﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


ملحق رسالة الشيخ خالد يعقوب:

ملحق رسالة الشيخ خالد يعقوب:
نسخة من الرسالة..
بسم الله الرحمن الرحيم
الدكتور المحترم/ عبد الله قادري الأهدل أطال الله عز وجل عمره.
وبعد: فإني أرجو أن تكونوا في خير ما أود لكم من سعادة الروح وعافية البال وصحة الجسم.
أما أنا فإني على خير ما يمكن أن أكون والحمد لله، ثم إني أرجو أنكم حققتم مقصد زيارتكم جنوبي أفريقي.
وقبل أن أخوض في الكلام في بعض الأمور التي أعلم أنكم لم تخبروا بحقيقتها ـ ولا سيما العلاقة بين المسلمين الهُنُود بعضهم بعضاً، والعلاقة بين المسلمين الهنود والمسلمين الأفارقة ـ أحب أن أشكر لكم لما أتحتم لي من هذه الفرصة لأراسلكم، إنكم حققتم رغبة كانت تخالج قلبي منذ أمد بعيد، لولا زيارتكم جنوبي أفريقي ولا سيما مدينة دربن لم تتحقق هذه الرغبة، إنه سيكون من سوء الخلق إن لم أشكر لكم.
ثم إن نيتي بهذه المراسلة ليست إلا الصدع بحقيقة حال المسلمين في بلادنا، ولا أقصد شيئاً غير هذا، ولا أريد النمّ على أي حيّ من الأحياء أو شخص من الأشخاص، وليس لي حاجة أن أقوم بهذا العمل الشنيع، فإني لا أتمنى من مراسلتي هذه أي أجر من الأجور الدنيوية، بل ولا أتمنى إلا أن يحصحص الحق كي تكون الوفود التي تفد إلينا من الدول العربية على علم بأن الإسلام في جنوبي أفريقيا ليس كما يظهر للأعين، بل له صورة غير ما تكشف..
ثم إن السبب الآخر لهذه المراسلة علمي بأن المسلمين الهنود يحبون أن يحجبوا العلماء من الدول العربية بما يقومون به من الدعوة بين السود ولكن كثيراً ما يزخرفون الأقوال المتعلقة بهذا الأمر كما أدركتم أنتم من لقاءاتكم بالهيئات والأشخاص لمّا كنتم هنا، وبالحقيقة كنت أخاف من خدعة الناس إياكم ولكني اطمأننت عندما ذكرتم أنكم على وعي بهذا الأمر.
أولاً أحب أن أذكر شيئاً من علاقة الهنود بعضهم بعضاً كي تفهموا ما أدى الهُنُودُ إلى معاملة الأفارقة كما يعاملونهم:
إن الهنود قبل ما اعتنقوا الإسلام، كانوا يتدينون بدين يعتمد وجوده على النظام الطبقي (القبلي)، فالعلماء هم الطبقة العليا، والتجار هم الطبقة الوسطى، والعمال الذين يقومون بالأعمال المهينة هم الطبقة السفلى أو غير الملموسين، والبقرة تحترم أكثر من هؤلاء.
اعتنق الإسلام ناس من كل هذه الطبقات، فأهل كجرات هم من الطبقة الوسطى ـ التجار ـ والذين ينطقون بالأردية هم من الطبقة السفلى، ومن سوء حظ الإسلام أن هؤلاء الهنود آثروا النظام الطبقي على الأخوة التي أمرنا بها الإسلام وطبقها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين القبائل المختلفة، وما زالوا يعملون بهذا النظام بعدما اعتنقوا الإسلام ولا يزالون إلا أن الطبقة الوسطى ـ هم أهل كجرات ـ غيروا الاسم الذي كان يطلق على الطبقة السفلى، كانت الطبقة السفلى تسمى هَرِجَان أو غير الملموسين عندما كانوا مشركين، المسلمون من الطبقة الوسطى غيروا اسم المسلمين من الطبقة السفلى ولقبوهم خَوْلْجَا، فلم يتغير إلا اللقب وأما الغرض ـ أي تحقيرهم ـ فهو باق، وبسبب هذا الأمر نشأت مشاكل أخرى، مثل الزواج فهو ممنوع بين رجل كجراتي وامرأة أردية وبالعكس، وإذا وظّف تاجر كجراتي رجلاً من أهل الأردوية لا يؤجره ما يستحقه من الأجرة لأجل أنه من الطبقة السفلى، وفي بعض المساجد لا يجوز لرجل من أصحاب الأردية أن يكون متولياً على المسجد، وهناك أمثلة كثيرة تفرق بين ناطقي هاتين اللغتين.
ثم إن الهنود هاجروا إلي جنوب أفريقيا لأغراض شتى، فأغراضهم تختلف باختلاف الأقطار التي هاجروا منها: فأهل كجرات هاجروا اختياراً للتجارة فأما الذين هاجروا من حيدر أباد واوتربردش وكلكتا وبنغلاديش فأغلبهم لم يهاجروا على اختيارهم، بل استأتاهم [1]. أهل هولندا للعمل في حقول قصب السكر، وهذا الأمر أضاف إلى مشكلة التفرق لأن الذين هاجروا تجاراً شرعوا يحقرون الذين استوردوا كالمتاع ليستخدموا في الحقول.
ومن أهل كجرات ناس، يبدوا أنهم يريدون تغيير هذا الأمر ولكن سعيهم لا يجاوز الكلام ولا يقومون شيء عملي يزيل هذه المشكلة.
فمثلاً إني حاورت عالمين من العلماء الحنفية وحكيت لهما الآيات القرآنية التي تحرم التنابز بالألقاب والسخرية والظلم وكذلك حكيت لهما أحاديث تتعلق بهذه الأمور وبينت لهم أن هذه الذنوب تتعلق بحقوق الإنسان، وما هو شروط التوبة إذا تعلق الذنب بحقوق الإنسان، وما هو الواجب على القائمين بهذه الأمور المحرمة.
فأجابني عالم منهما ـ وهو عميد لمدرسة من المدارس العالية للبنات ـ بجواب لم أتعجب بشيء كما تعجبت من جوابه، إنه قال لي: إن هذه الأمور كالتفرقة العنصرية ـ النظام القبلي ـ والظلم وغير ذلك مما حرمته الشريعة الإسلامية كانت جارية في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبى أن يدعو الناس إلى التوبة الواجبة، ومنذ وقوع هذه المحاورة فقدت الثقة بالعلماء لأني ذكرت هذه الحادثة لكثير من العلماء، ولكن لم يقم أحد منهم بتصحيح هذا الأمر، وبالحقيقة أخذ بعض العلماء يعتبروني حجرة عثرة في سبيلهم.
ثم إن النظام الرأسمالي يحكم اقتصادنا، فهذا النظام لا يتسنى وجوده إلا بالتفرقة بين التجار والعمال، فهذا الأمر ناسب الهند لأن التفرقة بين هاتين الطبقتين متأصلة بينهم، وهكذا ازداد الأمر ضغثاً على أبالة وبلغ السيل الزبى وهذا بعض الأفكار التي تصور أفكار الهنود وسلوكهم، وإذا كان حال الهنود بعضهم ببعض هكذا فتصوروا ما هو الحال بين الهند والأفارقة.
فالعلاقة بين المسلمين الهنود والأفارقة لوّثت آراء كثير من الأفارقة بالنسبة إلى الإسلام لأجل ما لاقوه من المسلمين الهنود من الجور والظلم والحيف، فمعاملة المسلمين الهنود للأفارقة لا تختلف من معاملتهم الحيوانات، بل أن غير المسلمين يحترمون كلابهم أكثر مما يحترم الهنود الأفارقة.
فليس بين المسلمين الهنود والأفارقة أية علاقة اجتماعية، فأما العلاقة الاقتصادية فهي محدودة باستخدام المسلمين الهنود للأفارقة وفي بيوتهم ومتاجرهم.
فهذه العلاقة بدلاً من أن يتحقق منها خير، لا يتحقق منها إلا الشر، والمسلمون الهنود بدلاً من أن يستغلوا هذه الفرصة ليحببوا الإسلام إلى الأفارقة بالإحسان إليهم هم يسيئون إليهم ويكرهون إليهم الإسلام بسوء معاملتهم الأفارقة، إذا وظف المسلم الهندي الأفريقي في منزله أو متجره لا يؤجره ما يستحقه من الأجرة بل يؤتيه أقل ما يمكنه حتى أن الأفريقي لا يستطيع سد رمقه بالأجرة، ولهم لقب للأفارقة أيضاً يلقبونهم "كاريا" معناه باللغة الهندية أسود حقير.
المسلمون الأفارقة رفعوا هذه القضايا إلى العلماء الهنود وعامتهم حتى نشروا مقالة تسمى Sunday Tribune سَنْدَي تِرْبيُنَ، وبالرغم من هذه المقالة لم يجاوبهم العلماء أو العامة من الهنود كأن ليس للأفارقة حق من الحقوق الإسلامية، وكأن المسلمين الهنود يعتقدون أنه لا يكفي لإنسان أن يشهد بألوهية الله عز وجل وربوبيته وعبوديته وبعثة محمد صلى الله عليه وسلم أن يستمتع بما أعطاه الإسلام من الحقوق حتى يكون لون بشرته من نوع خاص وشعره من نوع خاص، فهذا ما يبدوا من عقليتهم وسلوكهم، إن أخلاق الهند في مدينة دربن يجعلني أستحي أن أقول إني من أهل الهند.
الحمد لله قمت أنا وصديقان لي ـ واحد من الأفارقة وواحد من أهل ماليزيا ـ بالدعوة بين الأفارقة من جديد نبين لهم أن ما يشاهدون من المسلمين الهند من الظلم والجور والحيف ليس من الإسلام في شيء، بل إنه منبثق من العقلية الهندية والرأسمالية، ونبين لهم أنه يجب عليهم أن يطالعوا الكتب الإسلامية، ولا سيما الكتب التي صنفها الإخوان المسلمون، حتى يكونوا على فهم صحيح بالإسلام، ويستطيعوا مقاومة المسلمين الهند وإسلامهم الزائف، والحمد لله بهذا السبيل استطعنا إقناع كثير من الأفارقة ونلنا الفوز إلى حد كبير.
وهناك أمر مهم لا بد أن أذكره، إني سمعت أن بعض العرب يرسلون التبرعات إلى بعض الهيئات الدعوية التي يتولى عليها أهل الهند، ليبذل هذه التبرعات في الدعوة بين الأفارقة، فنصيحتي للعرب ألا ترسلوا التبرعات إلى هذه الهيئات، فالأحسن للإخوان العرب إذا أرادوا انتشار الإسلام بين الأفارقة أن يبعثوا داعياً أو دعاة من العرب ليقوموا بهذا الأمر، لو كان ما سمعت من إرسال التبرعات إلى الهيئات في مدينة دربن حقاً فنحن لا نعلم أين تبذل هذه التبرعات لأن أكثر الأقاليم الأفريقية لا توجد فيها مدارس إسلامية والمعلمون الصالحون والأئمة العاملون بالشريعة الإسلامية، لو كانت هذه التبرعات تبذل في هذه الأقاليم لما كان الحال هكذا.
وأخيراً يجب علي الاعتذار إليكم لتأخيري هذه الرسالة، إن هذا التأخير وقع لأجل أشغال أخرى شغلتني في مدرسة لوكات الإسلامية والدعوة.
أرجو أن تقبل مني عذري وتعفو عني ... والسلام.
أخوكم في الله خالد بن محمد يعقوب.
82 B BAZLEY AVE
SYDENHAM
DURBAN
4091
KWA ZULU NATAL
SOUTH Africa
هاتف: 2082383 ـ 031 البيت
2095755 ـ 031 المدرسة

الصفحة الأولى من خطاب خالد يعقوب


الصفحة الثانية من خطاب خالد يعقوب


الصفحة الثالثة من خطاب خالد يعقوب


الصفحة الرابعة من خطاب خالد يعقوب


روجع وصحح في 23/8/1426هـ


1 - أي أتى بهم الهولنديون مستعبدين مسخرين



السابق

الفهرس

التالي


16589099

عداد الصفحات العام

179

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م