﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


تنبيهان مهمان:

تنبيهان مهمان:
الأول: شدة حب الناس للعرب وتقديرهم لهم يظهر ذلك في الترحيب الحار بهم واحترامهم.
وسبب هذا الاحترام أن العرب هم الذين قام هذا الدين على أكتافهم في أول الأمر، والقرآن نزل بلغتهم والرسول صلى الله عليه وسلم منهم.
ولو أن العرب التزموا هذا الدين وطبقوه في حياتهم ولم يتخلوا عنه إلى غيره من المبادئ والمذاهب الهدامة في أغلب الدول العربية، لكانوا قدوة حسنة للعالم المتعطش إلى تطبيق هذا الدين، ولما كانوا فتنة لهم بأعمالهم السيئة، ولوجدوا العالم الإسلامي كله ينصرهم في قضاياهم التي أنهكتهم وأذلتهم، وبخاصة قضية فلسطين التي صمم هؤلاء العرب على جعلها قضية عربية بحتة ولا يذكرونها في المناسبات الإسلامية إلا على استحياء.
فمتى يفيق العرب من نومهم ويتمسكوا بدين الله ويجمعوا حوله العالم الإسلامي ليكون ردءاً لهم في نصر الحق؟!.
الثاني: شدة تدين جموع المسلمين ـ وبخاصة الشباب ـ وعندهم عواطف إسلامية طيبة، يحبون الإسلام وانتشاره وقيامه في الأرض، ولكن هذه الجموع يغلب على كثير منها الجهل بالإسلام، والمتعلمون علمهم سطحي لا يفقهون به الإسلام حق الفقه، ولا يفقهون عصرهم وما يدور فيه من سياسة واقتصاد، وما يحاك ضدهم من مؤامرات، وما يجب عليهم أن يعملوه للإسلام ونصره والوقوف ضد أعدائه، ولو يسر الله لها من يجتهد في توعيتها توعية إسلامية ويبصرها بمصالحها وبعدوها، ويغرس في قلوبها الإيمان الصادق، ويربيها على العمل الصالح، لكان لها شأن عظيم في رفع راية الإسلام في الأرض، ولكن طرق التعليم والتربية في العالم الإسلامي لا تؤدي الغرض المطلوب، فبعض الفئات تهتم بالتربية الروحية على غير فقه في الدين، وبعضها تهتم بشيء من العلم دون غيره ولا تهتم بالتربية الإيمانية، فتجد طلاب هذه الفئة عندهم جفاف روحي واهتمام ببعض المشكلات السياسية دون فقه في الدين ولا تربية.
والسبب في ذلك كله أن الأمة الإسلامية لم تجد نموذجاً يجتمع فيه كل ما جاء به الإسلام من علم وتربية ووعي وعمل جاد في الدعوة والجهاد، ولو أن هذه الجماعات التي اهتمت كل منها ببعض جزئيات الإسلام وتخصصت فيها عن علم وفقه وتعاونت مع الجماعات الأخرى فيما اهتمت به وتخصصت فيه، ولم تقف كل منها موقف المعارضة والنزاع، لكان في ذلك كثير من الخير الذي أمر الله تعالى به: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ... } [المائدة: 2] ولكن كثيراً من هذه الجماعات مع تقصيرها فيما قام به غيرها تصر على التنازع مع غيرها وترى أنها قد جمعت في نشاطها ودعوتها كل ما يرضي الله في الدعوة إليه، وأن نشاط غيرها في ذلك لا قيمة له، فوقعت فيما نهى الله تعالى عنه من النزاع المؤدي إلى الفشل ونالت كل جماعة بسبب ذلك ما نالت من الضعف الذي جعل كثيراً من الناس ينفرون من التعاون معها ودعمها، بل لقد سمعت من بعض الشباب الذي كان عضواً فعالاً في بعض الجماعات كلمات تدل على السخط من كل الجماعات الإسلامية ، حيث قال - بعد أن نفر من بعض التصرفات التي لم يتحملها من حيث فهمه لعدم موافقتها لشرع الله ـ : "لقد مللت من تلك التصرفات التي جعلتني أفضل الموت على دين العجائز المسلمات على هذه السير مع هذه الجماعات...! "
وكثير من زعماء المؤسسات الإسلامية يجمعون الشباب حولهم لتأييدهم والتكثر بهم ويحمسونهم فيما يعود عليهم هم بالمنفعة بصرف النظر عن نصر الإسلام وإقامته، ولذلك ترى جماهيرهم تسير في الطريق الذي يرسمونه لهم دون وعي ولا إدراك.
نسأل الله أن يهيئ لهذه الجماهير من يأخذ بيدها إلى الجادة التي يرضاها الله.



السابق

الفهرس

التالي


15251234

عداد الصفحات العام

28

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م