﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


الحرية تُؤدّب وتَحترم!

الحرية تُؤدّب وتَحترم!
لا أريد بالحرية هنا الحرية المفهومة في الإسلام، فهي الحرية الحقة التي لا توجد حرية في العالم شرقه وغربه تشابهها، لأن الحرية في الإسلام معناها: العبودية المطلقة لله الواحد الذي، تقتضي عبوديته التحرر من عبودية كل من سواه من مال أو جاه أو منصب أو هوى أو نفس أو شيطان أو حاكم أو كبير أو صغير، فلست أتحدث عنها هنا، وإنما أتحدث عن الحرية المعهودة عند الناس في هذا العصر في الغرب، وفي بعض البلاد المتأثرة به في الشرق، كاليابان، والمراد بها إعطاء الشعب حريته في أن يختار من يريد من نوابه وزعمائه في الحكم، وإن كانت تلك الحريات المدعاة قد تحيط بها ضغوط خفية داخلية وخارجية، فإن خفاء تلك الضغوط على عامة الناس يجعلها تظهر فعلاً حرية براقة تأخذ بالألباب، ولا أريد أن أُعلق الآن على تلك الضغوط، فإن الكلام سيطول ويخرج بي عن هذه اليوميات في المشارق والمغارب.
أعود إلى موضوع العنوان: أشار لي الدكتور صالح إلى إحدى الطائرات اليابانية الجاثمة في المطار، وهى من نوع ترايستار الأمريكية وقال: إن رئيس الوزراء الياباني الحالي (ناكاسونى NAKASUNI) سجن بسبب هذه الطائرة، لأنه حث الشركة اليابانية على شرائها وأخذ مقابل ذلك رشوة، وحكمت المحكمة بسجنه، وعندما اعتقلوه ربطوا يديه بالحديد وأدخلوه السجن، وكان كغيره ينام على حصير ويصرف له ما يساوى مائتين وخمسين ينا للوجبة الواحدة ـ أي ما يعادل أربعة ريالات سعودية ـ ولكنه دافع عن نفسه بأنه أخذ المال للحزب وليس لنفسه.
وعندما جرت الانتخابات في اليابان فاز ناكاسونى فوزاً ساحقاً، وقد حصل بعد المحاكمة مباشرة على مائتي ألف صوت، والذي يليه حصل على عشر هذا العدد، وزاد عدد مؤيدي ناكاسونى في البرلمان.
أما في الانتخابات الجديدة فقد بلغ عدد مؤيديه مائة وسبعة وثلاثين شخصاً من جملة ثلاثمائة وأربعة نصيب الحزب الحاكم الذي كان يرأسه، وأقرب جناح إليه حصل على سبعين نائباً، والمعارضة مجتمعه حصلت على مائتين وأحد عشر نائباً، والحزب الرئيسي في المعارضة حصل على ستة وخمسين نائباً.
قلت: إن الحرية الديمقراطية على الرغم من العيوب التي تتضمنها هي خير من الاستبداد والدكتاتورية، لأن الحرية الديمقراطية تؤدب من يستحق عند أهلها التأديب مهما كان منصبه، وتحترم ما وضعته لنفسها من أنظمة، فلا تحول بين الشخص وما يستحقه من إكرام من قبَل الشعب، فقد دخل الزعيم الياباني السجن محكوماً عليه بجريمته، وخرج من السجن زعيماً لاقتناع الشعب ببراءته.
هل يوجد مثل هذا في كثير من بلدان ما تسمى بالعالم الثالث بما فيه الشعوب الإسلامية التي يكرم فيها المجرم ويهان فيها الشريف النزيه؟!



السابق

الفهرس

التالي


15330344

عداد الصفحات العام

2477

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م