﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


أستبعد ذلك جداً، وأراه ممكناً جداً!

أستبعد ذلك جداً، وأراه ممكناً جداً!
وقال الأخ أشرف الخبيري: إنه قام بزيارته لإحدى المدارس الثانوية في مدينة ستوكهولم، لإلقاء محاضرة عن الإسلام، بناء على طلب المسؤولين في المدرسة، وقبل إلقاء المحاضرة بقليل جلس مع مدرس مادة الدين ودار بينهما حوار قصير، قال فيه ذلك المدرس: إن أستاذه أخبره أن السويد ستكون بلداً إسلامياً سنة (2200م) فقال له الأخ أشرف: هل كان أستاذك يمزح؟ قال: بل كان يعني ما يقول.
قلت للأخ أشرف: أنا أستبعد ذلك جداً، وأراه ممكناً جداً!
قال: كيف؟.
قلت: أستبعد ذلك إذا بقي وضع المسلمين على ما هو عليه الآن، على مستوى دول شعوبهم كل دولة على حدة، وعلى مستواهم العالمي، وكذلك إذا بقي المسلمون في أوروبا من الجاليات، على حالهم المؤسف من البعد عن الإسلام، ومن عدم الاهتمام بأولادهم، وإذا بقي المسؤولون عن الدعوة الإسلامية في أوروبا على وضعهم الحالي، من عدم التخطيط والتنظيم لدعوة غير المسلمين إلى الإسلام، فإن الله قد جعل لكل شيء سبباً، ورتب النتائج على أسبابها، وإن كان قادراً سبحانه أن يقول للشيء كن فيكون.
وأما كوني أرى ذلك ممكناً جداً، فإن ذلك مبني على تغير الأمور إلى الأحسن في الشعوب الإسلامية، بحيث تصبح الدعوة إلى الإسلام شغلها الشاغل في الداخل وفي الخارج هي وحكوماتها، بدلاً من الاشتغال بالأمور التافهة التي لا تعرف الآن غيرها أكثر الشعوب الإسلامية وحكامها.
وهذا الأمر لا يمكن الوصول إليه إلا إذا عادت الشعوب الإسلامية وحكامها معا إلى الله، وطبقت الحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وكذلك أن تتحول تلك القطعان الضائعة من المسلمين في أوروبا إلى أمة مسلمة، تعتز بدينها وتتفقه فيه وتطبقه وتحافظ على أبنائها تعليما وتربية، ويضع المسؤولون عن المراكز الإسلامية، تخطيطاً وتنظيماً لنشر الإسلام بالتعليم والتربية بين المسلمين في أوروبا، وبخاصة المسلمين من أهل البلد وكذلك لنشر الدعوة بين غير المسلمين، عندئذ سيرى السويدي ـ والأوربي بصفة عامة ـ الإسلام واضحاً في سلوك أهله، فيثبتون بالقدوة الحسنة أنه الدين الحق الذي سينقذ البشرية كلها من الضياع ويهديها إلى الصراط المستقيم ويحل لها مشكلاتها المختلفة.
وإذا كان الأمر كذلك فما المانع أن تصبح السويد كلها إسلامية كما أصبحت شعوب بأكملها في جنوب شرق آسيا وفي أفريقيا.
ولا يلتفت لقول المستشرقين الحاقدين على الإسلام: إن أهل جنوب شرق أسيا وأهل أفريقيا، إنما دخلوا في الإسلام لضعف مستواهم الديني والثقافي والحضاري، وإن أهل أوروبا مستواهم عالٍ في الدين، لأن عندهم ديناً سماوياً، وعالٍ في الثقافة والحضارة المادية، فإن دين الإسلام أعلى من كل دين، وثقافته أعلى من كل الثقافات، وهو الدين الذي يدعو إلى عمارة الأرض واستغلال ما أودعه الله في الكون لصالح البشرية في السماوات والأرض.
وإنما يظن الأوربيون ذلك الظن، لما يرون من ضعف المسلمين بسبب بعدهم عن دينهم، وعدم اعتزازهم به، ولو رأوا راية الإسلام خفاقة في الأرض وشرع الله مطبقاً فيها، لرأوا الأمر يختلف تماماً عن هذا التصور الخاطئ.
والتجربة في عصور الإسلام الأولى تثبت ذلك من بحر الصين إلى المحيط الأطلسي، وإلى مشارف شمال غرب أوروبا وشرقها ووسطها.
والحق أن المستشرقين يعلمون هذا الأمر، لأنهم درسوا الإسلام - في الغالب - دراسة واعية، وقد صرح كثير منهم بأن الإسلام هو الذي يخشى منه أن يقضي على قوة الغرب، لما فيه من قوة إيمانية واستعداد لعمارة الكون، وهذا هو سبب حربهم له في عقر داره.
ولكن هؤلاء المستشرقين يدعون تلك الدعوى لأمرين:
الأمر الأول: حث الأوربي على الاعتزاز بدينه الكاسد الذي لم يعد أغلبهم يلقي له بالا بدليل أن كثيراً من كنائسهم تباع للمسلمين وتحول إلى مساجد، والاعتزاز بثقافته وحضارته، حتى لا يدخل أهل أوروبا في هذا الدين فتصبح إسلامية.
والأمر الثاني: تيئيس المسلمين من أن تكون أوروبا يوماً من الأيام إسلامية.
ولكن الله غالب على أمره، وعلى المسلمين أن يقوموا بواجبهم وما النصر إلا من عند الله.
ومما ذكره لي الأخ أشرف أن جارة له كانت تعمل في الكنيسة لمدة عشرين سنة بنشاط، وهي خطيبة مؤثرة، ودار بينه وبينها نقاش حول الإسلام والنصرانية، والقرآن والإنجيل، وفتح الله قلبها للإسلام فأسلمت، وعمرها أربعون سنة، في أكتوبر سنة 1986م، وكتبت مقالة بعنوان: طريقي إلى الإسلام، وبدأت تدعو إلى الإسلام، ولم يوجد شخص مسلم مناسب لسنها ليتزوجها، فتعرفت على مسلم صوفي سويدي وتزوجها، وظهر أنه يستعمل الحشيش، وينتسب إلى فرقة صوفية يعقد أصحابها حلقات يسمونها الحضرة ويسكنون في مكان ناء، ويزعم هو وجماعته أنهم مجتمع إسلامي. [1].
سيأتي لقاء آخر مع الأخ أشرف الخبيري في ستوكهولم بتاريخ: الخميس: 19/12/1407هـ.
1 - وأخبرني الأخ أشرف في اجتماعي به في ستوكهولم أنها فارقت زوجها بعد أن عرفت الحقيقة



السابق

الفهرس

التالي


11543406

عداد الصفحات العام

864

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م