﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


المؤمن كالنحلة:

المؤمن كالنحلة:
النحلة أينما حلت قطفت غذاءها من الأزهار والورود، وحولته إلى شراب من العسل المصفى فيه شفاء للناس.
وهكذا المؤمن أينما حل حاول أن يوصل إلى الناس هداية الله التي تضمنها وحيه، وقد يكون في ذلك مخاطر عليه في بعض البلدان التي يتولى الحكم فيها طغاة ظالمون، لا يسمحون لأي فكر يخالف فكرهم أن يظهر، وبخاصة الدول الشيوعية التي لا تستطيع حماية مذهبها وبقاءه إلا بوضع سدود قوية تمنع الأفكار التي لو سمعها الناس بحرية، لرفضوا الفكر الشيوعي رفضاً باتاً.
فقد كانت مجموعة من الطلبة المسلمين قد وفدت إلى بلغاريا وطردتهم السلطات البلغارية عندما رأتهم متمسكين بدينهم فاستقروا في يوغسلافيا.
وفي سنة 1967م وصل إلى يوغسلافيا أربعة من الطلبة المسلمين، وبدأ هؤلاء الأربعة يصلون ويصومون، وكان الطلبة الذين سبقوهم يسخرون منهم ويقولون لهم: نحن قد سبقناكم، وكنا نصلي ونصوم مثلكم، ولكن بعد مضي ستة شهور انتهى كل شئ.
وعندما صام الأربعة شهر رمضان انضم إليهم اثنا عشر طالبا، والتف حولهم في صلاة العيد عدد كثير من الطلاب، وكان ذلك أول احتفال بعيد إسلامي يحصل بدون رقص ولا خمر.
وقد تساءل اليوغسلاف عما حدث للطلبة العرب، الذين أقاموا احتفالهم بدون سكر ولا رقص.
وقد شجع الإخوة الأربعةَ التفافُ الطلبة المسلمين حولهم، إلى إقامة تنظيم شمل الطلبة من كل الأقطار الإسلامية: من السودان والعراق والأردن وفلسطين وأوغندا وكينيا وأفغانستان.
وكانوا يتجمعون في قلعة الميدان التي بناها الأتراك على ملتقى نهر الساغا والدانوب، وهذا المكان حديقة عامة يلتقي فيه عامة الناس.
ويوجد على شاطئ النهر شجر تتدلى فروعه إلى الأسفل تدلياً يمكن من التستر به.
وكان الناس يسرحون ويمرحون في الحديقة، فإذا سئموا عادوا إلى منازلهم قبل الفجر، وكان العشاق يستترون في فروع تلك الأغصان المتدلية لعمل المنكر، فإذا خلا المكان من هؤلاء المجرمين ذهب الإخوة وقت الفجر، واجتمعوا تحت تلك الأشجار، لتدارس أمورهم والتخطيط لنشر دعوة الدين الإسلامي.
وزاد العدد ونما التنظيم، وكان الإخوة يظنونه تنظيما سرياً لن ينكشف.
وعندما حل عيد الأضحى المبارك أقيم احتفال لم يسبق مثيل له في ذلك البلد، ذبحت فيه سبعة خرفان، وامتلأت بالمصلين صالة ضخمة ودعي إلى حضور الاحتفال المسلمون وغيرهم، وقدمت الفواكه والحلوى وكان احتفالاً فريداً من نوعه.
وكان قد حُل الحزب الشيوعي السوداني وأصدر الطلبة السودانيون بياناً يدينون فيه الحزب ودكتاتورية العمال.
وفي ثاني يوم العيد استدعى مسؤولُ الأجانب اليوغسلافي أحد الطلبة السودانيين وأجلسه عنده وقال له: ماذا تريد أن تشرب؟ فقال له: لا أريد شيئاً، لأن عندي الآن محاضرة، ثم نزل على رغبته وطلب الشاي، وفي لحظة من غفلة الرجل نظر الطالب إلى مكتبه فرأى منشور الطلبة السودانيين مترجماً إلى اللغة اليوغسلافية موضوعاً أمامه، وتظاهر الطالب بعدم معرفته أي شئ وقال المسؤول: هذه فرصة، نريد أن نتبادل الرأي في الأمور السياسية، فقال له الطالب: أنا ابن فلاح وعامل من الريف، وأتيت لدراسة الطب ولا أفقه شيئاً في السياسة.
وبعد إلحاح شديد من المسؤول قال الطالب: يمكن أن أحضر لك شخصاً آخر يجيد السياسة، فوافق الرجل مسروراً وطلب اسم الشخص فأعطاه اسم سكرتير الحزب الشيوعي السوداني الموجود في يوغسلافيا، فضحك كثيراُ، وقال: يبدوا أننا سنلتقي كثيراُ، وهو يعرف أن صاحب الاسم شيوعي، فقال له الطالب: قد لا نلتقي كثيراً وقتي مملوء بالعمل.
وكانت النتيجة أن حل التنظيم الذي كان يسمى: اتحاد الطلبة المسلمين، واتضح أن المسؤولين اليوغسلاف كانوا يعرفون كل شئ.
وعند ذلك لجأ الإخوة إلى تنظيم جديد، وهو أن يعمل طلبة كل بلد على حدة مع التنسيق المرتب.
واستمر الأمر فترة زاد فيها عدد الإخوة، فكونوا تنظيماً جديداً في مدينة بلغراد، ثم انتقل التنظيم إلى المدن اليوغسلافية الأخرى، ثم امتد ليشمل دول أوربا الشرقية.
وأهم ما أزعج اليوغسلافيين اكتشافهم تنظيماً يوغسلافياً إسلامياً أسس سنة 1939م، وحوكموا بعد الحرب العالمية الثانية واعتقل منهم 600 شاب، وقتل منهم عشرون تعذيباً، وأعدم أربعة، وبعث الباقون إلى السجون المتفاوتة، وكان المسؤولون اليوغسلاف يظنون أن هذا التنظيم قد انتهى، ولكنهم اكتشفوا أنه قد أعيد في فترة النشاط الطلابي الأخيرة، ولذلك أدخلوا كل شاب اكتشفوا له نشاطاً في السجن.



السابق

الفهرس

التالي


11535482

عداد الصفحات العام

1583

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م