﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


من أين وصل الإسلام؟

من أين وصل الإسلام؟
أما من أين وصل الإسلام، فيتضح مما مضى أنه إما أن يكون وصل من الجزيرة العربية مباشرة عن طريق تجارتها، وإما من الهند ـ من جنوبها أو شمالها الغربي ـ وإما عن طريق الصين.
وأرى أنه لا مانع من أن يكون الإسلام وصل إلى الملايو من هذه الطرق الثلاث، ولكن الجزم بأن أول وصوله كان بإحداها فيه صعوبة.
وتذكر بعض الروايات ـ بالنسبة لفطاني ـ أن رجلاً يدعى الشيخ سعيد جاء إلى المنطقة في القرن التاسع الميلادي، وأنه عالج ملكها المسمى برأيا توانترا، وأنه دخل في الإسلام وأصبحت مملكته مملكة إسلامية آنذاك. [1].
ويستبعد بعض المؤرخين ذلك، ويرون أن الإسلام وصل إلى فطاني في القرن الخامس عشر الميلادي عن طريق ملقا من باساي [2]. ولكن هذا الاستبعاد يمكن أن يسلم فيما يتعلق بإقامة مملكة إسلامية تنفذ أحكام الشريعة، وتشتهر بذلك وتبعث الدعاة إلى الإسلام في المملكة وما جاورها، فهذا يحتاج إلى دليل يثبته لأن قيام مملكة إسلامية تقيم حكم الله فيها مهما صغرت لا بد أن يشتهر وتوجد بعض الأدلة والقرائن على وجوده.
أما إذا أخذ في الحسبان إسلام ملك أو أمير لبلدة صغيرة، وقد يسلم بعض أفراد حاشيته وبعض أتباعه إسلاماً طوعياً يتدرج به إلى المزيد من طاعة الله في نفسه، ولا يكره أتباعه على ذلك لأن الإكراه على الدين ليس مشروعاً، إذا أخذ هذا في الحسبان فما المانع من وجوده؟
والفرق الزمني (وهو ستة قرون) بين ما ذكر في هذه الرواية التاريخية وما ذكره محمود شاكر من وصول الإسلام إلى فطاني بعيد جداً.
مع أن بعض المؤرخين ذكروا أنه وجد أثر في ولاية كده (قدح) في شمال ماليزيا اليوم، يدل على أن قدح أصبحت مركزاً للدعوة الإسلامية في شبه جزيرة الملايو من منتصف القرن السابع الميلادي، وذلك باكتشاف قبر لمسلم يدعى شيخ عبدالقادر بن حسين شاه عالم والتاريخ المكتوب على القبر 291 هـ ـ 903م. [3].
وذكر كذلك أن آثار المقابر الإسلامية حول قبر الشيخ، منتشرة في القرى وعلى ضفاف النهر في مساحة حوالي ميل مربع، وهذا يدل على أن له أتباعاً دخلوا في الإسلام من زمن بعيد ولكنهم من أفراد الشعب. [4].
ومعروف أن ولاية قدح هذه ليست بعيدة من فطاني، وقد يقال: إنه إذا دخل ملك في الإسلام فلا بد أن يوجد من آثاره ما يدل على إسلامه، والجواب أن ذلك وارد ولكن قد يحول بين كشفه حائل، وقد يكون الأثر موجوداً ولكنه مطمور، وقد يوجد في المستقبل، فالوقت طويل وكثير من الآثار لا تكتشف إلا بعد دهر طويل من الزمن، ويكتشف ما حدث بعدها وما قبلها.
وليس معنى هذه أني أثبت صحة الرواية المذكورة ولكني أرفض استبعاد حصولها.
فإذا ما ثبت ذلك يكون الإسلام قد وصل فطاني في القرن الأول الهجري تقريباً.
ويجب التفريق بين وصول الإسلام إلى البلد وانتشاره فيها، فوصول الإسلام يكون مبكراً، وانتشاره يكون متأخراً، وقد يصل وينتشر في وقت متقارب، والله أعلم.
1 - كتاب تايلاند والعالم الإسلامي ـ أصدرته الحكومة التايلاندية باللغة العربية
2 - محمود شاكر، فطاني28
3 - الدعوة الإسلامية في ماليزيا ـ الدكتور حسين عزمي والدكتور هارون دين ص 72الطبعة الأولى
4 - الدعوة الإسلامية في ماليزيا، المرجع السابق: ص 82



السابق

الفهرس

التالي


15252183

عداد الصفحات العام

977

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م