﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


نعيم القبر وعذابه:

نعيم القبر وعذابه:
وقد نهى الله تعالى رسوله صلى الله عليه و سلم، عن الصلاة على المنافقين، وعلى رأسهم عبد الله بن أبي بن سلول، لأن المقصود من الصلاة على الموتى الدعاء لهم بالمغفرة والرحمة في قبورهم وبعد خروجهم منها، وجعل قبورهم رياضاً من رياض الجنة والمنافقون محرومون من ذلك، قال تعالى: {وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ (84)} [1]
وقال تعالى ـ وهو يذكر بعض مراحل خلق الإنسان ـ: {ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ(21)} [2]
وقال تعالى ـ مذكراً خلقه بعبورهم إلى البعث عن طريق المقابر: { أَلْهَاكُمْ التَّكَاثُرُ (1) حَتَّى زُرْتُمْ الْمَقَابِرَ(2)} [3] يذكرهم تعالى بأن ما أشغلوا أنفسهم به من زخارف الحياة الدنيا من الأموال والأولاد وغيرها، ألهاهم عن مقابرهم التي سيزورونها بعد موتهم، فيجدون أن ما ألهاهم عن التفكر فيها وتذكرها كان وبالاً عليهم؛ لأنهم لم يعدوا لها ما يسعدون به فيها من الأعمال الصالحة التي ترضي ربهم عنهم.
ومن الآيات التي استدل بها العلماء على عذاب القبر، قوله تعالى في فرعون وقومه: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ (46)} [4]
قال القرطبي رحمه الله عند تفسير الآية: "والجمهور على أن هذا العرض في البرزخ. واحتج بعض أهل العلم في تثبيت عذاب القبر بقوله: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً} ما دامت الدنيا. كذلك قال مجاهد وعكرمة ومقاتل ومحمد بن كعب كلهم قال: هذه الآية تدل على عذاب القبر في الدنيا، ألا تراه يقول عن عذاب الآخرة: {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}.
ومن الأحاديث الدالة على نعيم القبر وعذابه، ما رواه ابن عمر رضي الله عنهـما، أن رسول الله صلى الله عليه و سلم، قال: (إن أحدكم إذا مات عرض عليه مقعده بالغداة والعشي، إن كان من أهل الجنة، فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار، فمن أهل النار. يقال: هذا مقعدك حتى يبعثك الله إليه يوم القيامة)
[البخاري (1/463) دار إحياء التراث العربي، ومسلم (17/169) دار الكتب العلمية.]
وفي حديث أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه و سلم، قال: (العبد إذا وضع في قبره وتولى وذهب أصحابه، حتى إنه ليسمع قرع نعالهم، أتاه ملكان فأقعداه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل محمد صلى الله عليه و سلم؟ فيقول: أشهد أنه عبد الله ورسوله، فيقال: انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعداً من الجنة). قال النبي صلى الله عليه و سلم: (فيراهما جميعاً).. (وأما الكافر أو المنافق فيقول: لا أدري كنت أقول ما يقول الناس. فيقال: لا دريت ولا تليت ثم يضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنيه فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين) [البخاري (1/448).]
ومعلوم أن المسلم لا يدري ما يختم له ففي حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: "حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم، وهو الصادق المصدوق: (إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوماً، ثم يكون علقةً مثل ذلك، ثم يكون مضغةً مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه ملكاً بأربع كلمات، فيكتب عمله، وأجله، ورزقه، وشقي أم سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، فإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة.. وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار، فيدخل النار) [البخاري (3/1212).]

وهذا يدعوه إلى الخوف المستمر من سوء الخاتمة التي إذا مات عليها استحق عذاب القبر، فيبقى مقبلاً إلى ربه متذللاً خاشعاً يرجوه حسن الخاتمة، والنجاة من عذاب القبر، ولهذا كان الرسول صلى الله عليه و سلم، يكثر من الاستعاذة بالله من عذاب القبر، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما.
و ولذلك يجب أن يحرص على اتخاذ الأسباب الشرعية التي تقربه إلى ربه، لعله يختم له بخير، فيموت وهو مسلم، ويتذكر وصية أبينا إبراهيم وابنه يعقوب عليهما السلام، لأبنائهما بالموت على الإسلام، كما قال الله تعالى: {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132)} [8]


1 - التوبة
2 - عبس
3 - التكاثر
4 - غافر
5 - البخاري (1/463) دار إحياء التراث العربي، ومسلم (17/169) دار الكتب العلمية.
6 - البخاري (1/448).
7 - البخاري (3/1212).
8 - البقرة



السابق

الفهرس

التالي


16124448

عداد الصفحات العام

3063

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م