﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


أساس كرامة الإنسان التربية الإيمانية الربانية:

أساس كرامة الإنسان التربية الإيمانية الربانية:
إن كرامة الإنسان تبدأ من ضرورة تربيته على الإيمان الصحيح الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، الإيمان الذي يفرق بينه وبين سائر الحيوانات في الأرض، وإذا وجد هذا الإيمان في الإنسان، فإن كل المشكلات ستحل بدون صعوبة، وسيجد كل إنسان عنده هذا الإيمان أنه كريم عند الله وعند خلقه وعند نفسه.
وسيعرف معنى الحرية وضابطها، ومتى يكون حراً ومتى يكون مستعبداً.
وعندنا في الإسلام ما يجتث جذور كل مبدأ يهدد كرامة الإنسان، وهو أن يكون الإنسان عبداً لله وحده، وعندئذٍ لا يستعبده مال ولا منصب ولا جاه ولا امرأة ولا خمرة ولا فرنك ولا دولار، وهو كما يشعر أنه عبد الله وحده، يشعر أن الناس كلهم مثله عبيد الله، فلا يرى لنفسه حقاً في استعبادهم بأي وسيلة من وسائل الاستعباد.
ولو أنكم قرأتم القرآن الكريم، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسيرة الصحابة رضي الله عنهم الذين كانوا النموذج الأول لتطبيق الإسلام، لعلمتم أن الحل الكامل لكل المشكلات التي تعانيها البشرية، هو عند الإسلام وليس عند أي فكر أو قانون أرضي.
والسبب في ذلك أن هذا الدين هو من عند الله، والله عز وجل يعلم ما يُصلح البشرية وما يُفسدها، لا يوصف بالجهل، ولا الغفلة، ولا الهوى، ولا الحسد، ولا الظلم، ولا الفقر، وهذه هي آفات البشر عندما يريدون أن يشرعوا للبشر، فإن هذه العيوب والنقائص موجودة في كل الناس والله وحده هو المنزه عنها.
وهذا الدين هو خاتم الأديان والمهيمن عليها، يجب على كل البشر أن يهتدوا بهداه، وكل الكتب السماوية السابقة قد حرفت، ولا يوجد كتاب واحد له سند يصل به إلى الرسول الذي بعثه الله به، إلا هذا القرآن الذي روته الأمة الإسلامية عن الأمة التي قبلها، من زمن الرسول صلى الله عليه وسلم إلى هذه الساعة.
وهو منهج حياة للبشرية لا خير إلا فيه الدعوة إليه، ولا شر إلا فيه التحذير منه، فلماذا لا يحاول المفكرون في الغرب دراسته والرجوع إليه بإنصاف، ليعلموا ما فيه ويعلموا أنه هو المنقذ للبشرية من كل النكبات التي تعانيها؟
وذكرت له أن في الإسلام ضرورات خمساً، يجب المحافظة عليها، وكل تصرفات البشرية يجب أن تنصب لحماية تلك الضرورات، لأنه لا يمكن أن توجد حياة سعيدة في الدنيا والآخرة إلا بها، وهي: حفظ الدين، وحفظ النفس، وحفظ العقل، وحفظ النسل، وحفظ المال.
فقال صاحبه (JEAN ـ PIERRE LABARTHE): هذه الأمور التي ذكرتها هي موجودة عندنا، وعندنا نفس الفكرة.
ثم قال ـ وقد شعر بأني أبين لهم محاسن الدين الإسلامي الذي هو المنقذ دون غيره من الأديان والنظم ـ: ولكن عندنا مشكلات يجب أن يوجد لها حل، وهي الإرهاب والعودة إلى الأصول.
فقلت له: العودة إلى أصول دين الإسلام عندنا، هي الأساس الذي يجب أن يسعى لتحقيقه كل المسلمين، بل حتى غير المسلمين لو علموا ما في العودة إلى أصول الإسلام من الخير من البشرية جمعاء لطالبوا بذلك.
وبعد أن أستمع الرجلان لما ذكرت قالا: إن الطريق الذي تسيرون فيه هو الطريق الصحيح، ولكن نحن في أوروبا لا نستطيع أن ننشر هذا الكلام في مشروعنا للحساسية الموجودة عندنا.
فقلت لهم: همنا أن تدرسوا الإسلام بأسلوب سليم، وتأخذوا معانيه من أهله من العلماء في مصر وباكستان والسعودية، ولا تأخذوا عن كثير من كتابكم الذين قد لا يفهمون المعنى الصحيح، أو يفهمونه ولكنهم يتعمدون تشويهه وكتمان الحق الذي جاء به.
فأظهرا موافقتهما على ذلك.
وقد سجلت في شريط بعض تلك المقابلة، ولهذا فإن نقل ما سجل قد يكون أكمل في بعض الجوانب مما كتبته في حينه، إلا أني قد أختار تغيير بعض الكلمات مفضلاً لها على ما سجل، تحسينا للأسلوب لا تغييراً للمعنى.
مما قلته لهما: إن الإسلام شامل لحياة الإنسان كلها ابتداء من الفرد والأسرة وانتهاء بالدولة.
فإذا دخل الفرد على أسرته، وجد أن هناك نظاماً يحكم حياة الأسرة: العلاقة بين الزوج والزوجة، والعلاقة بين الابن وأبيه، والعلاقة بين المخدوم الخادم، وهو في الأساس ليس من الأسرة، وبين أهل البيت، كل ذلك مفصل في الإسلام تفصيلاً واضحاً لا لبس فيه.
والمسلمون إيمانهم مبني على اليقين، وليس على الشك، بمعنى أنه يوجد من الأدلة العقلية والكونية التي تتمثل في مخلوقات الله تعالى، ما يثبت إثباتا كاملا لا نقص فيه على صحة الإيمان الذي يعتقدونه.
ولهذا جميع تصرفات المسلمين يجب أن تبنى في الأساس على هذه الإيمان، ولهذا مناهج التعليم عندنا أول ما تبدأ بتعليم الطفل المسلم هذه العقيدة وأركانها التي لا يصح الإسلام إلا بها.
والمسلم لا يستقر له قرار إلا بمعرفة الحكمة التي وجد من أجلها في هذه الأرض، لماذا وجد؟ لهذا يسأل ما الحكمة في خلق عيني؟ هل خلقتا لحكمة أو عبثاً لا معنى لهما؟ فهل يقول أحد من الخلق: إن أي جزء من أجزاء الإنسان خلق بدون حكمة؟ فإذا كان كل جزء في الإنسان خلق لحكمة، فهل الإنسان كله خلق لغير حكمة؟
فإذا عرف المسلم أن كل جزء من أجزاء جسمه خلق لحكمة، وهو كله خلق لحكمة، فانه عند ذلك ينطلق في كل تصرفاته من أجل تلك الحكمة.
فعيني لا أنظر بها إلى محرم، وإنما أنظر بها إلى ما خلق الله لها من المباحات، وكذلك يدي وكذلك رجلي وكذلك عقلي وكذلك كل أعضاء جسمي، لا أستعملها إلا فيما أباحه الله سبحانه وتعالى، ولذلك تحصل السعادة الكاملة عندما يلتزم الإنسان بهذه الأمور.
وأضرب لذلك مثالين:
أحدهما يتعلق بما ذكروه من أنهم في حاجة ماسة إلى المحافظة على الأخلاق، وعدم إهدار الكرامة الإنسانية.
عندنا في المملكة العربية السعودية نعتقد بأن المرأة جوهر ثمين، ولا يجوز المساس بها مطلقاً، إلا في الحدود التي أباحها الله سبحانه وتعالى، ولهذا بنينا على هذا المعنى أن المرأة في كل أنحاء المملكة العربية السعودية، تدرس ثماني ساعات كل يوم في مدرسة مستقلة بالمرأة، من المديرة والمدرِّسة والكاتبة إلى الخادمة، كلهن نساء محتشمات عندهن مناهج الطلاب، ولا يوجد أي نوع من الاختلاط بالرجال حفاظاً على كرامة المرأة، وقد وصلت المرأة إلى الدكتوراه: في الطب والهندسة وغيرها من العلوم التي يدرسها الرجل تدرسها المرأة، ومع ذلك فهي من الصباح إلى المساء في عالم آخر بسبب الحفاظ على كرامتها.
وعندنا بالنسبة للمحافظة على الكرامة الإنسانية والحفاظ على الإنسان من حيث هو إنسان سواء من الناحية المادية أو الروحية، عندنا مناهج، قبل أن يبدأ الإنسان في الزواج والإنجاب، يبين له المنهج كيف يختار الرجل زوجته؟ وكيف تختار المرأة زوجها؟ من أجل الحفاظ على كرامة الإنسان بحيث تصبح الأسرة أسرة صالحة، ثم مجتمعاً صالحاً، ثم دولةً صالحة.
فإذا كان الرجل يريد أن يتزوج أمامه أربع نساء: واحدة جميلة جداً، وواحدة عندها مال كثير، وواحدة عندها حسب رفيع، وواحدة ليس عندها واحدة من هذه الثلاث، ولكن عندها الدين والخلق، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((فاظفر بذات الدين، تربت يداك))، فأمر أن تترك ذات الجمال وذات المال وذات الحسب، إذا لم تكن ذات دين، وأمر بالحرص على الرابعة وهي ذات الدين، كل ذلك من باب الحرص أن يكون الإنسان الذي يكون ابناً للرجل والأنثى إنساناً شريفاً، عنده أخلاق فاضلة تتحقق بها كرامة الإنسان.
ومع تحديد الإسلام للعلاقة الزوجية والأسرية، كذلك حدد الإسلام العلاقات الاجتماعية : الجار مع الجار، والرفيق في السفر مع رفيقه، وكذلك العلاقات السياسية: الحكم والشورى، والعلاقات الاقتصادية الحلال والحرام، يعني ليس عندنا شيء نتصرف فيه إلا ونحن نعرف هل هذا حلال عند الله أو حرام.
وعلى الرغم أنه لا توجد حكومة في هذا العصر تطبق أحكام الإسلام كما كانت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، إلا أن النموذج الموجود الذي حاول أن يطبق كثيراً من أحكام الإسلام... لو رأى غيرُ المسلمين في ظل هذا النموذج كيف تتعامل الأسرة والجيران والمجتمع، لوجدوا حسن التعامل القليل يدل على ما يغرسه الإسلام في نفوس أهله، إلى حد أن الجار قد يغيب عن أهله شهرين أو ثلاثة أو أكثر، ويقوم جاره بواجبه مع البعد عن كل ما يضره في أهله وماله وعرضه، ثم ذكرت له الأهداف التي يجب أن توجه لها أعمال المسلمين وهي الضرورات الخمس التي ذكرت أولاً.
بقيت مسألة ذكروها من قبل، وهي تقييد الحرية.
الحرية عندنا لها إطار معين، بحيث إنه لا يجوز الخروج عن هذا الإطار، وضربت مثالاً لذلك بالشورى التي يجب أن تتحقق بها المصلحة العامة، ولا يجوز الخروج على ما يحقق تلك المصلحة.
ولا يجوز أن يستعبد الإنسان لشهواته ويقال ذلك حرية، بل الحرية الحقة عندنا هي أن يمتثل أمر الله ولو أكره نفسه عليها، وأن يترك معصية الله ولو تاقت نفسه إليها.
وقلت: إن الفكرة التي ينادون بها فكرة ممتازة جداً وهي المحافظة على كرامة الإنسان، وقد ذكروا أنه سيحصل اختلاف في الوسيلة التي تحققها.
وأرى من باب الإحاطة بالموضوع أن لا يأخذوا ما يتعلق بالإسلام من الكتب الموجودة في أوروبا مثلا لأمرين:
الأمر الأول: أن الذين يكتبون عن الإسلام من غير علماء الإسلام لا يفقهون الإسلام كما يفقهه أهله المتخصصون فيه.
الأمر الثاني: أن بعض الذين يكتبون عن الإسلام قد يكون عندهم هوى، لأن الأفكار والثقافات تختلف.
فعليهم أن تكون مراجعهم موثقة من قبل علماء الإسلام.
وهنالك شيء يسلم به الناس، وهو أن البشر متفقون في الأمور الكونية، كالطب والهندسة والكيمياء والحساب، وكل ما يدخل تحت التجربة.
أما ما يتعلق بسلوك الإنسان فالناس مختلفون فيه، ولا يستطيع عقل أي شخص أو أي جماعة ادعاء الإحاطة بكل ما يصلح الإنسان.. لماذا؟ لأن الإنسان معرض للجهل، ولهوى نفسه، وللغفلة والنسيان، وهو فقير يحتاج إلى أن يغني نفسه بما يضع من قوانين عادلة كانت أو ظالمة، ولا يمكن أن يخلو من هذه النقائص إلا الله.
وإذا كان الأمر هكذا فلا يمكن أن يقيم هذه البشرية على الصراط المستقيم إلا الوحي الإلهي الذي ثبت يقينا أنه من عند الله، وهل يوجد في الأرض الآن وحي غيره قامت عليه الحجة اليقينية فعلا أنه من عند الله بدون شك؟ كلا!
أرجو أن يسمحوا لي أن أقول لهم شيئاً، لو كنت هنا عندهم مقيماً، كانت هذه النتيجة لا أصل إليها إلا بعد مدة طويلة جداً، ولكن لقصر وقتي وحبي لهم وللبشرية كلها أحب أن أقول هذه النتيجة، ما هي النتيجة؟
هي أن جميع الكتب التي نزلت قبل القرآن الكريم، أهلها يعترفون بأن بينها خلافاً وليست متفقة، وأن كثيراً منها يخالف العقل، ولذلك ثار أهل أوربا على رجال الكنيسة لأنهم كانوا يفسرون لهم أن مرجعهم هو من عند الله، وهو يخالف العقل والعلم، ولو كانوا خضعوا لرجال الكنيسة لكانت شوارعهم الآن مظلمة وليست مضاءة، ونحن نسمع أن الكنيسة اعتقلت وذبحت وأحرقت العقلاء والمفكرين في القرون الوسطى، وهذا ليس من عندي، وإنما من عند علمائهم ذكره غوستاف لوبون في حضارة العرب وزغريد هونكه المستشرقة الألمانية في كتابها: شمس الله تسطع على الغرب.
أما عندنا نحن المسلمين فالقرآن الكريم يدعو من أوله إلى آخره إلى التفكر والتعقل، وإلى استغلال كل ما يمكن من طاقات الكون، ولو ذهب الإنسان ليطلع على المصحف في كل العالم، لوجد أن المصحف في جنيف هو المصحف في مكة، هو المصحف في جاكرتا، هو المصحف في طوكيو، هو المصحف في موسكو، وفي كل العالم، وهو نفسه يحمل من المعاني ما يدل أنه يستحيل على البشر أن يقول مثله.
وأنا فقط أدعو إلى دراسته، لأن الشيء الذي يلتمسونه موجود فيه وأكثر مما يسعد البشرية كلها.
وهنا نقطة مهمة جداً، وهو أن الإلحاد الذي يوجد الآن في الشرق وفي غيره، لا يوجد أي دين فيه من القوة والأدلة والحجج التي تحطم الإلحاد تحطيماً كاملاً مثل ما يوجد في القرآن، لأن القرآن الكريم استعمل الكون والعقل والخلق ضد كل إلحاد أو تحلل.
وأنا فقط أريد منهم أن يدرسوا ما أشرت إليه.
قال JEAN ـ PIERRE LABARTHE: إن الإسلام نحن نعتبره طريقة من الطرق التي توحد بين الناس، والإله الذي أنا أحبه هو الإله الذي تحبونه أنتم، ولكن نحن لا نسميه إلهاً لأنا تربينا بطريقة غير طريقتكم.
ثم أجبتهم عن سؤال لهم، وهو: أنه ظهرت الآن مشكلات تحتاج إلى حل، وهي تتمثل في الإرهاب والدعوة إلى العودة إلى الأصول.
قلت: أولاً: أنا صريح وليس عندي دبلوماسية ألف وأدور بها، والذي أريد أن أقوله: إن المسلمين لو استطاعوا فعلاً أن يعودوا إلى أصول دينهم التي أنزلها الله سبحانه وتعالى وطبقها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم، لوجدوا أن العالم الإسلامي نموذج صادق للسعادة والأمان في كل أنحاء الدنيا، ولما وجد هذا الصراع وهذا الإرهاب الذي يطبق على العالم كله.
والسبب الأصيل الذي نعتقده لهذه المشكلات الموجودة بين المسلمين، هو أن طائفة منهم تريد الرجوع إلى هذا الدين الذي قلتُ: إن فيه السعادة والأمان والخير، وطائفة أخرى ضدها، ولذلك فالحكام الذين يحكمون بغير الإسلام في بعض الشعوب الإسلامية، لا يمكن لشعوبهم أن تستقر حتى يعود إليها الحكم بالإسلام مرةً أخرى.
ومن الأمور المهمة التي يجب أن يعرفوها منا، أن دول الغرب هي من الأسباب في حدوث المشكلات التي يعاني منها المسلمون فيما يسمى بالشرق الأوسط وفي غيره، لأنها عندما استعمرت هذه البلدان أجبرت أبناءنا على مناهج الغرب، وعندما تُجبَر الشعوب على شيء يخالف عقيدتها تصاب بالمسخ، لذلك حصل مسخ لعقول كثير من شبابنا، بسبب المناهج الغربية التي تخالف دينهم وأخلاقهم.
وقد وضح هذا المعنى أيضاً غوستاف لوبون في كتابه حضارة العرب فقال: إن دول الغرب جنت جناية كبيرة على المسلمين وعلى البلدان التي استعمرتها، والسبب أنها أرغمتها على المناهج التي تخالف عقيدتها وأخلاقها، فأصبحوا ممسوخين لا غربيين ولا شرقيين.
والصراع الآن يدور بين هذه العقول الممسوخة وبين الشعوب التي تريد العودة إلى الإسلام كما نزل من عند الله.
فقال قلوتز: أنا واثق أن ما ذكرتَ مهم وأساس، ولكن نحن في هذه البلاد لا نستطيع أن نتحدث بهذه الطريقة ولكن نخطو هذه الخطوات الخفيفة حتى نقنع الناس بما نريد لا عن طريق الدين.
انتهى الحوار مع زعيم هذه الجماعة.



السابق

الفهرس

التالي


15331769

عداد الصفحات العام

3902

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م