﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


جرذان الدعوة!

جرذان الدعوة!
كنت في صباح هذا اليوم منتظراً مجيء الأخ فيصل أبي يوسف وخطرت لي خاطرتان، كنت أحاول أن أسجلهما وربما أشرت إليهما من قبل إشارات عابرة، ولكن لعظم فائدتهما رأيت أن أسجلهما هنا:
الأولى تتعلق ببعض الذين رزقهم الله - ابتلاء لهم - بدراسة الشريعة الإسلامية في الجامعات الإسلامية، أو في بعض المساجد، ونصبوا أنفسهم للدعوة إلى الله، ورزقهم إضافة إلى العلم بدين الله مالاً يقتاتون به ويسيرون به حياتهم باسم الدعوة إلى الله، ولكنهم لم يشكروا الله على هاتين النعمتين - ونعم الله غيرهما لا تحصى -فيخلصوا لله أعمالهم ويجتهدوا في القيام بالدعوة إلى الله: الدعوة الصادقة التي لا يُقصَد من ورائها مال ولا جاه ولا منصب ولا قرب من أحد، بل استغلوا النعمتين معاً لمزيد من طلب الدنيا والحصول على حطامها والتقرب لبعض من يظنون أنه سيكون سبباً في إيصال شيء من ذلك إليهم، واتخذوا وسائل دنيئة لذلك التقرب، هذه الوسائل هي: الوقيعة في أعراض دعاة الإسلام ونبزهم بما ليس فيهم والوشاية بهم، وإيجاد الأحقاد في النفوس عليهم، ومحاولة سد الأبواب التي قد تعينهم على القيام بدعوتهم في وجودهم، أي أنهم يزاولون الأعمال التي تفرق كلمة المسلمين، وتضعف التعاون بينهم لنشر الإسلام وتقوية الدعوة إلى الله، بدلاً من تقوية ذلك باتخاذ وسائل جمع الكلمة وإيجاد المحبة بينهم وجعلهم يتعاونون على البر والتقوى.
إنهم بدلاً من أن يكونوا دعاة إلى الإسلام، اتخذوا النميمة والغيبة والجاسوسية مهنة للارتزاق!
وبدلاً من أن ينصحوا لمن يأتمنهم، فينقلوا له الحقائق الثابتة والمعلومات النافعة، خانوا الأمانة فوافوه بكلام مزيف، وزينوا له القبيح وقبحوا له الحسن، إنهم ليسوا من رجال الدعوة، وإنما هم جرذان يسعون في إفسادها، لأنهم يفسدون ما هو صالح، ولا يصلحون ما هو فاسد.
وقد يجدون من يظن فيهم الصلاح أو يوافق صنيعهم هوى في نفسه فيبني على الرمال قصوراً، ويغترف من السراب الخادع ماء زلالاً.
والواجب على المؤسسات الإسلامية أن تحتاط وتسبر غور الأشخاص الذين ترسلهم للدعوة إلى الله، ولا تكتفي بمجرد الكلام المزوق الذي يطلقونه، ليوهموا أهل الخير بغيرتهم على الإسلام، وقدرتهم على نشره وإفادة العالم به.
فما أكثر المخادعين الذين ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر‍! ثم إذا علموا أنهم صالحون حسب الظاهر، فلا يغتروا بتقاريرهم عن الناس التي يملئونها بالطعن في فلان وعلان. فقد يتخذون ذلك وسيلة للوصول إلى مآربهم وتحقيق أحقادهم في الإضرار بمن هو أنفع للدعوة وأصلح للمسلمين منهم، والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ }.
والخلاصة أن الجرذان لا تتخذ في المنازل لإصلاح الأثاث، لأنها تفسده، وكذلك الخونة لا يجوز أن يتخذوا دعاة للإسلام، لأنهم يفسدون الدعوة! هذه هي الخاطرة الأولى.



السابق

الفهرس

التالي


11543094

عداد الصفحات العام

552

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م