﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


أين تلك من هذه؟‍

أين تلك من هذه؟‍
آخر يوم من أيام الغربة في هذه الرحلة!
أعلن عن صعود الطائرة السعودية، فصعدنا وانتظرنا قليلاً، وكان المضيفون يرحبون بنا مرة بعد أخرى، بلغتنا التي فقدنا الترحيب بها في جميع الطائرات الأجنبية، وكان الشيخ منتشياً مسروراً، فالتفت إليه وقلت له: حق لك أن تنتشي، فقد عاد إلى آذانك ـ التي كان مصمومة! ـ الترحيب باللغة العربية الحبيبة، التي لم نسمع أحداً من المضيفين يرحب بنا بها منذ غادرنا سنغافورة إلى أستراليا، قبل شهر ونصف الشهر إلى اليوم، كما أنك بدأت تطير إلى أهلك في الجو فطار قلبك فرحاً بذلك، فحق لك يا شيخ أن تنتشي!. فقال: هذا آخر يوم من أيام الغربة في هذه الرحلة!
وعندما تحركت الطائرة تستعد للإقلاع من الأرض، قرأ أحد المضيفين دعاء السفر، كان ذلك نوراً على نور.
وكان إقلاع الطائرة من مطار كولمبو في الساعة الحادية عشرة والثلث بتوقيت سريلانكا، والفرق بين توقيت سريلانكا والمملكة العربية السعودية ساعتان ونصف الساعة.
وبعد عشرين دقيقة تقريباً كانت الطائرة تمر فوق القرن الهندي في الجنوب، فبدت لنا الجبال والأشجار والمزارع، وكانت السحب كعادتها معنا تقل فنرى ما تحتها، وتكثر فتغطي كل شيء، وكانت القرى منتشرة متصلاً بعضها ببعض، وبعد عشر دقائق من مرورنا فوق ذلك القرن أصبحت الطائرة فوق البحر (المحيط الهندي) وعلى يمينها أطراف الهند الجنوبية، ثم الجنوبية الغربية.
وفي الطائرة طلبت من الشيخ أن يعطيني الكراسة التي كتب فيها إحدى قصائده وقد كان أنشأها يوم الثلاثاء الموافق 17/11/1404هـ عندما اطلع على قصيدتي السابقة التي مطلعها:
[sh]
أدافع أشواقي العظام تصبرا= وتنسيني الأعمال شوقي إذا طرا
[/sh]
فأعطاني لأسجلها هذا نصها:
[sh]
تجشمت هذا الأمر لكن تجلدا= وعزمة إيمان على ما تقررا
وقلت لنفسي أين أنت من الذي= إذا شاء أمراً قال كن كان لا مِرا
فجمعت أمري وارتديت ملابسي= وودعت أهلي والبلاد ومن أرى
وصاحبت شخصاً سيداً وابن سيدٍ= حبوت له ودي امتثالاً لسيد الورى
وساءلت ربي أن يرينا كرامة= وأن يمنحني طيبة النفس لا مِرا
لأن دعاء الله يعطي حصانة= ومن يتمسك بالإله سيجبرا
فمرت ليال ثم أيام حلوة= دعونا إلى دين عظيم مبشرا
قطعنا وهاداً ثم جزنا مفاوزاً= على طائرات فوق سحب على الثرى
وكان زميلي تارةً يسأل الورى= وطوراً ينادي أننا نحمد السرى
وطوراً يناجي ربه يسأل الهدى= وطوراً يزيل المنكرات من القِرى
وطوراً يلاقي جفوة من زميله=وطورا إذا ما جنّ ليل تذكرا
أخلاء أو أبناء أو ذا قرابة= لنحلم وداً ويعطي وينظرا
شكرت له حسن الصحابة يا فتى= وكان خليلاً صابراً ومصبرا
أقول بأني لا أدانيه رتبةً= لأن التلاقي يظهر المرء أكثرا
وكان ابن خطاب يقول لشاهد= أصاحبته أو كيف تشهد ولم ترا
وقد كان مني ما أقول صراحة=......... كان هذا أو أكثرا
إذا كان اعتراف المرء يمحو ذنوبه= فهلا يرى هذا اعترافاً فيسترا
لعل أموراً أظهر البين وقعها= ومن يبلغ الستين يعفى ويعذرا
إذا شئت يا هذا مثالاً لوضعنا= فخذ مثلاً يوم الثلاثاء ما جرى
ذهبنا إلى شخص ليكمل حجزنا= فكان كلاماً منه يلقى على الثرى
يقطع أكباداً ويخذل راجياً= ويدني هموم المرء والله أكبرا
وبعد قليل جاء يسر إلهنا= فأظهر يسراً واضحاً سر من أرى
فقال رفيقي: إننا نشبه الذي= يجوب الفيافي يطلب الماء لا يرى
على ظهره ماءً غزيراً بقربة= ليعلم أن الله ما شاء قدرا
نظمت القوافي بعد شعر قرأته= لخل كريم ناظم عقد جوهرا
(أدافع أشواقي العظام تصبرا= وتنسيني الأعمال شوقي إذا طرا
ولكن أقدار الإله سوابق= وما كان مختاراً له كان أخيرا
وها هو قد خار الرجوع لربعنا= ولم يبغنا سنداً ولا أخت أنقرا)

عملت على إنشائها قبل نومنا= وعند الصباح يحمد الساري السرى
رجوت إلهي أن يقيل عثارنا= وأن يرزقنا النصر واللطف يشهرا
وصلي على طه نبي زمـاننا=ومن يتبعه كان أحصى وأنظرا
[/sh]
* [1].
* [2].
* [3].
* [4].
واستمرت الطائرة تسير فوق المحيط الهندي الذي كنا نراه عندما يأذن الله لنا بانقشاع السحاب عنه، وكان الجو صحواً في الغالب، وتارة يحول السحاب بيننا وبين رؤية البحر، وهو شبيه بالسقف المستعار بالنسبة للأرض، وكالأرض المستعارة بالنسبة للطائرة وكان الأفق في غاية من الجمال، وكنت أنا أتابعه، أما الشيخ فقد استغل الهدوء الذي خيم على الدرجة الأولى، فلم يوجد بها غيرنا إلا القليل، فلبس غطاء العينين. [5]، وأسلم نفسه لربه حتى أعادها إليه بعد أن أخذ راحته بالنوم.
وبدا لنا بعد ذلك جزء من الأرض فترة ثم حلقنا على مياه الخليج العربي في مذهب العرب [6] والفارسي في مذهب الشيعة، بإصرار وقوة، وهو آية من آيات الله، كغيره من البحار والمخلوقات الأخرى، وقد شاهدت عدداً من السفن التي تمخر عبابه، وكان أثرها أمامها كالتل الصغير، ووراءها كواد بين جبلين يغلب عليه البياض الذي يحدث من احتكاك جرم السفينة بالبحر.
كما رأيت جزيرة صغيرة جدا تشبه السمكة في صورتها، وهي مليئة بالخزانات، والظاهر أنها خزانات نفط، ولا أدري في أي دولة هي؟!.
1 - بالغ الشيخ في اتهام نفسه وفي مدح رفيقه، ولكني أثبت كلامه ليشهد له التاريخ أنه من العلماء المتواضعين
2 - بالغ الشيخ في ذم نفسه حتى أتى بكلمة لم تطب نفسي أن أثبتها
3 - ما بين القوسين اقتبسه الشيخ من قصيدتي السابقة
4 - يعني أنه خاتم النبيين، لأنه نبي آخر الزمان
5 - سترة توزع على الركاب لتغطية العينين لمن يريد النوم
6 - على استحياء



السابق

الفهرس

التالي


15251228

عداد الصفحات العام

22

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م