﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


السفر إلى مدينة برلين (الثوب أم العطر؟):

السفر إلى مدينة برلين (الثوب أم العطر؟):
أوصلني الأخ يعقوب اليوغسلافي إلى المطار لأسافر إلى مدينة برلين وبعد أن انتهت الإجراءات ودعني ودخلت إلى قاعة المغادرة، وكنت لابساً الثوب العربي وفي يدي حقيبتان: إحداهما فيها بعض الدفاتر والثياب والأخرى صغيرة بها الجواز والشيكات والتذاكر.
وعندما دخلت ممر التفتيش أخذت الشرطية الحقيبة الصغيرة وفتحتها على غير العادة في أكثر دول أوربا الغربية، فإنهم لا يفتشون إلا من يقع عندهم فيه اشتباه، وكنت في هذا اليوم من هذا النوع، وكان في هذه الحقيبة الصغيرة قارورة عطر عنبر فأخذتْها وسألتني: ما هذا؟ فأردت أن تعرف ذلك على الطبيعة، ففتحت القارورة ووضعت أسفل الغطاء على يدها وأشرت لها إلى أنفها، فشمت ذلك وكادت تعطس فلم يخرج العطاس، فصاحت متعجبة وأعطتني الحقيبة وقالت: تفضل، فدخلت إلى قاعة المغادرة وأخذت أكتب في دفتري بعض ما مضى في هذا اليوم.
وبعد قليل جاء أحد موظفي الخطوط ووقف أمامي، وأنا أكتب لم التفت إليه وما كنت أدري من هو؟ فقال لي: هل تسمح بإعطائي بطاقة دخول الطائرة؟ فأعطيته ونظر إليها وسلمني وذهب.
وبعده رأيت أشخاصاً يذهبون ويجيئون لابسين لباساً مدنياً، وأقبلت على الكتابة دون أن أعبأ بهم.
ثم جاء جندي مسلح ووقف أمامي وأنا أكتب غير ملتفت إليه، وقف قليلاً ثم اقترب مني وقال: تسمح بإعطائي الجواز، فأعطيته، ونظر إليه وأعاده وذهب.
وعندما أردت الخروج إلى الحافلة قال لي موظف الخطوط: ارجع وانتظر، فقلت في نفسي: ما ذا يريدون، الركاب غادروا ولم أبق إلا أنا؟ فجلست مواصلاً كتابة مذكراتي.
وبعد قليل قالوا لي: تفضل، وكانت السيارة التي أحضروها صغيرة، فوقع في نفسي ما وقع، ولكن السيارة مضت إلى الطائرة، التي كان يقف بجانب مصعد الخاص برجال الأعمال الجندي المسلح الذي طلب جوازي في داخل قاعة المغادرة، وكان يصوب نظره إلي، فصعدت، وأنا أقول: هل سيرافقني في الطائرة أيضاً شرطي مسلح إلى برلين؟!
ولا أدري ما سبب ذلك الأمر أهو الثوب الذي كنت ألبسه أم العطر الذي جعل الشرطية تصيح منه؟ على كل حال الغربيون معذورون ـ في الجملة ـ في هذه الاحتياطات، لكثرة الحوادث التي تحصل عندهم والرعب الذي يكاد يقطع قلوبهم من الاختطاف والاغتيال وتفجير القنابل وأخذ الرهائن، وأنا قد أكون تسببت في هذا الموقف بلباسي الذي كنت أستطيع أن البس غيره، فليس هناك لباس يجب على المسلم الالتزام به إلا ما يستر العورة.
ولكن وقع في نفسي مقابلتي للدكتور بيتر مساعد وزير الداخلية البافاري الذي سمع مني ما لا يسره عن اليهود، فقد يكون أراد إشعاري أن موقفي من اليهود غير مرضي عنه، أو يريد أن أنقل ما حصل لي في المطار للعرب حتى لا يفكروا في الإرهاب الذي شكا منه وطلب مني التعاون في نصح بني قومي في شأنه، والله أعلم أي الاحتمالات أرجح.
وقد أقلعت الطائرة من مطار ميونخ في الساعة الحادية عشرة والدقيقة الخمسين تقريباً.
وأطللت من النافذة لأرى تلك المناظر الجميلة، الأراضي الزراعية والغابات، والقرى الصغيرة هنا وهناك، في وسط تلك الأراضي والغابات. وكانت الشمس ساطعة، والجو صحواً في أغلب الأوقات، وكانت تتخلل الغابات والمزارع بعض الأنهار والبحيرات الصغيرة. وبعد مضي ساعة كانت الطائرة تحوم بنا على مدينة برلين وهي ممتدة واسعة.
وقد هبطت الطائرة في مطار برلين الغربية في الساعة الثانية عشرة والدقيقة الرابعة والخمسين، فكانت مدة الطيران ساعة واحدة.



السابق

الفهرس

التالي


11535360

عداد الصفحات العام

1461

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م