﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


مع رئيس الاتحاد الإسلامي سابقاً: الدكتور إشفاق:

مع رئيس الاتحاد الإسلامي سابقاً: الدكتور إشفاق:
الثلاثاء: 11/10/1404هـ.
وفي صباح الثلاثاء جاءنا إلى الفندق الدكتور إشفاق ـ وهو باكستاني الأصل وله مدة طويلة في أستراليا ـ ومعه الأخ شفيق الذي ودّع الدكتور جعفر في المطار مسافراً إلى برزبن.
والدكتور إشفاق هو أول رئيس للاتحاد، وهو من الجماعة الإسلامية في الهند، من بلدة (لكنو)، ودرَّس في عدد من الجامعات الأسترالية.
وكان فضيلة الشيخ عمر قد اجتمع به قبل سنتين بمناسبة انتخاب رئيس الاتحاد، فسأله عن السبب في خلاف المسلمين المستمر في أستراليا فأجاب:
لقد كان من يريد العمل قبل عشر سنوات قليلاً جداً، وكذا الذين يفهمون الإسلام كانوا قليلين جداً، والآن تحسنت الظروف نوعاً ما، فالذين يفهمون الإسلام أكثر، والذين يريدون العمل للإسلام أكثر كذلك، وكان الناس ينقسمون قسمين، أي المسلمون.
قسم ماهر في الأمور التنظيمية والإدارية، قليل الفقه في الدين الإسلامي، وقسم عنده فقه في الدين، ينقصه فقه الإدارة والتنظيم ومعرفة حاجات العصر.
وعزمنا على تكوين الاتحاد، ونحن نعرف في حينه أنه لا يمكن أن يؤدي واجبه على ما يرام نظراً للتناقض الذي ذكر، ولكن أردنا أن نجمع بين القسمين ليتم التفاهم بينهم ويستفيد بعضهم من بعض، فتكون النتيجة فيما بعد في مصلحة الإسلام والمسلمين، وقد أراد الله أن يكون القسم الإداري المنظم من غير العرب، والقسم الثاني من العرب.
فكانت أهم مشكلة عندي، رئيساً للاتحاد، هو ذلك التناقض بين النوعين، ففكرت في العمل خطوة خَطوة لتدريب العرب على الإدارة والتنظيم، ليتسلموا العمل فيما بعد.
وقد جاء إلينا الأخ شفيق الرحمن، وكان يعرف لغة الهند والباكستان واللغة الإنجليزية، فأفاد كثيراً، وكنت بعيداً عن المركز في سكني حيث كنت في مدينة أخرى، ولكني كنت أشرف عليه إشرافاً جيداً عارفاً كيف يسير في عمله، ووجدت في شفيق الشخص الذي يسير بالعمل بطريقة ممتازة، ويحسن عمله وإن أخطأ بعض الأخطاء فإن الإنسان غير معصوم، وكان عندي رغبة شديدة في جمع العرب والهنود والباكستانيين لينجح العمل.
وحينما زارنا الشيخ عمر أثير أن أكون رئيساً مرة أخرى وكنت أسيّر الأمور، ولكني فضلت أن يكون الرئيس عربياً، ليتدرب ولا يكون الرئيس دائماً باكستانياً، حتى لا يتهم الاتحاد بأنه تابع لباكستان وكان الذين أمامي ممن يصلحون للقيام بالرئاسة:
إبراهيم عطا الله، وأديب معرباني، والدكتور عبد الخالق قاضي، وأحسنهم عندي علماً وعملاً: الدكتور عبد الخالق قاضي، والذي أخرني عن اختياره ثلاثة أمور:
الأمر الأول: كونه باكستانياً.
والأمر الثاني: ضعف قدرته على الاختلاط بالجاليات الإسلامية لأنه ألف الأجواء العلمية.
والأمر الثالث: رغبتي أن يكون الرئيس عربياً، لما للعرب في النفوس من منزلة، ولكثرة الجالية العربية، فصار أمامي إبراهيم وأديب، فجمعت الثلاثة للتشاور في الأمر.
وقد جئتم قبل سنتين ـ يخاطب الشيخ عمر ـ ومع ما حصل من خلاف ومتاعب خلالهما، فإن الهيئة مضت بخير من نفس المنطلق الذي بدأت العمل منه، وقد سرني جمع القسمين الذين ذكرتهما من قبل وهما يسيران بتعاون، ولكن أحب أن أعرفكم بشيء لا أدري هل عرفتموه أو لا؟ إن بعض الناس يريدون أن يهيمنوا على الاتحاد بطريق الهجوم والفوضى، وقد يكون عملهم هذا أخطر على الإسلام والمسلمين في هذا البلد، وهما اثنان طيبان من الناحية الإسلامية، وأنا أذكر أسماءهما لأجل أن تحاولوا إصلاحهما إذا قدرتم، لأنهما يعملان على إيجاد مجموعة للهيمنة على الاتحاد بطرق غير صحيحة، وإذا لم نسيطر عليهما ونصلحهما فكل الجهود ستذهب سدى.
قنديل ليس عنده حكمة في العمل ويعمل خارج الاتحاد، يريد أن يكون هيئة مستقلة، ويسمي جماعته اتحاد الجماعات الإسلامية، وهو تحوير لاتحاد الطلبة المسلمين الذي كان يطلق على نشاط الطلاب، وأكثرهم من ماليزيا، وليسوا بمستقرين كما هي عادة الطلاب، فريق يجيء وفريق يذهب، وكذلك فإن عمله شبيه ببناء قصر في الرمال.
وبعض العاملين تنقصهم الصراحة فنجدهم يداهنون (...) وأرى أن الأفضل مصارحته بأخطائه، وإظهار الموقف الصحيح منه، وإشعاره بأنه يمكن الاستغناء عنه، حتى لا يغتر ويظن أنه هو كل شيء ويترك وشأنه، ومع إظهار مصارحته لا ينبغي أن يسمى لا هو ولا غيره ممن يشذ عن المنهج السليم بأعداء الإسلام، ونسيانهم وعدم إثارتهم أحسن سياسة معهم، وكل فئة تسير في طريقها الذي ترتضيه وستكون العاقبة لأهل الحق.
وأنا في الحقيقة على الرغم من كثرة المشكلات التي تواجه العمل الإسلامي، فإني مسرور جداً بمسيرة الاتحاد نحو الاتجاه الصحيح، وإن كان سيره بطيئاً.
ثم جرت مناقشة مع الدكتور إشفاق في ترشيح الإنسان نفسه لإمرة الجماعات الإسلامية، مع ما علم من النهي عن طلب الإمرة، ومنع الرسول صلى الله عليه وسلم الإمرة عمن يطلبها، فتوصلنا في النهاية إلى أنه ليس مشروعاً أن يرشح الإنسان نفسه، إلا إذا دعت الضرورة أو الحاجة المُنَزَّلة مَنْزِلةْ الضرورة كما في قصة يوسف عليه السلام مع عزيز مصر.
وقال الدكتور إشفاق: الحل الذي أراه حسب علمي وتجربتي مع الجماعة الإسلامية في الهند أن لاختيار الأمير طريقتين:
الطريقة الأولى: أن يجتمع أصحاب الحل والعقد ويختاروا من هو أهل في رأيهم لإمرتهم وهو يختار أعوانه ومساعديه من ذوي الكفاءة.
الطريقة الثانية: أن يجتمعوا ويختاروا عدداً من أهل الحل والعقد وهؤلاء يختارون أحسن الموجود.
ثم جاء الأستاذ خليل وذهبنا إلى مدينة (ولينغون) في جنوب مدينة سدني، وكنا نسير في غابات وجبال تشبه طريقها طريق الهدى الواقع بين مكة والطائف، وكان المطر ينهمر علينا طول مسيرتنا، والمدينة تبعد عن سدني ثمانين كيلومتراً، وهي مدينة صناعية تكثر فيها صناعة الحديد والصلب.
ومما شكا منه الأستاذ خليل أن كثيراً ممن يتصدرون مناصب الدعوة في هذا البلد، يأتون إليه لأغراض دنيوية تحول بينهم وبين الإخلاص لدعوتهم وتجعلهم ينحرفون عن جادة الصواب، ونحن في حاجة إلى دعاة يفرغون أنفسهم لله تعالى، لا ينحازون للتكتلات السياسية الموجودة في الشعوب الإسلامية: العربية وغيرها، كما هو الواقع الذي نعيشه الآن، وقال: إننا لذلك فضلنا أن تؤلف جماعة الدعوة بشروط تجعل العضو الذي يدخل فيها متربياً تربية إسلامية سليمة، ولهذا تجد جماعة الدعوة قليلين جداً وإن كان المتعاطفون معنا كثيرين والحمد لله.
ثم واصل الأخ خليل شكواه من بعض المتصدين للدعوة فقال: إن بعضهم يميل إلى الشيعة ويتعاطف معهم، وتارةً يتخذ طريق التصوف غير المشروع وسيلة ليُكتِّل الناس ويجمعهم حوله، وقد أدخل الدف في المسجد واتخذ الرقص طريقاً من طرق العبادة.
وقد زكاه بعض العاملين في الحقل الإسلامي من لبنان وعلق عليه آخرون بأن عنده شطحات ولكنه له مواقف إسلامية جيدة، وكان قبله إمام آخر فرق الناس بأساليبه، وجاء هذا وفرق كلمة المسلمين أيضاً واتخذ لذلك التفريق أساليب ثلاثة:
الأسلوب الأول: الطريقة الصوفية التي ذكرت.
الأسلوب الثاني: معارضته الأسلوب الإداري الذي صار إليه المركز الاتحادي، وهو الانتخابات، وأراد في زعمه أن يأتي بنظام الشورى، ونظام الشورى الذي يعنيه هو في الواقع استغلال من يوافقه من المسلمين في لاكمبا وفرض رأيه معهم على الآخرين، وقد سئل عن كيفية تنفيذ هذا النظام؟ فلم يقدر على الإجابة، وإنما عمل بمحاولة فرض رأيه ورأي من يوافقه على بقية المسلمين.
الأسلوب الثالث: أسلوب الانحياز إلى بعض الدول العربية التي تسعى جاهدة، لتمزيق كلمة المسلمين بالأساليب الدعائية والعنف، وبعض الدول التي تسمي نفسها ثورية، وتدعي الإسلام، وهي ضد الإسلام كالشيعة، وموقفه من دول أخرى موقف العداء وسبها وسب زعمائها على المنبر يوم العيد، متخذاً المنبر وسيلة لذلك.
وقد أثار بهذه الأساليب كثيراً من المصلين، كما أثار الدولة في أستراليا، وأراد مدير الهجرة في الولاية تسفيره ورفضوا أن يجددوا له الإقامة إلا بشرط أن يغادر البلاد، وهو رفض هذا الشرط وهدد بأن ينزل المسلمين الذين معه إلى الشارع للقيام بمظاهرة مستغلاً الحرية التي يتمتع بها الناس هنا.
قال خليل وقد وقفت أنا بنفسي معه، وذهبت إلى المسؤولين وأقنعتهم بالعدول عن تسفيره وأن يعطوه الإقامة لمدة ستة أشهر أو سنة بدون شرط، فوافقوا وجددوا له، ولقد عرض علي هو نفسه أن أقوم بالتنسيق بين ليبيا ومشروع المساعدة منها بثلاثة ملايين دولار بشرط إقامة تنظيم الشورى بدايةً لإقامة مؤتمر شعبي على غرار مؤتمرات ليبيا فرفضت.
زارنا في هذا اليوم الأستاذ علي رودة، وهو رئيس مجلس ولاية نيوساوث ويلز، وعاصمتها سدني، قال: إن عدد السكان خمسة ملايين، وعدد المسلمين مائة وثلاثون ألفاً، وفي الولاية سبع عشرة جمعية، ويحتمل انضمام جمعيتين أو ثلاث، منها جمعية نسائية.
وتوجد جمعية جنوب إفريقيا تأخذ من كل عضو مائتي دولار قرضاً ليتجنبوا القرض الربوي. ومن المشكلات التي نواجهها إقناع البلديات بمشاريع المساجد، لأن المواطنين الأستراليين يحتجون على إقامة المساجد في حاراتهم، وللأقباط المصريين دور كبير في التحريض للوقوف ضد مشاريع المساجد، وعددهم يقارب خمسة عشر ألفاً، ولهم خمسة كنائس.
وعندنا أكثر من ألف تلميذ في منطقة لاكمبا في سدني، وقد سمح لنا بتدريس حصة الدين في الأسبوع في المدارس الرسمية، ولنا ثلاثون مدرساً في ثمانين مدرسة، يكلف برنامجها أربعين ألف دولار، ونحن في حاجة ماسة إلى المعلمين وبخاصة ذوي الخبرة، وقد وعدنا ابن قعود بثلاثة مدرسين جاءنا منهم واحد. ومن أهم المؤهلات التي نحتاجها وجود خبير تعليم منسق للمدارس وأشار فضيلة الشيخ عمر أن الأفضل الكتابة في هذا إلى وزارة التعليم العالي.
وقال الأخ علي: لقد شرينا في لاكمبا قطعة أرض بمليونين وأربعمائة ألف دولار سُدِّد مليونان من السعودية والباقي من البنك. ولنا برنامج إذاعي في شهر رمضان بكل اللغات التي يوجد مسلمون يتكلمونها في الولاية لمدة ساعة، وقد وافقت الحكومة على دفن الموتى من المسلمين بالطريقة الإسلامية، واشترطت النقابة التابوت وذلك من ناحية اقتصادية، فوافقنا على شراء التابوت على أن نضعه في القبر خاليا بعد أن ندفن الميت في اللحد ونضع عليه اللبن والتراب. ولنا مقبرة خاصة تحتاج إلى تنظيف وجرافة وبناء لحفظ الأدوات والمكتب. وقد طلبنا قدوم الأخ المسلم الذي كان نصرانياً ومغنياً كبيراً ثم دخل في الإسلام وترك الغناء الذي اشتهر به في العالم كله، واسمه: يوسف إسلام ويسكن في بريطانيا، أسلم سنة 1978م وكان السبب أن عنده تساؤلات في نفسه عما يتعلق بالدين، فلما زار أخوه القدس أخذ القرآن وأهداه له، فلما قرأه وجد الأجوبة السليمة على تساؤلاته، فأسلم.

الأخ يوسف إسلام (كيت ستيفن) البريطاني - المغني الشهير سابقاً - في زيارة لأستراليا سدني وعلى يمينه الأخ شفيق الرحمن عبد الله


يوسف إسلام وفي أقصى اليمين شفيق الرحمن عبد الله


وأبوه يوناني وأمه سويدية، ولد في لندن، وقد فتح مدرسة إسلامية في لندن وهو متمسك بدينه، فدعوناه لزيارة أستراليا، وقد عملوا معه مقابلة في كل محطة من محطات الإذاعة والتلفزيون، وعلى صفحات الجرائد والمجلات والفيديو. وقد أجاب عن أسباب دخوله في الإسلام أجوبة أدهشت الأستراليين، وقد وُجِّهت له أسئلة فيها غمز على الإسلام بذكر بعض التصرفات الصادرة عن المنتسبين إليه مثل تصرف حكومة الخميني في إيران، فأجاب: دخلت في الإسلام اقتناعاً بمنهجه الذي هو القرآن، ولم أدخله عن طريق الخميني. [1].
1 - تراجع المعلومات التي كتبتها عن يوسف إسلام في المجلد الثاني من هذه السلسلة: رحلات المملكة المتحدة ـ بريطانيا



السابق

الفهرس

التالي


15251635

عداد الصفحات العام

429

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م