء



السابق

الفهرس

التالي


16124496

عداد الصفحات العام

3111

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م