﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


مع المحامية الألمانية بربارا: (BARBARAGEIGER).

مع المحامية الألمانية بربارا: (BARBARAGEIGER).
أردت في مقابلاتي المسلمين من أهل البلد، وغير المسلمين منهم، أن يتنوع الذين أقابلهم: رجالاً ونساء، وذوي مؤهلات مختلفة واختصاصات ووظائف.
والمحامية بربارة ليست مسلمة.
ولدت سنة 1955م في 21/5 وهي ألمانية أصلاً من بافاريا.
واختصاصها المحاماة، نالت المؤهل ـ ليسانس ـ سنة 1981م.
وكانت على وظيفة باحث في الجامعة، في القانون من سنة81 ـ 1984م.
وقد عملت في أشهر مكتب محاماة في ميونخ، ثم استقلت بمكتب محاماة خاص بها.
كان المترجم بيني وبينها الدكتور أحمد خليفة.
سألتها: متى سمعتْ شيئاً عن الإسلام في حياتها فقالت: سمعت عنه في المدرسة في الصف الخامس الابتدائي في دروس الديانات العالمية، وسمعت أن المسيح مذكور عند المسلمين في القرآن وأن المسلمين يحترمونه بخلاف الديانات الأخرى.
قلت: ومتى سمعت عن الإسلام بوعي؟
قالت: عندما قامت الثورة الإيرانية سنة 1979م، [1]. وكانت لها جارة تركية حصل بينهما نقاش عن الإسلام، بالإضافة إلى مجموعة من الطلبة الإيرانيين الذين كانوا يعقدون حلقات عن إيران يتحدثون عن الإسلام، وحضرت هي بعض هذه الحلقات.
قلت: ما الرأي المتكون عندها عن الإسلام؟
قالت: هي امرأة، واهتمامها ينصب على مكانة المرأة في الإسلام، وسمعت سماعاً، دون أن تقرأ هي، أن الحقوق في الإسلام كلها للرجل ولا حق للمرأة!
ولما تعرفَتْ على المركز الإسلامي في ميونخ، بدأتْ تقرأ عن مكانة المرأة في الإسلام من منشورات المركز، وتغيرت الصورة عندها نوعاً ما، لأنها لم تتم قراءة الكتب التي أهديت لها من المركز.
قلت: هل عندها اطلاع على الأديان المقارنة؟
قالت: إنها قرأت عن المسيحية واليهودية أثناء الدراسة، وأخذت من المركز كتباً عن الإسلام قبل أسبوع فقط، ولم تقرأها إلى الآن، وإنما أخذت منها الموضوعات المتعلقة بالمرأة والزواج، وتعتقد أن الأديان من منبع واحد، والأصل أن تطلب الأديانُ من الناس أن يسيروا على منهج حياة واحد.
قلت: هل يوجد في الغرب ما تتطلبه الروح، مع ما وجد من اهتمام بالجسد؟
قالت: إنها ترى من حياتها في الدراسة وصداقة الناس، أن المال لا يسعد الإنسان، وأن الغربيين يشعرون بالخواء الروحي والفراغ والوحدة والوحشة، وخاصة في المدن الكبيرة، أما القرى فالأمر أخف وتوجد بين الجيران في الأرياف علاقات.
وقد أدى عدم العلاقات بين الناس في المدن، إلى انتحار بعض الناس وقالت: إن بعض أصدقائها انتحروا، وآخرهم فتاة صديقة لها انتحرت في العام الماضي وهي تملك المال والجمال.
وقالت: إنها قبل نصف سنة زارت سريلانكا، وشاهدت الناس فيها على رغم فقرهم يشعرون بالطمأنينة أكثر، وأثناء حديثها مع أهل سريلانكا، أحست أنهم يغبطون أهل الغرب ويتمنون أن يكونوا في بلاد الغرب، قالت: ولكنها تشعر هي أنهم إذا هاجروا إلى الغرب سيكسبون المال، ولكنهم سيفقدون السعادة التي عندهم الآن.
وقالت: إن الذي أزعجها في الشرق الصورة السيئة التي عندهم عن النساء في الغرب، وكأنهن كلهن متهتكات، وأن بعض الأشخاص في سريلانكا سألها بعض الأسئلة أحست فيها بالاتهام والإهانة للمرأة الغربية.
قلت: هل تعلمين أن الأناجيل مختلفة وليست متفقة؟
قالت: هذا صحيح، إنه يوجد خلاف في الترجمات بين الكنائس المختلفة، وعلى سبيل المثال الاختلاف: هل كان عيسى عليه السلام الابن الوحيد لمريم العذراء أو سبقه ولحقه إخوة له آخرون، فترجمات الأناجيل تختلف في ذلك، وأساتذة علم اللاهوت يختلفون كذلك.
وقالت: إن أستاذة في اللاهوت أصرت أن مريم لا يجوز أن يطلق عليها لقب العذراء، لأن علم وظائف الأعضاء الحديث ينفي أن تكون مريم عذراء وهي قد أنجبت، وقد فُصِلَتْ هذه الأستاذة من الجامعة وسحب منها ترخيص التدريس وهي في ألمانيا.
قلت: هل الاختلافات بين الأناجيل كثيرة أو قليلة؟
قالت: لعل سبب الخلاف الأخطاء في الترجمة، لأن الأصل غير موجود والأخطاء قليلة، وقد تمت كتابة الأناجيل من قِبل حواري المسيح ما بين 30 ـ 150 سنة بعد الميلاد، وهذه الصحف غير موجودة ولا أحد يعرف مكانها وإنما تم تداول الصحف الجديدة.
والكتاب الذي يعتقده النصارى القديم والجديد، ولم يبق من القديم إلا الوصاياً العشر، وصحف إبراهيم لم يبق منها شيء.
قلت: هل سمعت أن الإسلام هو الدين الأخير العالمي الذي يجب على كل الناس اتباعه؟
قالت: سمعت أن كلاً من أهل الأديان يحترم الآخر، ولم تتصور أن الإنسان لا يمكن أن يكون نصرانياً ومسلماً في وقت واحد، ولم تسمع إلا أن هذا القرآن ذكر أن عيسى عليه السلام نبي فقط.
قلت: هل سمعت أن هناك جنةً ونار؟
قالت: سمعت أن الله يحاسب الخلق فيثيب الصالح بالجنة، ويعاقب العاصي بجهنم، والعاصي هو الذي لا يؤمن بالله وإنما يؤمن بالشيطان.
قلت: هل الأقرب إلى العقل الإيمان بإله واحد أو بآلهة متعددة؟
قالت: اليونان القدامى كان الأيسر عندهم تصور أن لكل مهمة إلهاً، فاطمأنوا إلى قضية التعدد، وأما العهد القديم والجديد فهما يتحدثان عن الإله الواحد مع بعض الاختلافات، موسى في العهد القديم أمر بالقصاص: السن بالسن وفي العهد الجديد أمر بالتسامح.
قلت لها: ولكن التثليث عند النصارى هو الذي يعتقدونه.
قالت: المراد إله واحد في أشكال ثلاثة.
قلت: ألا ترين أن الإيمان بإله بهذه الصفة فيه صعوبة؟ وذكرت لها أنه يوجد هذا الكونُ المخلوقُ، ويوجد له خالقٌ، والخالق لا بد أن يكون واحداً وهو الإله، وهذا الإله عليم حكيم خبير بدليل الإتقان.
قالت: هذا هو الذي أشعر بأنه الحق، والرسول (صلى الله عليه وسلم) عهده قريب.
قلت لها: إن القرآن الكريم اعترف بجميع الأنبياء والرسل، من آدم عليه السلام ونوح وإبراهيم إلى عيسى عليهم السلام.
فقالت: أنا لم أكن أعرف إلا أن القرآن اعترف بعيسى فقط.
قلت لها: هل يوجد تشريع لحياة البشر في الإنجيل؟
قالت: هذا مستحيل، لأن الوصايا العشر المذكورة في الإنجيل قواعد عامة عن الظلم أو السرقة ونحوهما ولا يمكن أن تستوعب تنظيم حياة البشر، والدولة انفصلت عن الكنيسة، والقانون له هيئة مستقلة عن كل شيء ولا صلة بين الإنجيل والقانون، والباقي من أشكال المسيحية في موضوع الزواج بشكل ضعيف للغاية، فلا بد أن يتم الزواج المدني أولاً أمام السلطات الحكومية، وبعد ذلك وليس قبله يتم الزواج في الكنيسة.
وقالت: إنها سعيدة باستقلال الدولة عن الدين على الرغم أنها كاثوليكية الأصل، وقالت: يجب على الإنسان أن يفكر في الأجانب وخاصة المسلمين ولو كان الإنجيل هو القانون الموجود، فيصعب أن يعيش المسلمون في هذا المجتمع.
وقالت: إن الدين ضروري لحياة الإنسان، لأن المؤمن له هدف يعيش له وإلا صارت الحياة لا طعم لها. [2].
وقالت: إن أمها مات زوجها الأول والثاني، وفقدت أحد أولادها ومرت عليها أيام عصيبة في حياتها: مشكلات مالية وغيرها، فإذا كان هذا هو كل الحياة، فلا حياة سعيدة والانتحار أولى منها، ولكن الدين يعطي الإنسان أن وراء هذه الحياة حياة أخرى فيصبر ويؤمن لمستقبل حياته.
ثم شرحت لها كيف بَيَّن الله علاقات الناس بعضهم ببعض ونظم حياتهم وسألتها: هل تحب أن تتعلم الإسلام؟
فقالت: المشكلة في عدم تعرف الألمان على الإسلام، بسبب أن الأتراك حضروا للعمل وجمع المال، ولم يكن عندهم عوائل، ولهذا لم يعرف الألمان العلاقات العائلية بين المسلمين من قبل، أما الآن فبدأ المسلمون يظهرون وجودهم، وبدأت الأسئلة تزداد من قبل الألمان، لأنهم رأوا واقعاً جديداً يحبون أن يعرفوه، حتى فكر البرلمان أن يسمح للمسلمين بالمشاركة في الانتخابات المحلية، لأنهم صار لهم كيان في المجتمع.
وقالت: إنها تحب الاطلاع وهي تقرأ الآن عن الإسلام، وتريد أن تقرأ عن الإسلام كمدخل ما يكتبه الألمان عن الإسلام، حتى تأخذ فكرة عنه بلغة اجتماعية تفهمها، وبعد ذلك ستقرأ عن الإسلام مما يكتبه المسلمون.
قلت لها: ما أهم موضوع يقلق أوروبا الآن؟
قالت: القنبلة النووية، وما يتعلق بها من مخاطر، فشرحت لها كيف يحافظ الإسلام على السلام العالمي لو تمكن في الأرض، وأنه لا يجيز استعمال السلاح إلا ضد المعتدين والذين يقفون ضد الحرية التي شرعها الله فقط.
قالت: ولكن الخميني الآن يريد نشر الإسلام بالقوة.
قلت لها: الخميني لا ينشر الإسلام والقتال الموجود بين العراق وإيران ليس من أجل الإسلام، وإنما هو أحقاد بين الحكام وأهواء، ومنهج الإسلام غير تصرفات من ينتسب إليه تصرفاً سيئاً.
1 - أنظر الزمن الطويل بين سماعها وهي طفلة في المدرسة وسماعها عنه في حالة رشدها، يعني أنها لمدة 29 سنة من عمرها ما كانت تدري شيئاً عن الإسلام
2 - قد يبدو في قولها: إن الدين ضروري لحياة الإنسان وإن الحياة لا طعم لها بدونه، تناقضاً مع قولها: إنها سعيدة باستقلال الدولة والقانون عن الدين، والحقيقة أنه لا يوجد تناقض، لأن الدين الذي تقصده ، هو تلك الصلة المؤقتة الضعيفة بالكنيسة، والتحلي ببعض الأخلاق الروحية، وهذا لا يتنافى مع استقلال القانون عن الدين عندها وعند غيرها من أهل الغرب، وسيأتي في كلامها ما يدل على أنها ترى أنها حرة في جميع تصرفاتها، وأن الدين ليس له أن يحرم عليها شيئاً ترغب في فعله



السابق

الفهرس

التالي


15248536

عداد الصفحات العام

967

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م