﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


حراج الشحاذين الذين يُرَقِّصون أهل الغرب:

حراج الشحاذين الذين يُرَقِّصون أهل الغرب:
سميت في الكتاب الخاص ببريطانيا حديقة "هايد بار" بـ(سوق حراج الأفكار) لأن الخصام الذي يحصل بين الخطباء والمتحاورين معه تكون موضوعاته مرتبطة بالأفكار المتنوعة، في الأديان والعقائد والفلسفات، والشئون السياسية والاقتصادية والإعلامية وغيرها.
وسميت الملعب الكبير في منطقة "سنيان" في جاكرتا: بـ(سوق حراج الرياضة والموسيقى) لأن المجموعات المتنافسة فيه على من يقصده للرياضة يغرونهم بالحركات الرياضية المتنوعة والموسيقى.
وهنا في فيينا يوجد شارع سياحي في قلب مدينة فيينا، وشوارع مجاورة له، لا يسير فيها إلا المشاة، وأغلبهم من الزوار من خارج مدينة فيينا أو النمسا، ويكثر في هذه الشوارع الأسواق والبضائع التي يرغب الزوار في شرائها، من التحف القديمة وغيرها.
ويفد إلى هذه الشوارع كثير من الشحاذين من بلاد الغرب وإفريقيا ومن بلاد الشرق، كالهند وغيرها، ويتخذ كل واحد منهم أي أداة من أدوات الموسيقى، ويحجز مكاناً في الشارع ويفرش قطعة من القماش فيه، ثم يأخذ في العزف على آلته، ويغرد بغنائه، ويرقص بجسمه ويتجمع الناس حوله، فتصبح حوله أمة من البشر من كل حدب وصوب، ويأخذ الغربيون يرقصون معه محاولين تقليده في رقصته، سواء كانت غربية أو شرقية أو إفريقية، وقد يكون الراقص مبتكراً لتلك الرقصة أو الحركات من أجل جلب الناس إليه وعطفهم عليه.
وبعضهم لا يملك إلا مزماراً، فيأخذ في الزمر وفي عمل حركات جنونية بجسمه.
والذي يمشي في هذا الشارع يجده مليئاً بالبشر الذين يلتفون على أولئك الشحاذين، لا يجاوز حلقة إلا وجد بجوارها حلقة أخرى، ورؤوس الغربيين الملتفين حول الرقاصين تصعد وتهبط رجالاً ونساء، صغاراً وكباراً، يشاركون الشحاذ الذي يلتفون حوله، وقليل منهم يرمي له شيئاً من القروش.
قلت للأخ معتز الذي كان يرافقني مدة بقائي في فيينا: إن هذه الأسواق وما يوجد بها من تجمعات شبيهة بأسواق العرب في الجاهلية، فلو أن شخصاً يجيد لغتهم وقف في بقعة من هذا الشارع كما يقف هؤلاء الشحاذون، وصاح في الناس أن يجتمعوا حوله، وهو قادر على مخاطبتهم بأساليب جذابة، ويبدأ يتحدث عن الإسلام بأسلوب مناسب، متخذاً فيها النكتة والطرفة وسيلة من وسائل جذبهم، ومع ذلك يقدم لهم الإسلام بحجج دامغة ويبين لهم أضرار تسيبهم وما يجلبه عليهم من شقاء، فهل تراهم سيقبلون عليه كما يقبلون على الرقاصين ويسمعون منهم؟
فقال الأخ معتز: إن هؤلاء يأتون إلى هذه الأماكن السياحية ليسلوا أنفسهم، ومن السهل أن يستجيبوا لمن يرقص لهم ويرقصهم، أما الموضوعات الدينية فلا أظن أنهم يستجيبون لسماعها.
قلت: ومع هذا فإن المفروض على الداعية القادر على مخاطبة القوم بلغتهم أن يجرب، وأن يقف للناس في أماكن تجمعاتهم، ويدعوهم إلى الله، المرة تلو الأخرى، ولا ينبغي أن نستسلم لليأس، فقد يكتب الله على يديه هداية بعض الناس.
وهذه هي سنة رسل الله عليهم الصلاة والسلام في قومهم، وبخاصة خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، الذي كان يتتبع بدعوته الناس في أسواقهم ومنازلهم ومواسمهم، وكان ينال منهم الأذى والطرد، ويصبر على ذلك حتى نصره الله، بعد أن بلغ دعوته وأقام الحجة على الناس، ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو القدوة الحسنة لمن يريد اتباعه صلى الله عليه وسلم : { قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي}. [يوسف: 108].
وإذا كان الخطاب الجاد لا يجذبهم، فلنبتكر الوسائل التي يمكن أن تجذبهم، ما هو مباح، أما تركهم بدون أن يصل إليهم البلاغ المبين الذي كلفناه الله تعالى فإنا به آثمون. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.



السابق

الفهرس

التالي


15334470

عداد الصفحات العام

2527

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م