﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


جولة ممتعة:

جولة ممتعة:
الثلاثاء: 11/11/1407 هـ.
إن متعتي الأولى في جولاتي في العالم هي الاتصال بالناس والتحدث معهم في شؤون الدعوة، سواء كان هؤلاء الناس مسلمين من قادة الدعوة، أو من العامة، ولكل رجال حديث، أو غير مسلمين، لأحاول إبلاغهم دعوة الإسلام بالأسلوب المناسب الذي أراه في حينه، وهذه المتعة هي الغالبة. وأحب ـ أيضاً ـ أن أتمتع بجمال الطبيعة: البحار الهادرة، والجبال الشاهقة، الغابات المتشابكة، والأنهار الممتدة، والسحب المتراكمة، والثلوج المتجمدة، والطيور السابحة في الفضاء والمغردة على أغصان الشجر، إنني أحب ذلك كله، ولكن لا أحصل عليه إلا في طريق المتعة الأولى بدون قصد في أغلب الأوقات.
وقد أجد فرصاً نادرة في أوقات لا سبيل فيها إلى مواصلة الاتصال بالناس، فأحاول أن أنتقل إلى المتعة الثانية، وقد أنجح وقد أفشل في الحصول عليها لأسباب متعددة، وأهمها الرفيق المتفرغ، وكان هذا اليوم من الأيام التي لم نعرف فيه مواعيد محددة في الصباح، فقلت للأخ يعقوب: إني أرغب أن أرى بعض المناظر الطبيعية الجميلة في خارج المدينة فقال: هناك منطقة جميلة جداً في الجنوب، بها جبال عالية، لا تذوب فيها الثلوج صيفاً ولا شتاء، قلت: إذًا فلنذهب إليها.
فتحركنا من المركز الإسلامي إلى تلك المنطقة في الساعة الثامنة والنصف بالسيارة التي يقودها الأخ يعقوب، وصلنا إلى المنطقة وتسمى: (غارمش GARMISCH) في الساعة العاشرة.
وتنقلنا من جبل إلى آخر عن طريق المصاعد الصاعدة والهابطة، ولم يكن الأخ يعقوب يعرف الجبال التي لا تخلو من الجليد، فصعدنا إلى قمة جبل رأينا على رأسه بياضا ظننا أنه جليد، فلما وصلنا وجدناه صخوراً بيضاء، ومقدار ارتفاعه 780 متراً، ويسمى: (WANKBHAN) ويقطع المصعد (SEILBAHN) تلك المسافة في ربع ساعة، وعندما لم نجد الجليد قلت للأخ يعقوب: هذا هو الحمل الكاذب الذي تشعر به المرأة التي تتمنى الحمل فلا يرزقها الله ذلك، تحس بانتفاخ بطنها، وقد ينقطع عنها الحيض وتظن أنها حامل ثم يتبين أنه لا يوجد حمل ولهذا أسماه الأطباء بالحمل الكاذب، وهكذا كان هذا البياض في رأس الجبل الجليد الكاذب.
ثم ذهبنا إلى جبل آخر وصعدنا إلى قمته، ظناً منا أن نجد به جليداً فلم نجد شيئاً، ولكن المناظر كانت جميلة أثناء الصعود والوقوف على قمم الجبال وأثناء النزول، ثم قلت للأخ يعقوب: الأفضل أن نسأل عن الجبل الذي يوجد فيه الجليد، حتى لا يمضي يومنا كله تجارب، فسأل ودلوه على عنوان الجبل وأشاروا له إلى الطريق إليه، ويسمى الجبل :(ZUGSPISBAHNEN) ويبلغ ارتفاعه ثلاثة كيلومترات، ومصعده أكبر من مصاعد الجبال الأخرى التي مررنا بها والناس يتزاحمون فيه واقفين، وأخذ المسافة بالمصعد من أسفل الجبل إلى قمته في مدة عشر دقائق، ويوجد في أعلى الجبل مطاعم ودكاكين ومقاه ودورات مياه.
وعندما وقفنا على قمة الجبل، نظرنا إلى الجانب الآخر منه من الجهة الشرقية فإذا الجليد يغطي الأرض كلها وسفوح الجبال المجاورة وقممها، ورأينا بعض الناس يمشون في وسط هذا الثلج، فاشتقت إلى أن أخرج أمشي فيه، ولم أكن لابساً غير ثوبي العربي الخفيف ـ صيفي ـ فقال لي الأخ يعقوب: يخشى عليك من البرد، فقلت: لنذهب ولا يحصل إلا الخير إن شاء الله.
فخرجنا نمشي في وسط جبال من الثلج، ورآني بعض العرب أمشي بذلك الثوب فصاحوا: بَرد برد! فقلت لهم ـ وكانوا شباباً ـ: أنا لست شيبة مثلكم أنا شاب، فتعجبوا من ذلك، وكان الجو صحواً والشمس ساطعة في أول الأمر فكان المنظر في غاية الروعة والجمال، ويُنشأ في المنطقة فندق جديد.
وبعد فترة بدأ الجو يغيم، ونزلنا في مصعد آخر إلى الجانب الشرقي من الجبل ثم صعدنا وبدأ المطر ينزل، ثم نزلنا إلى المكان الذي صعدنا منه أولاً، وكان المطر نازلاً، وشلالات بعض الثلوج في سفح الجبل من الجهة الغربية نازلة في كثير من شعاب الجبل، والمصعد يمر بنا فوق تلك الشعاب المملوءة بالغابات ذات الأشجار الجميلة الباسقة وتحركنا من منطقة غارمش إلى ميونخ في الساعة الرابعة إلا ربعاً(19).

منظر من منتزه غارمش في منطقة ميونخ الألمانية 11/11/1407هـ


الكاتب على ممر إحدى البحيرات الكثيرة التي تتخلل منتزهات غارمش ـ ميونخ ـ 11/11/1407هـ


إحدى البحيرات الكثيرة التي تتخلل منتزهات غارمش ذات المناظر الخلابة ـ ميونخ ـ 11/11/1407هـ


الكاتب وعلى يساره الشيخ يعقوب محمد اليوغسلافي في وسط الجليد في جبل غارمش ـ ميونخ ـ 11/11/1407هـ



الكاتب يضع قطعة جليد على رأسه، وحدث نفس المنظر في رحلة استراليا المجلد السابع من هذه السلسلة


وحظينا بصيد!
وبعد أن تحركنا قليلاً قافلين، وجدنا شاباً ألمانياً واقفا بجانب الطريق، يطلب منا الوقوف والمطر نازل بغزارة فوقفنا، وكانت سيارته واقفة على جانب الطريق، فقال: إن سيارتي معطلة فأرجو أن تأخذوني معكم إلى ميونخ لآخذ من يسعفني بسحبها، فركب معنا وبدأت أنظر إليه وأطلب من الأخ يعقوب أن يترجم بيني وبينه، فقد ذهب في هذا اليوم وقت طويل لم أقابل فيه أحداً، ولكن الأخ يعقوب كان خائفاً، لأنه لا يجيد الترجمة فقلت نسأل أسئلة سهلة(20).

الشاب الألماني (ماركوس) لم يسمع أي شيء عن الإسلام ولا القرآن ولا محمد صلى الله عليه وسلم 11/11/1407هـ


قلت له: هل سمعت شيئاً عن دين يسمى الإسلام؟ فقال: لا.
قلت: مطلقاً؟ قال: مطلقاً.
قلت: هل سمعت عن رجل يدعى محمداً وهو نبي؟ قال: أبداً.
قلت له: هل سمعت بكتاب يسمى القرآن؟ قال: لا.
فتعجبت من ذلك، لأن الذين اتصلت بهم قبله كانوا يقولون: إنهم سمعوا عن الإسلام في المدارس مطلق سماع.
فسألته: هل درست؟ فقال: لا فعرفت السبب.
فسألني، قال: ما معنى الإسلام؟ قلت له: دين أنزله الله فقال: الأديان كثيرة ولا يدري الإنسان أي دين يتبع، فقلت له: أقرأ واسأل وقارن فستجد ديناً من الأديان يوافق الفطرة، وستجد غيره يخالفها، ووعدناه أن يتصل به الأخ يعقوب ليشرح له الإسلام، وهو موظف في دكان يبيع الراديو وعمره كما قال: عشرون سنة إلا ثلاثة أسابيع، وعمر والده اثنان وأربعون عاماً وعمر أمه 35 سنة. ومقدار المسافة من منطقة الجبل المذكور إلى مدينة ميونخ، مائة كيلو، وكلها مناظر جميلة.
صلينا في مسجد التوحيد الذي يتولى شؤونه وإمامته الأخ يعقوب، ثم ذهبنا لزيارة مؤسسة بافاريا التي يشرف عليها الأستاذ عبد الحليم خفاجي وقد سبق ما يتعلق بها من معلومات.



السابق

الفهرس

التالي


16306937

عداد الصفحات العام

25

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م