﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


قسوة دعاة حقوق الإنسان على الإنسان!

قسوة دعاة حقوق الإنسان على الإنسان!
وذكر لنا الشيخ عبد القدوس أن رئيس قبيلة الإبروجنيز ـ وهم سكان أستراليا الأصليون ـ كان في هذه الجزيرة، فقتله المسيحيون وصلبوه والقوه في النار، هذا كان قبل مائة وثمانين سنة، ثم إن المسيحيين أعلنوا أن كل من يأتي برأس واحد من هذه القبيلة، فله مكافأة قدرها خمسة جنيهات، ومن جاء بمائتي رأس فهو حر ـ كان الذين يأخذون أجراً على الرؤوس أو يعطون الحرية هم المجرمين الذين ساقهم الأوربيون معهم إلى أستراليا، لإبعادهم عن أوربا والاستعانة بهم على قتل أهل البلد، فكانوا أسرى أشبه بالعبيد الأذلاء عند الأوربيين ـ وكانوا يقولون لهم إن سكان أستراليا الأصليين ليسوا من بني آدم!.
أرجو من قارئ كتب في المشارق والمغارب أن يتأملوا في هذه المأساة: يأتي المسيحيون أهل الدين الذي يقال: إنه يربي أتباعه على أن من لطمهم في خدهم الأيمن أداروا له خدهم الأيسر، فيغزون بلاد السكان الآمنين فيها، فيقتلونهم ويكون ثمن رأس الواحد منهم خمس جنيهات ـ ثمن بخس ـ ويقولون للمجرمين الذين ينفذون أوامرهم بقتل الأبرياء أن هؤلاء ليسوا من بني آدم!.
هؤلاء المسيحيون وهم الذين يفعلون هذه الأفاعيل يرمون المسلمين بأنهم سفاكو دماء، يكرهون الناس على الدخول في الإسلام، على حد المثل القائل: رمتني بدائها وانسلت!.
وهذا يذكرني بقصة أخرى ـ وما أكثر قصص وحشية النصارى في البلدان التي احتلوها على أهلها ـ ذكرها الأستاذ محمد الغزالي في كتابه: الاستعمار أحقاد وأطماع، وقد حصلت في بعض بلدان إفريقيا، [1] فقد اجتمع اثنان من جنود الاحتلال وكان أحدهما يقص على الآخر ما صادف من وحشية أحد الأفارقة، فقال: تصور يا أخي كيف أن هذا الإفريقي متوحش! كنت أنا أذبحه بالسكين وهو يعض ساقي بأسنانه؟! أيهما الوحش عندكم أيها القارئون؟ المعتدي على البلد المحتل لها بغير حق، الذي يذبح أهلها بالسكاكين كما تذبح الخرفان، أم رجل أعزل وقع تحت قسوة يد معتدية تذبح هذا الرجل بسكين وهو يدافع عن حياته بأسنانه؟!.
ومن هو الوحش؟ الذي يدعو الناس إلى الدخول في دين الله دين السلم أو يعلن سلمه ومسالمته للإسلام بدفع قليل من المال، فإذا لم يعلن تلك المسالمة فهو محارب يجاهد في سبيل الله، أم الذي يستأصل أهل بلد بأكمله بالذبح والقتل كما فعل النصارى في كل البلدان التي احتلوها: أمريكا الشمالية وأستراليا وغيرهما من بلدان العالم؟! وهل رأيت أيها القارئ قسوة على الإنسان أشد من قسوة دعاة حقوق الإنسان؟‍‍‍‍
هذا، وقد وجدنا في الجزيرة أشخاصاً من البروجنيز وهم يحاولون صيد ما تيسر لهم من السمك، وثيابهم التي يلبسونها رثة، وبعضهم لا يوجد على ظهره ما يستره، والبؤس باد على وجوههم، وعند رجوعنا ركب معنا في المركب اثنان منهم "رجل وامرأة".
ويقال: إن عددهم الآن نصف مليون، وان خمسة وثلاثين في المائة من سكان الشمال منهم الذين يبلغ عددهم مائة وعشرين ألفا.
1 - يغلب على الظن أنها في السنغال



السابق

الفهرس

التالي


15251900

عداد الصفحات العام

694

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م