﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


وظلم ذوي القربى أشد مضاضة!

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة!
قال الأخ عبد الله: إن السلطات الصينية: تثني على المسلمين وتعدهم بالتسامح معهم ومساعدتهم والسبب - كما تقول هذه السلطات - أن المسلمين لا يتدخلون في الشؤون السياسية، بل يقومون بواجباتهم الدينية فقط.
قلت: نعم، النغمة واحدة لا فرق بين الطغاة الشيوعيين وطغاة الشعوب الإسلامية المحاربين لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فالشيوعيون بدأوا يشفقون على المسلمين في بلادهم ويثنون عليهم، ويرون أن الأفضل إعطاؤهم فرصة لممارسة بعض الشعائر الإسلامية في نطاق محدود وبمفهوم محدود للدين الإسلامي لا يجوز تجاوزه إلى غيره، والمسلمون المغلوب على أمرهم الذين عذبوا وشردوا ومنعوا من ذكر الله وحظرت عليهم المصاحف وأقفلت مساجدهم أصبحوا لا يقدرون على الظهور باسم الإسلام، فكيف يجرؤن أن يتدخلوا في السياسة بعد هذا الجو الخانق؟
ولكن ليس المقصود من هذا التعليق هي السلطات الصينية، فهي دولة شيوعية ملحدة معادية للأديان السماوية كلها، وأعدى عدو لها ولغيرها من دول الكفر هو الدين الإسلامي، فإذا فتحت باباً صغيراً للمسلمين يدخل عليهم منه الهواء الذي يبقون معه مسلمين بأداء بعض أركان الإسلام - دون تدخل في السياسة كما يقولون - فإن ذلك يعتبر خيراً كثيراً للمسلمين ما كانوا يتوقعون حصوله، وهؤلاء الملحدون لا شك ظالمون للمسلمين، ولكن الظلم الأشد هو الذي يحصل على المسلمين في شعوبهم من أبناء جلدتهم الذين تسلطوا على رقابهم من تلاميذ الكفر بشقيه الشرقي والغربي، هؤلاء الذين يدعون أنهم مسلمون وقد يبرزون أنفسهم في أول الأمر حماة للإسلام ومفكريه وفلاسفته، وتأخذ أجهزة إعلامهم تنشر عنهم أنهم يريدون تطبيق أحكام الإسلام وقوانينه، ثم يكرون على كل مسلم حق يدعو إلى تطبيق الإسلام بلسانه - ولا حول له ولا قوة إلا بالله - فيؤذونه في ماله وعرضه ونفسه، وتملأ المعتقلات والسجون بدعاة الإسلام في بلادهم، ويهدمون المساجد على رؤوس المصلين، ويقتحمون المنازل فيروعون الآمنين من الشيوخ والنساء والأطفال، وينتهكون المحرمات، كل ذلك: بحجة أن هؤلاء الدعاة يتدخلون في الشؤون السياسية للدولة ولا يقتصرون على ممارسة الدين - كما يقولون - والدين عندهم هو أن يقتصر المسلم على قراءة القرآن دون تبليغ معانيه للمسلمين، فلا يحق له أن يقول للناس: إن الحكم بغير ما أنزل الله - ولا سيما إذا استحل - كفر كما قال تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ } وهكذا كل حلال في كتاب الله حرمته الدولة أو حرام أحلته الدولة، لا حق لهذا المسلم عندها أن يقول فيه ما قال الله، وإن تجرأ وقال، فقد تدخل في الشؤون السياسية وعليه أن يتحمل نتيجة هذا التدخل، لا بل إن بعض طغاة الشعوب الإسلامية قد نصبوا أنفسهم أوصياء على نصوص الإسلام، فينفون ما أرادوا بمجرد الهوى، ويثبتون ما شاءوا كذلك، فحكموا على سنة الرسول صلى الله عليه وسلم بأنها لا تلزم أحداً العمل بها وطبق ذلك عملياً - فيما علمنا - وأخذوا يحرفون مفاهيم القرآن الكريم، وكأنهم هم علماء الإسلام وتنقص بعضهم برسول الله صلى الله عليه وسلم وكتاب الله وصدق الشاعر القائل:
[sh]
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة= على المرء من وقع الحسام المهند
[/sh]
فيا لله للمسلمين من أبنائهم قبل الملحدين البعداء عنهم نسباً ولغةً وموطناً.
واصل الأخ عبد الله حديثه فقال: وهناك مدينة تسمى: كونتون تبعد عن هونغ كونغ مائة وثلاثين كيلومتراً - وسائل المواصلات إليها الطائرة والقطار - وبها مسجد بدأ الشباب المسلم يرتاده بعد أن كان لا يأتيه إلا القليل من الشيوخ.
وفي السنة الماضية: 1399هـ ذهب بعض جماعة التبليغ وسكنوا في هذا المسجد عدة أيام، ويمكن إذا قام بعض الصينيين المقيمين في هونغ كونغ بزيارات متعددة للصين، أن يقوم بهذه الزيارات غير الصينيين من المسلمين من خارج هونغ كونغ، وعن طريق الذين يزورون الصين يمكن بعث بعض الكتب الإسلامية عربية وغير عربية، وقد بعثنا نحن ببعض الكتب الإسلامية، ولم تعارض الحكومة في إدخالها، وتأتينا رسائل من المسلمين هناك يطلبون المصاحف والكتب ونحن نبعث لهم عن طريق البريد أو مع بعض المسافرين وتصل إليهم.
فإذا أراد المسلمون من الدول الإسلامية أن يبعثوا كتباً من هونغ كونغ، فإن ذلك ممكن، ويمكن أن نبعث عن طريق البريد إلى جامع بكين مباشرة.
وختم الأخ عبد الله كلامه - لأنا كنا على عجل لقرب السفر - قائلاً: إن ما نشكوه ونكرر الشكوى منه هو ضياع أبناء المسلمين في الصين في جيلهم الجديد.
وودعناه وهو يكاد يجهش بالبكاء ولسان حاله يقول:
[sh]
ولا بد من شكوى إلى ذي مروءة= يواسيك أو يسليك أو يتوجع
[/sh]
فأين ذوو المروءة من المسلمين المواسين وهم قادرون!؟.



السابق

الفهرس

التالي


16561961

عداد الصفحات العام

1800

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م