﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


أين الرحمة؟!

أين الرحمة؟!
إنني أثني دائماً على التزام الأوربيين – والأستراليون أوربيون – بتطبيق أنظمتهم التي وضعوها معتقدين أنها تحقق لهم مصالحهم، ولكن النظام وقد وضع لمصالح الناس لا يجوز أن يكون قاسياً إلى درجة الإضرار بالفرد، وإن كان النظام في مصلحة من يقع منه ذلك الضرر.
إن كثيراً من المسلمين ـ وإن كان إسلامهم ضعيفاً في نفوسهم ـ وعملهم به قليلاً، ترق عواطفهم على الضعيف والمضطر، ويتنازلون عما يخولهم النظام ويجعله حقاً لهم في سبيل رحمة الضعيف.
أقول هذا وقد رأيت منظراً من النافذة عندما كنت أطل على البحر آسفني: رأيت امرأة قطعت نصف الشارع لتعبر من رصيف إلى آخر، فوقفت في مكانها والمطر نازل عليها، ولم يعطها السائقون فرصة العبور من مكانها، فكانت سيارة تمر من ورائها وأخرى من أمامها، وهي في الوسط، وقفت دقيقة واحدة، ولم تتحرك إلا بعد أن انقطعت السيارات، ولهذا اضطر الغربيون أن يمنحوا الكفيف عصا ملونة ليعبر بها الشارع، حتى لا يستمر واقفاً لا يرحمه أحد بسبب النظام، فلا يرحم الإنسان إلا في حدود النظام، والنظام بشري، يفوته كثير من المصالح بسبب الجهل والهوى.
أما في بلداننا ـ وإن كانت الفوضى تسيطر على كثير من الناس ـ فالغالب أن السائقين إذا رأوا طفلاً أو امرأةً أو شيخاً كبيراً أو كفيفاً ـ بدون عصا بيضاء ـ واقفاً على الشارع، لا بد أن يوجد منهم من يرحم ذلك الواقف ويقف له وإن كان الحق للسائق في المرور، لأن الإسلام يدعو إلى الإيثار والرحمة، وكثير من الأنظمة البشرية قد تنطوي على الأثرة، لذلك تجد النظام البشري أحياناً لا يرحم.
وتراكمت السحب قبل المغرب واشتد الغيم وادْلَهَمَّ السواد الذي تعاونت على وجوده ـ بإذن الله ـ خضرة الغابات وزرقة البحر المائلة إلى السواد، والسحب السوداء، التي أكسبت العمارات المجاورة للفندق لوناً آخر غير لونها، فأصبح اللون الأبيض منها يرى كأنه بني داكن.
وإن جمال هذه البلاد ليغري بسكناها، لولا أن بلاد الإسلام خير منها، ولو لم يكن فيها شيء من الجمال المادي، فالمسلم مأمور بأن يهاجر من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام، منهي عن العكس، إلا أن الضرورات قد تبيح المحظورات!.
إن طبيعة البلاد جذابة، ولطف الأستراليين في المعاملة مغر، وفطرتهم تميل إلى الصفاء وعدم الحقد، ولكن يخشى عليهم أن يفقدوا تلك الفطرة وذلك الصفاء على مر الأيام بكثرة الحاقدين الذين يفدون إليهم من العالم من يهود ونصارى وغيرهم.
ولو أن المسلمين اليوم جدوا في انتقاء الصالحين منهم والعلماء العاملين الذين يحبون هداية البشر إلى دين الله، وبذلوا في سبيل ذلك الأموال لإقامة المساجد وإنشاء المدارس الإسلامية، وتمويل الدعاة ومساعدة المحتاجين من المسلمين الذين فيهم قدوة حسنة للاستيطان والدعوة في أستراليا، لدخل كثير من الأستراليين في دين الله، وبخاصة إذا وجد الكتاب الإسلامي المناسب لكل فئة بلغة القوم ومستوياتهم يبين فيه محاسن هذا الدين ويشرح غوامضه بلغة سهلة وأسلوب ميسر، ويرد على شبهات الأعداء الذين استوطنوا في أستراليا وساءهم أن يوجد المسلمون على أرضها.
وإني لأرى ـ وأجزم ـ كما رأى غيري وجزم، أن أكثر الناس لم يبلغهم الإسلام على حقيقته، ولم يروه مطبقاً كما يريد الله في واقع الحياة ليتأثروا به. ولهذا قالت المذيعة النيوزلندية التي قابلت الدكتور جعفر شيخ إدريس في مدينة "ولنجتون": إننا لم نسمع عن الإسلام إلا هذه الأيام بمناسبة الكلام عن اللحم الحلال، وكان قولها هذا قبل أيام من كتابة هذه السطور.



السابق

الفهرس

التالي


15251361

عداد الصفحات العام

155

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م