﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


كيف تمكن أحمد عبد الرحيم أن يكون رئيساً؟

كيف تمكن أحمد عبد الرحيم أن يكون رئيساً؟
أكثر المنتخبين من العمال الأتراك، وهم أكثر من 90% وينقسمون إلى مجموعات، كل جماعة توالي هيئة من الهيئات في بلادها.
وأكبر المجموعات الإسلامية التركية في النمسا هي:
الجماعة الأولى: جماعة ملي قرش، وهي امتداد لحزب السلامة الذي يرأسه نجم الدين أربكان.
والجماعة الثانية: جماعة صوفية نقشبندية، وتسمى بالسليمانية، نسبة إلى مؤسسها الشيخ سليمان.
والجماعة الثالثة: جماعة قومية تتبع الحزب القومي في تركيا يرأسه ألب أرسلان تركش.
الجماعة الرابعة: مجموعة صغيرة توالي الحكومة التركية، وهذه نشأت حديثاً.
وجماعة ملي قرش كانت تتعاون مع اتحاد الطلبة المسلمين.
وجرى الحديث حول المرشح، واعتذر الأخ أنس عن ترشيح نفسه، واعترض على ترشيح إسماعيل بالتش، وكذلك اعترض على ترشيحه آخرون، وكان أحمد عبدالرحيم زاي يبدو في ذلك الوقت أن عقيدته سليمة، وإن لم يكونوا متيقنين من التزامه، وكان يظهر للاتحاد ولجماعة ملي قرش أنه أقدر على تولي الأمر من إسماعيل.
وكان إسماعيل على قائمة النقشبندية والقوميين، وكان أحمد عبد الرحيم على قائمة الاتحاد وملي قرش وفاز أحمد عبد الرحيم.
والنمسا دولة علمانية، تفصل بين الدين والدولة فصلاً مطلقاً، ولكنها تعطي الأديان المعترف بها امتيازات وأوضاعاً خاصة، فالتعليم الديني في المدارس تموله الدولة، أي تدفع رواتب المدرسين وثمن الكتب، وتترك للهيئة الدينية الرسمية، أياً كانت أن تضع المنهاج التعليمي وتختار الكتب وترشح المدرسين والمفتشين وتمنحها مقابر خاصة، وغير ذلك.
ولا زالت الفوائد التي يحصل عليها المسلمون من الاعتراف الرسمي بالإسلام، محصورة في التعليم الديني في المدارس الرسمية، وقد بدأ ذلك في نهاية سنة 1981م.
وقد عين أحمد عبد الرحيم مفتشاً لمادة الدين الإسلامي في وزارة التعليم النمساوية.
ولكن هذا الرجل ـ أحمد عبد الرحيم ـ ظهر بعد فترة من انتخابه على غير ما ظهر للمسلمين أولاً، فتسلط على شؤون الجماعة واستبد بالأمر وله صلات واسعة وقوية مع الموظفين في الحكومة، ولا سيما فئة البوليس الذين كانوا زملاؤه في الأكاديمية.
فاختلف مع نصف المنتخبين الثمانية، واكتسبوا أغلبية ضده وعزلوه قبل أربع سنوات، وانتخبوا منهم رئيساً وهو أحد الأتراك، فرفض أحمد عبد الرحيم قبول قرار العزل، وتمسك بمنصبه، وأفلح في إيجاد فرقة بين الذين عارضوه وبين الذين أيدوه أولاً.
وحصل على أغلبية، وثبت نفسه رئيساً، وتمسك الآخرون بقرار عزله، ورفعوا الأمر إلى دائرة شؤون الأديان في وزارة التعليم والفنون والرياضة، ولكن صلته بالدائرة كانت أوسع، فحصل على دعمهم ومصادقتهم، وعدل الدستور السابق بحيث يكون العزل صعباً في المستقبل، ولكن خصومه رفعوا الأمر إلى المحكمة العليا، وآخر جلسة عقدتها المحكمة كانت في 9 أو 10 يونيو، أي قبل شهر من الآن.
ويبدو أن المحكمة العليا أقرت وجهة نظر المعترضين، وفي نفس الوقت اكتشفت المحكمة أن قرار الترخيص حصل عن طريق إخطار رسمي، وليس عن طريق قرار منشور، والواجب أن يكون قراراً منشوراً، وليس مجرد إخطار، ومعنى هذا أن هذا القرار يمكن أن يلغى ويجري التأسيس من جديد، ولكن قرار المحكمة لم يبلغ لأصحاب الشأن إلى الآن.
وهذا قد يكون فيه مصلحة إذا أعطي المسلمون حق تقرير أمرهم، ولكن أحمد عبدالرحيم يسعى لأن يعطى فترة انتقالية بحيث، يشرف هو على تصحيح الأوضاع الإجرائية.
والحقيقة أن الخلاف ليس بينه وبين الأربعة فقط، وإنما الخلاف بينه وبين كل الجماعات الإسلامية، والأربعة إنما تابعوا أمر عزله، وعندما عارضه الأربعة عين من عنده أربعة بدلهم من الموالين له.
وسيطر على الأئمة فلا يُعَيَّنُ إمام الجماعة في المسجد إلا بترخيص منه، على رغم أن راتب الإمام يصرف له من الجماعة نفسها، ولهذا مله المسلمون، وبخاصة الأتراك وتعامله مع المسلمين سيئ جداً منذ ثمان سنوات.
والنظام المقرر في الانتخابات أن تجرى الانتخابات للهيئات بعد كل أربع سنوات، ولكن هذا الرجل لا يجري انتخابات ويتعلل بأعذار لا قيمة لها.
وظن بعد فترة أن كل الجماعات مضطرة لتأييده، فحدد موعداً للانتخابات، وكان الموعد في ثمانية مارس من هذا العام 1987م.
وقد نص في الدستور الذي عدله أن أي قائمة لا تحصل على 30% لا تعرض على الانتخابات، واتصل بالمجموعات المختلفة وتحدث معهم عن الأشخاص المرشحين، فوعدوه خيراً، ولكن المجموعات التركية اتصل بعضها ببعض واتفقوا على عزله على رغم الخلاف الجاري بينهم.
وقال الأخ أنس: إن المسؤولين عن الجماعات الإسلامية اتصلوا بي وطلبوا مني أن أرشح نفسي، وأن لا أرشح أحمد عبد الرحيم، فعارضت أولاً ذلك الطلب، لأني لم أكن متيقناً من فجور أحمد عبد الرحيم، ولأني أرى أنه متفرغ للعمل ليس عنده وظيفة أخرى تشغله، ويسكن معه سبعة أشخاص موثوق بهم، وهو وإن كان رئيساً لهم لا يستطيع أن يغلبهم لأنهم أغلبية، وتفاوضت مع الإخوة الأتراك أسبوعاً لأقنعهم برأيي، ولكنهم رفضوا أن يرشح أحمد عبد الرحيم، فقلت لهم: إذا يبقى على وظيفة مفتش وله راتب ويعين رئيساً فخرياً، لاتقاء شره، فوافقوا على ذلك.
فاجتمعوا وأخذوا توقيعات الأعضاء على ذلك وقدموا له القائمة، ولم يكن مسجلاً فيها ضمن الثمانية وكان ذلك في 13 فبراير منذ ستة شهور.
فما كان منه إلا أن جمع المجلس الأعلى التابع له، وقد وضع مادة في النظام المعدل أنه لا بد أن يوافق المجلس الأعلى على القائمة، فأجلوا الانتخابات إلى أجل غير مسمى.
وحَدد بعد عدد من الاجتماعات موعداً آخر للانتخابات، بحيث لا يتجاوز الأسبوع الأول من شهر أبريل، فانقضى الموعد ولم يحصل على شيء، ثم حدد يوم 24 مايو فانقضى ولم يحصل على شيء، وبعد مفاوضات رأى المسلمون أنهم إما أن يتصارعوا معه، وهذا سيقتضي تطويل الوقت، لما عنده من إمكانات دستورية ولصلته بالدولة وتبقى الأمور معلقة، وإما أن يعطوه القدر الذي لا يضرهم وتسير الأمور في صالحهم، وبعد مفاوضات أدخل في القائمة بشرط أن تجري الانتخابات، وأجريت الانتخابات في 31 مايو وفازت القائمة بإجماع مطلق وهو واحد من المنتخبين.
والثمانية هم الذين ينتخبون الرئيس ونائبه وأمين السر، ولم يحضر أحمد عبدالرحيم، لأنه خشي أن يحضر أمام الناس وهو يعرف كراهيتهم له.
ووضع في القائمة: نعم، ولا.
لأنه لو كتب في القائمة أسماء لشطبوا اسمه.
وماطل ثم اجتمعوا وانتخبوه أمين سر باتفاق معه، وانتخبوا الأخ أنساً رئيساً.
ولكن أحمد عبد الرحيم قد وضع مادة في الدستور مضمونها أن المجلس الأعلى هو الذي يوافق على الانتخاب، ولهذا ما زال يماطل ويحاول أن يكون رئيساً، ووضع مادة أخرى في الدستور أن الرئيس ينتخب بأغلبية مطلقة، ولا يعزل إلا بثلثي الأعضاء، ولا زال الصراع مستمراً. [1].
من يؤيد هذا الرجل؟
عندما أسست الجماعة واعترفت الدولة النمساوية بالدين الإسلامي، وبدأ تدريس مبادئ الإسلام في المدارس الحكومية لأبناء المسلمين، لم تكن السفارة التركية، وهي تمثل تركيا، راضية بذلك [2]. فاحتجت السفارة التركية على وزارة الخارجية النمساوية، وكان أحمد عبد الرحيم ضد هذا الاحتجاج، ولكنهم تفاوضوا معه حتى اتفق معهم على أن تقوم الحكومة التركية بتحمل عدد من المعلمين الأتراك، حسب رغبة الحكومة نفسها وهو يعين هؤلاء المعلمين، وسافر إلى تركيا قبل سنتين وجاء بعشرة مدرسين أتراك من قبل وزارة التعليم التركية، ولم يكن الأتراك المسلمون في النمسا راضين بذلك، بل كان ذلك التصرف ضد رغبتهم، ولما احتجوا على ذلك قال لهم: إن هؤلاء المعلمين عشرة فقط وعددهم قليل فلا يضر ذلك، ولكنه بعد فترة وجد أن هؤلاء المعلمين المعينين من قبل الحكومة التركية يحترمونه فأعجبه سلوكهم معه، واستقدم أحد عشر معلماً زيادة على العشرة السابقين.
وإضافة إلى تأييد السفارة التركية، يتلقى التأييد من السفارة الإيرانية، لأنها لم يبق لها مجال في صفوف المسلمين، كما كان ذلك في بدء الثورة الإيرانية، ولهذا عين أحمد عبد الرحيم أحد الإيرانيين في مجلس الشورى، فهم يدعمونه خوفاً من ابتعادهم نهائياً عن صفوف المسلمين، وتوجد مجموعة صغيرة من جماعة ملي قرش التركية تتعاون مع الإيرانيين وهذه المجموعة تدعم أحمد عبد الرحيم.
1 - هكذا يصاب المسلمون بالمستبدين الظلمة في كل مكان، حتى في الغرب الذي فيه ديمقراطية يحرم المسلمون منها على مرأى ومسمع من نفس الدولة الديمقراطية، ولا يبعد أن يكون الأمر مرتباً مع هذا الرجل المشبوه من داخل النمسا وخارجها!
2 - لأن الحكومة النمساوية علمانية، غير منتسبة للإسلام، ومع ذلك تعطي الأتراك المسلمين حقاً في تعليم أبنائهم الإسلام في مدارس رسمية وهو أمر لم يحصلوا عليه في بلادهم تركيا التي تحكمها دولة علمانية تنتسب إلى الإسلام وتحارب دعاته؟!



السابق

الفهرس

التالي


16589604

عداد الصفحات العام

684

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م