﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


السبب الثالث: إفساد أرباب الفسق والفجور:

السبب الثالث: إفساد أرباب الفسق والفجور:
سبق في السبب السادس من الأسباب التي تعين المسلم على استحضار الخشوع، قولُ الله تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً (27)}. [1] وقد أحرز الذين يتبعون الشهوات في هذا العصر من الوسائل التي يمارسون بها شهواتهم وينشرونها بين الناس ويغرونهم بها ما لم يحرزه أمثالهم من أهل الفسق والفجور في العصور الغابرة، من الجرائد والمجلات وغيرها من الكتب المطبوعة، ومن الأجهزة التي أصبحت ميسرة لغالب أهل الأرض، مثل أشرطة الكاسيت وأشرطة الفيديو وأقراص "C.D" والفضائيات والشبكة العالمية "الإنترنت" والهواتف الثابتة والمحمولة المتنوعة، وما تحتويه من نوافذ الاتصالات..
ومما يقوي قادة وسائل نشر المعاصي والمنكرات التي تبعد عن الله، الدعم المالي والمعنوي من دول وشركات عالمية، تتعمد التخطيط لإفساد شباب المسلمين وشاباتهم، وتلهيتهم بذلك حتى لا يفكروا في مصالح شعوبهم الاقتصادية والاجتماعية والصناعية وغيرها مما يمكن المسلمين من التقدم والقوة.
ولهذا تمكن الذين يريدون غير ما أراد الله تعالى من تعاطي الفسق والشهوات ونشرهما بين الناس في عصرنا، ما لم يتمكن منه أسلافهم من قبل، فانتشرت بذلك أسباب الفواحش بين المسلمين رجالاً ونساءً، صغاراً وكباراً، وألهتهم عن ذكر الله وتلاوة كتابه، وكرهت إليهم طاعة الله وحببت إليهم الفسوق والعصيان، فتحقق في قادتهم الذين أضلوهم بهذه الوسائل، قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ(19)}. [2]
فلم يفقد غالب هؤلاء الخشوع الذي حث المسلمين إلى التحقق به كتابُ الله وسنة رسوله فقط، بل فقد الكثير منهم صلتهم بربهم وعبادتهم له، مفضلين عليها صلتهم بعدوه وعدوهم الشيطان واتباع خطواته.
والعلاج الناجع لمنع هذا السبب والقضاء عليه، هو توبة القادة المخططين ممن بيدهم الحل والعقد في البلدان الإسلامية، من دعم هذا المنكر والفساد، بل الواجب عليهم مع التوبة زجر متعاطيه، لما فيه من أعمال تبعد الناس عن طاعة الله وتغريهم بمعاصيه، وتكون سبباً في إنزال بأسه الذي يعم الصالح والطالح: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (25)}.[3]
كما يجب على المشرفين على تلك المناهج المفسدة، أن يتوبوا كذلك، فإن باب التوبة مفتوح، والله تعالى يأمر عباده بالتوبة ويفرح بتوبتهم إليه، ويبدل سيئاتهم حسنات.
قال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)}.[2] وقال تعالى: {إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (70)}.[5]
ونهى الله عباده عن القنوط من رحمته تعالى ولو كثرت ذنوبهم، ووعدهم بمغفرتها، كما قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)}.[6]
وروى أَنَس بن مَالِكٍ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (للَّهُ أَفْرحُ بتْوبةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ سقطَ عَلَى بعِيرِهِ وقد أَضلَّهُ في أَرضٍ فَلاةٍ...) الحديث..[مسلم (17/53).]
وعلى عامة المسلمين أن يهجروا هذه الوسائل المفسدة ويقوا أنفسهم وأسرهم شرها، وبخاصة في المواسم الفاضلة، كرمضان، الذي يضاعف الله فيه الحسنات، ويضاعف الذين يريدون الشهوات والميل العظيم إليها غير ما أراد الله، من مناهج (برامج) الصد عن رضاه:
http://al-rawdah.net/r.php?sub0=rahalat&sub1=a5_hadath&p=81&key.
ومن المسؤول؟:
وكأني بالقارئ المسلم الذي قد اصطلى بنار تلك السموم في نفسه أو في أهل بيته وأولاده وأحس بالندم على ما أصابهم من إفساد قساة القلوب الذين كانوا من أهم أسباب غفلتهم عن ذكر الله وتعظيمه، والخشية منه والخشوع له والاطمئنان إلى جنابه، كأني بالقارئ يقول لي: ومن المسؤول عنا وعن بُعدنا عن ربنا ووقوعنا فيما نحن فيه من غفلة واتباع للقدوات السيئة التي اجتالتنا عن فطرنا السليمة التي خلقنا الله عليها؟
والجواب: إن المسئولية عامة شاملة:
أولها: المسئولية الفردية:
فكل إنسان عاقل مختار بلغه شرع الله مسؤول مسؤولية كاملة عن نفسه، ولا يسأل عن عمل غيره. قال تعالى: {مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً (123) وَمَنْ يَعْمَلْ مِنْ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً (124)}. [1]
وقال تعالى: {إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (16)}. [9]
وقال تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَه(8)}.[10]
فلا ينال أحد ثواب مَن عمل خيراً غيره، ولا يعاقب أحد على عمل مَن عمل شرا غيره، قال تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى (39) وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى (40) ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى (41)}.[11]
وقال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ(12)}.[12]
إلا أن دعاء الولد الصالح لأبيه ينفعه، لحديث أبي هريرة؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة) ـ ومنها: (أو ولد صالح يدعو له). [مسلم (11/71).]
فالواجب على كل مسلم أن يسعى إلى اتخاذ الأسباب التي تقربه إلى ربه، ومنه لين قلبه وخشوعه له، وطلب الشفاء لقلبه من القسوة والران، ولا يستجيب لمن يدعوه إلى خطوات الشيطان ومعاصي الله تعالى.
ثانيها: كل من كلفه الله مسئولية عن غيره من أرباب الأسر وولاة الأمر: مهما كبرت مسئوليتهم أو صغرت، هم مسئولون عن أنفسهم وعمن كلفهم الله تعالى رعايتهم، فكل ولي أمر مسئول عن عمله، وهو يشمل ما كلفه الله إياه من تلك الرعاية، لأنه مسئول عنه شرعاً، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ(6)}. [14]
والذي يبدو من هذه الآية أن معناها أعمَّ مما قد يفهمه البعض من ظاهرها من كلمة {أهليكم} فلرب الأسرة أهله، ولكل ولي أمر أهله؛ لأن كلاً منهم مسئول عن رعيته، ولعل القرطبي رحمه الله أشار إلى هذا المعنى إشارة مختصرة في تفسير الآية المذكورة، إذ قال: "فعلى الرجل أن يصلح نفسه بالطاعة، ويصلح أهله إصلاح الراعي للرعية. ففي صحيح الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فالإمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عنهم والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم...).. الحديث.[الجامع لأحكام القرآن (18/194) والحديث في صحيح البخاري (1/303) ومسلم (12/168).]
ويؤخذ هذا المعنى من كلامه من وجهين:
الأول: تشبيهه لإصلاح الأهل بإصلاح الراعي للرعية.
الثاني: استدلاله بالحديث الدال عموم الرعاة ورعاياهم، وللكاتب رسالة خاصة في بيان بعض معاني الحديث الذي هو من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم، بعنوان "المسئولية في الإسلام".
فولاة أمور المسلمين مسئولون عن رعيتهم، في اتخاذ الأسباب التي تقرب رعاياهم إلى الله، ومحاربة الأسباب التي تبعدهم عن ربهم، وهم يثابون على ما يعملون بأنفسهم من الخير، ويثابون على ما يعملونه من الخير لرعاياهم؛ لأنه من عملهم، فإذا تعاطو عكس ذلك فهم آثمون إثمين كذلك.
ودليل ذلك في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، أما القرآن فقد دل عليه قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (12) وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (13)}.[12]
فالآيتان وإن كانتا تتعلقان بالكفار ومن يضلونهم، تتناولان كل من أضلَّ غيره من كافر أو مسلم، فقد نفى الله تعالى في الآية الأولى حمل المضِلِّين أوزار من أضلوهم، وكذَّبهم في ذلك، ثم عاد في الآية الثانية، فأثبت عليهم حَمل أوزار أخرى مع أوزارهم التي باشروها؛ لأنهم تسببوا في أوزار من أضلوهم وتسببهم في ذلك كالعمل المباشر، وقد بيَّن ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، في حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه: (من سن في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها، وأجر من عمل بها بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء). [مسلم (7/87).]
فما يحدث اليوم من الدعم المادي والمعنوي للفضائيات المفسدة للأفكار والعقول زالمتعمدة للكذب والمتسببة في قسوة القلوب، أو غيرها من وسائل الإعلام التي تدعو الناس إلى الأخلاق الفاسدة والشهوات المحرمة، وتفسد الأجيال الإسلامية بمناهجها المعدة أساساً من أعداء الإسلام، وبخاصة اليهود، هؤلاء يتحملون أوزارهم ومثل أوزار من أضلوهم إلى يوم القيامة.
فإذا لم يجاهد المؤمن نفسه باستمرار على تقوية إيمانه وكثرة ذكره لله والإخبات له، ألهاه الشيطان مع طول المدة عن ذكر الله واستجاب لوساوسه واتباع خطواته، فطال عليه الأمد وقسا قلبه، ولهذا عاتب الله المؤمنين على قسوة قلوبهم وعدم مجاهدتهم للمحافظة على خشوعها، وحذرهم من مشابهتهم أهل الكتاب الذين قست قلوبهم بسبب الغفلة عن مجاهدتها على الخشوع: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنْ الْحَقِّ وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمْ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (16)}. [18]
قال ابن مسعود رضي الله عنه: "ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية: { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ} إلا أربع سنين". [مسلم (18/127). والآيات من سورة 18.]
وإذا كان هذا الزمن ـ أربع سنين ـ الذي قلَّ فيه خشوع بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد كانوا يتلقون التزكية من قدوتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما بالنا اليوم مع قلة المزكين القدوات، وكثرة المفسدين الذين لا تخلو أي جهة من جهاتنا منهم، كزعيمهم الشيطان؟!
قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير الآية: "وهذا فيه الحث على الاجتهاد على خشوع القلب لله تعالى، ولما أنزله من الكتاب والحكمة، وأن يتذكر المؤمنون المواعظ الإلهية والأحكام الشرعية في كل وقت، ويحاسبوا أنفسهم على ذلك، {وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ} أي: ولا يكونوا كالذين أنزل الله عليهم الكتاب الموجب لخشوع القلب والانقياد التام، ثم لم يدوموا عليه، ولا ثبتوا، بل طال عليهم الزمان واستمرت بهم الغفلة، فاضمحل إيمانهم وزال إيقانهم {فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} فالقلوب تحتاج في كل وقت إلى أن تذكر بما أنزل له الله، وتناطق بالحكمة، ولا ينبغي الغفلة عن ذلك، فإن ذلك سبب لقسوة القلب وجمود العين". انتهى.


1 - النساء
2 - النور
3 - الأنفال
4 - النور
5 - الفرقان
6 - الزمر
7 - مسلم (17/53).
8 - النساء
9 - الطور
10 - الزلزلة
11 - النجم
12 - العنكبوت
13 - مسلم (11/71).
14 - التحريم
15 - الجامع لأحكام القرآن (18/194) والحديث في صحيح البخاري (1/303) ومسلم (12/168).
16 - العنكبوت
17 - مسلم (7/87).
18 - الحديد
19 - مسلم (18/127). والآيات من سورة الحديد.



السابق

الفهرس

التالي


16124494

عداد الصفحات العام

3109

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م