﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


السبب الأول: الغفلة عن ذكر الله والاشتغال باللهو واللعب:

السبب الأول: الغفلة عن ذكر الله والاشتغال باللهو واللعب:
والغفلة قسمان:
القسم الأول: غفلة تامة:
وهي التي تغطي على منافذ الهداية عند الإنسان تغطية كاملة، فلا يلتفت الغافل إلى ربه ليهتدي بهداه، كما قال تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنْ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمْ الْغَافِلُونَ (179)}. [1] فهذه غفلة كاملة كما يظهر من الحصر الإضافي في المؤكد بتأكيدين في آخر الآية، وهما تعريف جزئي المبتدأ والخبر، وضمير الفصل الواقع بينهما، وهذه طبيعة الأمم التي كفرت بالله في عهد جميع الرسل، كما هو معروف.
القسم الثاني: غفلة تعتري أهل الإسلام:
وهم يتفاوتون في التأثر بها، فمنهم من قد تعتريهم الغفلة قليلاً، ولكن الله تعالى يوفقهم لمجاهدة أنفسهم فيه، فينجيهم الله منها في غالب حياتهم فيكونون من السابقين المحسنين المقربين إليه، وهم الذين يحافظون على ما أمرهم الله به من فرائض الطاعات ونوافلها، ويبتعدون عن كبائر الذنوب وصغائرها.
ومنهم من يحافظون على الفرائض وعلى ترك الكبائر ويقصرون في بعض نوافل ويتعاطون صغائر الذنوب.
ومنهم من يغويهم الشيطان فيتركون بعض الفرائض، ويعملون بعض الكبائر.
فالقسم الأول ناج من الغفلة إلا ما شاء الله، مستحق عند ربه دخول الجنة.
والقسم الثاني مقتصد فيه غفلة ناج من العقاب.
والقسم الثالث غفلته خطيرة، يدخل تحت مشيئة ربه، إن شاء غفر له ما ترك من الفرائض، وما ارتكب من الكبائر، وإن شاء عاقبه، ثم أدخله الجنة.
فالثلاثة كلهم مشمولون برحمة الله ودخول جناته عند أهل السنة والجماعة، خلافاً للخوارج والمعتزلة في حكمهم على أهل الكبائر بأنهم مخلدون في النار.
ومن أوضح الأدلة على هذا التقسيم قول الله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (32) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (33)}.[2]
وما رواه عبادة بن الصامت رضي الله عنه، قال: "كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، في مجلس، فقال: (تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تزنوا، ولا تسرقوا، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق. فمن وفى منكم فأجره على الله. ومن أصاب شيئاً من ذلك فعوقب به، فهو كفارة له، ومن أصاب شيئاً من ذلك فستره الله عليه، فأمره إلى الله، إن شاء عفا عنه وإن شاء عذبه).[البخاري (1/14) مسلم (11/184).والأدلة على ذلك كثيرة جداً، ذكرت بعضها في رسالة: "التكفير والنفاق ومذاهب العلماء فيهما".]
والذي ينجي المؤمنين من الغفلة مجاهدة أنفسهم منها بتلاوة القرآن والإنصات له وتدبره، والإكثار من ذكر الله، كما قال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (204) وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنْ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلا تَكُنْ مِنْ الْغَافِلِينَ (205)}. [1]والآيتان، وإن نزلتا في شأن الصلاة، فالعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، كما هو معلوم عند أهل العلم.
ويدخل في هذا السبب مجالسة الغافلين عن الله الذين قست قلوبهم، والغافلون الذين غلف قلوبهم رانُ الفسوق والعصيان، والتأثر بأعمالهم التي يتبعون فيها خطوات الشيطان، وبخاصة ما نجم في عصرنا هذا من وسائل الإغراء بالبعد عن الله، في وسائل الإعلام المتنوعة المضللة الفاسدة التي غزت العقول بالأفكار المنحرفة والعقائد الملحدة، وملأت القلوب بحب أدناس المعاصي والفواحش والمنكرات، فقد نهى الله تعالى المؤمنين أن يجالسوا الكفار والمنافقين الذين يكفرون بآياته ويستهزئون بها، قال تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً(140)}.[5]


1 - الأعراف
2 - فاطر
3 - البخاري (1/14) مسلم (11/184).والأدلة على ذلك كثيرة جداً، ذكرت بعضها في رسالة: "التكفير والنفاق ومذاهب العلماء فيهما".
4 - الأعراف
5 - النساء



السابق

الفهرس

التالي


16124471

عداد الصفحات العام

3086

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م