﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


خاتمة

خاتمة
إن ما ذكر من أثر الإيمان في حياة الإنسان – فردا كان أو جماعة – إنما هو أمثلة تشير إلى ما هو أشمل ، والأصل أن حياة المسلم كلها ونشاطه كله وتصرفاته جميعها إيمانا وإسلاما لله تعالى : ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين (
وقد تحققت هذه المعاني كلها في أكمل صورها في حياة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن تبعهم بإحسان ن فكانت واقعا يراه الناس فتاقت نفوسهم إليه وتحركت مشاعرهم لتطبيقه ، فتحولوا من دينهم يهودا ونصارى ومشركين وظلمة جبارين معادين لهذا الدين ، إلى مؤمنين أتقياء عدول رافعين راية الإسلام ناشرين دعوته محبين لأهله .
وما لم تتحقق هذه المعاني في حياة المسلمين أو في جماعة منهم فيراها الناس تتحرك بهذا الدين ، كما رأت الأمم السابقة سلفنا الصالح يتحركون به ، فإنها ستبقى تدعي الإسلام دعوى تحتاج إلى دليل يقنع الناس أن هذا الدين حق يجب الدخول فيه .
لا بل إن واقع كثير من المسلمين اليوم ، ليشوه حقيقة الإسلام وينفر الناس منه ، لأن الناس يفسرون – زورا – الإسلام بواقع المسلمين السيئ .
والذي يفهم الإسلام على حقيقته من أعدائه ، كالمستشرقين والمنصرين ، يخفون محاسنه ، وما أقل من ينصف الإسلام منهم .
ولهذا فإن أحكامه العادلة ، وأخباره الصادقة ، وأخلاقه السامية يجب أن يراها الناس حية تعيش في الأرض في تصرفات أهل هذا الدين وحياتهم ، فذلك هو الشرح العملي للإسلام والدعوة المؤثرة في الناس .

ولقد سئلت عائشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت للسائل : ألست تقرأ القرآن ؟ قال : قلت بلى قالت فإن خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم كان القرآن . [صحيح مسلم ( 1/513 )]
وفي مسند الإمام أحمد عن الحسن عن سعد بن هشام بن عامر قال أتيت عائشة فقلت يا أم المؤمنين أخبريني بخلق رسول الله صلى الله عليه وسلم . قالت : كان خلقه القرآن أما تقرأ القرآن ؟ قول الله عز وجل : ( وإنك لعلي خلق عظيم ( قلت : فإني أريد أن أتبتل قالت لا تفعل أما تقرأ : ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ( فقد تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ولد له . [المسند رقم 24759]
والمعنى الذي قصدته عائشة رضي الله عنها ، أن حقيقة الإسلام كانت واضحة في واقع حياة الرسول صلى الله عليه وسلم ، وأن أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم محفوظة في القرآن ، ويفهم من هذا شمول الخلق لكل الأحكام الشرعية ، وليست خاصة بما اشتهر من قَصْر الأخلاق على بعض الصفات الحميدة ، كالصدق والأمانة والكرم .. ، ونحو ذلك من المعاملات الحسنة .
وأن لذي يريد الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم ، لا ينبغي له أن يتعاطى في أعماله الغلو والشدة ، ولا التفريط والتقصير ، وعليه أن يفقه كتاب الله الذي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يطبقه في حياته ، وسنته التي حكمها حكم القرآن في وجوب العمل بها . والله نسأل أن يهدينا سواء السبيل ، ويمنحنا طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، والحمد لله رب العالمين .





السابق

الفهرس

التالي


15251842

عداد الصفحات العام

636

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م