﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


الوسيلة الثانية عشرة: النوادي.

الوسيلة الثانية عشرة: النوادي.
إن النوادي بأقسامها المتنوعة، من أهم الوسائل التي يمكن لأهل الحق أن يسبقوا بحقهم أهلَ الباطل، إلى عقول الناس فيها سواء أكانت تلك النوادي ثقافية أو اجتماعية أو رياضية أو أدبية، رسمية-كانت-أو شعبية، ولذلك ينبغي أن يسعى أهل الدعوة إلى الله إلى اغتنام أي فرصة تتاح لهم، للدخول في تلك النوادي والاختلاط بأعضائها عن طريق الوظائف أو الاشتراك العضوي، من أجل إبلاغ الحق إلى عقول أهل تلك النوادي بالأساليب المشروعة المناسبة، ولا يجوز لأهل الحق ترك تلك النوادي لأهل الباطل الذين يجعلونها بؤرة لباطلهم.
خطوات استفادة أهل الحق من النوادي:
والخطوات التي يجب اتخاذها لمحاولة استفادة أهل الحق من تلك النوادي كثيرة، ومنها ما يأتي:
الخطوة الأولى: توجيه بعض الشباب المسلم المثقف ثقافة إسلامية جيدة والمربّى تربية إسلامية عالية، إلى الدراسة التي تؤهلهم لقيادة نشاطات تلك النوادي الرياضية والثقافية والأدبية والاجتماعية، حتى يكون تأثيرهم في أعضاء النوادي تأثيرا إيجابيا، لكونهم في مراكز توجيه فيها.
الخطوة الثانية: السعي لتوظيف أولئك الشباب المتخصص في النوادي المناسبة لتخصصاتهم، حتى يكون نشاطهم مشروعا بمقتضى نظمها، وتكون غايتهم غرس الإيمان بهذا الدين في نفوس أعضاء النوادي، وتثقيفهم ثقافة إسلامية تجعلهم واعين بما يحيط بهم، وبكيفية التعامل مع الواقع تعاملا هادئا مؤثرا بدون ضجيج، وبتربيتهم تربية إسلامية تحقق فيهم معنى العبودية لله تعالى والتحلي بالأخلاق الإسلامية العالية، وتحبب إليهم التطبيق العملي للإسلام في أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم.
الخطوة الثالثة: ينبغي أن يفرز عدد مناسب من الشباب الإسلامي المتربي على الإسلام، ليكونوا أعضاء في تلك النوادي من أجل التأثير في أعضائها بمعاني الإسلام.
الخطوة الرابعة: ينبغي أن يخطط أهل الحق لإبلاغ الحق إلى أعضاء النوادي، بكل الطرق والوسائل المشروعة المتاحة، من كتيبات ونشرات وصحف ومجلات إسلامية، وشُرُطْ كاسيت أو فيديو لتحقيق أهداف الدعوة الإسلامية في الأعضاء.
الخطوة الخامسة: يجب أن يعد أعضاء النوادي لحمل الدعوة الإسلامية إلى زملائهم في النوادي الأخرى، سواء كان في نفس بلدانهم أو في البلدان الأخرى إسلامية كانت تلك البلدان أو غير إسلامية.
وقد أصبحت الفرق الرياضية وغيرها في هذا العصر تجوب العالم كله للاشتراك في المسابقات الدولية، ولو أن هذه الفرق التي تنفق على تدريبها الأموال الكثيرة اعتني بها في الثقافة الإسلامية والتربية الإسلامية الشاملة، وحببت إليها الدعوة الإسلامية، والتزمت بالإسلام فكانت قدوة حسنة لغيرها، لكان لها أثر عظيم في نشر الإسلام وإظهار محاسنه، ولكانت من أهم وسائل إبلاغ الحق والسبق به إلى عقول الناس، وهكذا الفرق الثقافية والاجتماعية وغيرها.
الخطوة السادسة: ينبغي أن تهتم الجماعات أو الجمعيات الإسلامية بإنشاء نواد شعبية متنوعة، كتلك النوادي الرسمية أو شبه الرسمية، وتضع لها الأهداف والخطط والوسائل الممكنة، لتؤدي الدور المطلوب الذي قد يصعب تحقيقه في النوادي الرسمية، وإذا تعذّر إنشاء مثل هذه النوادي الشعبية في مَقَارَّ-جمع مقر-معينة لأسباب مادية وعسر في النفقات أو أمنية، كعدم إذن الجهات الرسمية-المحاربة للدعوة الإسلامية-بذلك، فينبغي إنشاء نواد مفتوحة متنقلة في الحدائق العامة أو الملاعب الشعبية، وهي الساحات التي توجد في الحارات أو في أطراف القرى والمدن تقام عليها المسابقات الرياضية المتنوعة بما أمكن من الأدوات والتخطيط.
وكثير من الشباب يفعلون ذلك بأنفسهم، ويمكن للشباب الإسلامي أن يختلط بهم ويشاركهم في نشاطهم، ويتخذ الأساليب والوسائل المناسبة لهدايتهم وتربيتهم وحفظهم من الضياع، بترتيب أوقاتهم في هذه النشاطات، وفي المحافظة على الصلوات في أوقاتها، وفي استذكار دروسهم وتحسين العلاقات معهم حتى تحصل الثقة بهم وقبول التوجيه منهم.
فالشباب المشتركون في هذه النشاطات يؤثر بعضهم في بعض أشد من تأثير غيرهم ممن لا يشاركهم في النشاطات، وبخاصة إذا أُحْسِنَتْ مداخل خطابهم في كل نشاط بما يناسبه من الموضوعات الإسلامية، كالفروسية وارتباطها في الإسلام بأهدافها العليا، كإعداد القوة للجهاد في سبيل الله ورفع راية الإسلام...
الخطوة السابعة: ينبغي أن يبتعد من يريد هداية الشباب في تلك النوادي، عن الدعوة إلى الحزبيات الضيقة التي تصدع صف المسلمين وتحدث التنازع بينهم، وأن يغرسوا في نفوسهم-فقط-الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين، حرصا على جمع كلمة المسلمين تحت راية [لا إله إلا الله محمد رسول الله] وعملا بقول الله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا...}. وقوله تعالى: {ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم}. وفي تطبيق هذا الأمر فائدتان
الفائدة الأولى: ما سبق من اجتماع الكلمة واتقاء التنازع.
الفائدة الثانية: سد الباب على دعاوى من يضيقون ذرعا، بالتمسك بالإسلام، حيث يحاربون من يتمسك به، بحجة الدعوة إلى الحزبية.




السابق

الفهرس

التالي


15251382

عداد الصفحات العام

176

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م