﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


لماذا اخترتم لنا زيارة مدينة: (كَنْدِي)؟

لماذا اخترتم لنا زيارة مدينة: (كَنْدِي)؟
بمناسبة اختيار الإخوة لنا أن نذهب إلى مدينة كندي هذه، سألت الإخوة عن سبب اختيارها لنا وفائدة سفرنا إليها، وهي تبعد عن العاصمة: كولمبو، مائة وعشرين ميلاً؟ فقالوا: إن الطريق إليها ذات مناظر طبيعية طيبة كما سترى، والمدينة تعتبر الثانية في الجزيرة بعد كولمبو، وبها آثار للمسلمين وللبوذيين، وقد اختتم البوذيون عيدهم الكبير الذي اعتادوا إقامته في هذه المدينة أمس، وقد استمر أسبوعين، وهم يقيمونه في الأسبوع الأول من شهر أغسطس، ولهم عيد آخر كبير في كل سنة أيضاً.
قلت: وماذا يفعلون في هذا العيد؟ قالوا: عندهم سن يزعمون أنها سن بوذا، يضعونها في طبق يحمله فيل كبير يزينونه بأنواع الزينة من الثياب وغيرها ويسير وراءه أعداد من الفيلة، تصحبها فرق موسيقية وفرق تضرب على الطبول وعامة الناس معها يرقصون، مارين بشوارع المدينة كلها، ثم يذهبون إلى المعبد ويقفون أمامه متذللين، وتوجد أمام المعبد بركة كبيرة ـ وقد رأيناها بمساحة واسعة جداً ـ وينزل راهبهم إليها، ويضرب بالسيف في وسطها، وبذلك تحصل البركة لجزيرة سرنديب أو سيلان أو سريلانكا ـ هذه أسماء لهذه الجزيرة: الأول عند العرب، والثاني عند أهلها قبل الاستقلال، والثالث في عهد الرئيسة بندرنيكة.
وبعد أن خرجنا من مدينة كولمبو بقليل، رأينا في إحدى ضواحيها عدداً من الناس في ساحة واسعة على يسارنا، بعضهم قاعدون وبعضهم واقفون وكانوا لابسين لباس الرهبان البوذيين، وهو شبيه بلباس الإحرام للحج أو العمرة عند المسلمين: إزار ورداء إلا أن لونه أصفر.
فسألنا عنهم فقال الإخوان: إنهم من طلاب الجامعات ـ وكانوا قاموا بمظاهرات، وأكثرهم اشتراكيون، وقتل طالب منهم أثناء المظاهرات في مثل هذا اليوم من السنة، فهم هنا معتصمون يبقون هنا حتى يأتي مسؤول كبير من الدولة يتفاهم معهم، ثم يتفرقون.
وكان سيرنا في وسط غابات كثيفة من الأشجار المختلفة، وأغلبها أشجار ذات بال، كالنارجيل، والمانجو، والقنس، والموز، والباباي، والشاي، والقرنفل، والبن، والمطاط، والهيل، وتوجد مزارع للأرز بأصنافه الثلاثة: الصنف الممتاز وهو الذي يحصد بعد ستة شهور، والمتوسط وهو الذي يحصد بعد أربعة شهور، والرديء وهو الذي يحصد بعد ثلاثة أشهر، ويسير الإنسان في كل مكان ويلتفت إلى أي مكان فلا يرى إلا الخضرة التي تغطي الجبال والسهول.
هذا، وقد مررنا في طريقنا إلى مدينة كندي بعدد من القرى:
القرية الأولى: تسمى "كَدَاَوَتا" والقرى عبارة عن منازل مغروزة في الغابات والمزارع وأسواق للخضروات والفواكه وغيرها.
القرية الثانية: تسمى "يَكَّلْ" وهي مشهورة بمزارع الأناناس مع الفواكه الأخرى.
القرية الثالثة: تسمى "تِهَارِيَا" وتوجد بها حارة للمسلمين وفي بعض الأوقات تلتقي الأشجار التي على جانبي الطريق بأغصانها، فتكون ظلا يسير المسافر فيه وكأنه في داخل الغابة ويوجد بهذه القرية مسجد يسمى "مسجد الأمينية" ومعهد معلمين للبوذيين على يسارنا.
القرية الرابعة: تسمى "هُوْرَقُولاَّ" وبها تقع حديقة الرئيس السابق لبندرنيكة الذي قتله أحد الرهبان ودفن في نفس الحديقة، وهي على اليسار.
القرية الخامسة: تسمى " نِتَّامْبُوَا " وهي على اليمين وبها حارة للمسلمين ويوجد بهذه القرية قبر رجل جاء من حضرموت يقال له: "أبو ذيب" ويظهر أنه كان على مذهب السلف رحمهم الله، وبخاصة في توحيد العبادة واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، لأنه رد على الخرافيين من أهل الطرق، وقال لنا الإخوان: إن له كتاباً رد فيه على الطريقة الفاسية، وقد حرضناهما على محاولة الحصول على هذا الكتاب ليطبع إذا كان مفيداً.
القرية السادسة: تسمى " فَسْيَالاَ " وقد أضحكنا هذا الاسم فقد قلت: هذا يدل على الأمر، فقال الشيخ: ولكن بعد معنى الأمر لا، وهي للنهي فنسخ النهي الأمر.
ومن هذه القرية يفترق الطريق إلى الكلية العربية للسيدات، حيث يميل قاصدها إلى اليسار، وهي التي كنا زرناها بالأمس.
القرية السابعة: تسمى " نامْبْلُوَا " وهي قرية صغيرة أغلب سكانها مسلمون، ولكن فيها أربع فرق:
الفرقة الأولى: من أهل السنة، وهي الأكثر وهم جماعة الشيخ عبد الحميد البكري.
الفرقة الثانية: أهل القرآن، وهم متفرعون عن الفرقة الأولى، ولكنهم ينكرون السنة النبوية.
الفرقة الثالثة: فرقة القاديانية.
الفرقة الرابعة: فرقة الخرافيين.
وهذه القرية معروفة بالكاجو وهو نوع من الثمر، ولا يبيع هذا الثمر إلا بنات القرية اللاتي في سن الشباب وهن جميلات، وذلك بتشجيع من رئيس الوزراء لأجل جلب السائحين ـ قلت: لعل الأهم هو إفساد أخلاق المسلمين أكثر من غيرهم ـ كما تشتهر بالصناعات اليدوية، ولقد رأينا فعلاً أن الفتيات هن اللاتي يبعن الكاجو، و لا يوجد رجل واحد أو شاب بينهن، وأكثر أشجار البساتين بعد هذه القرية من شجر المطاط.



السابق

الفهرس

التالي


15248423

عداد الصفحات العام

854

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م