﴿۞ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلۡیَهُودَ وَٱلنَّصَـٰرَىٰۤ أَوۡلِیَاۤءَۘ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلِیَاۤءُ بَعۡضࣲۚ وَمَن یَتَوَلَّهُم مِّنكُمۡ فَإِنَّهُۥ مِنۡهُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٥١ فَتَرَى ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ یُسَـٰرِعُونَ فِیهِمۡ یَقُولُونَ نَخۡشَىٰۤ أَن تُصِیبَنَا دَاۤىِٕرَةࣱۚ فَعَسَى ٱللَّهُ أَن یَأۡتِیَ بِٱلۡفَتۡحِ أَوۡ أَمۡرࣲ مِّنۡ عِندِهِۦ فَیُصۡبِحُوا۟ عَلَىٰ مَاۤ أَسَرُّوا۟ فِیۤ أَنفُسِهِمۡ نَـٰدِمِینَ ۝٥٢ وَیَقُولُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَهَـٰۤؤُلَاۤءِ ٱلَّذِینَ أَقۡسَمُوا۟ بِٱللَّهِ جَهۡدَ أَیۡمَـٰنِهِمۡ إِنَّهُمۡ لَمَعَكُمۡۚ حَبِطَتۡ أَعۡمَـٰلُهُمۡ فَأَصۡبَحُوا۟ خَـٰسِرِینَ ۝٥٣﴾ [المائدة ٥١-٥٣]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(021)سافر معي في المشارق والمغارب

(021)سافر معي في المشارق والمغارب

حوار مع المسلم السويسري: الأخ ولي الدين:

التقيته أيضاً في المركز الإسلامي في زيورخ، وجرى بيني وبينه حوار مشابه للحوار مع الأخ عثمان الذي سبق الحوار معه في الحلقة السابقة

ولد الأخ ولي الدين سنة 1957م في زيورخ وأبواه سويسريان.

ديانته قبل الإسلام وصلته بها:

سمع عن الإسلام في الثانية عشرة من عمره دون وعي، ولد في أسرة نصرانية بروتستانتية، كان يذهب إلى الكنيسة مرتين في الشهر، وبعد البلوغ لم يُلقِ للدين أي بال. كان يسيطر عليه التيار المادي، ورأى أن الدين المسيحي دين ميت ليس فيه سلوك واعتقاد دقيق، بل كان يراه نوعاً من الفلكلور ـ مجرد عادات واحتفالات تسمى ديناً ـ كان عقله يسيغ الإلحاد أكثر من المسيحية.

وسيلة تعرفه على الإسلام:

تعرف على بعض المسلمين في جامعة (AIX ـ ENPROVENCE) في فرنسا، وكان عمره أربعاً وعشرين سنة، ولم يكن قبل هذا يفكر في الدين، وكان أحد الأساتذة الفرنسيين مسلماً، واسمه داود، أبوه مسلم وهو ولد مسلماً، (DAWUD GRIL ) وقد درس في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سنة، وهو ملتزم متمسك بدينه، يعني داود. وكان بعض زملائه مسلمين من فرنسا، وشعر أنهم يريدون له الخير، دون مقابل مادي، وهذا نادر عند الغربيين، بل لا يطمع أحد من أحد شيئاً بدون مقابل مادي ‍.ودون التحمس لأي حزب من الأحزاب.

ثم سافر ـ قبل أن يسلم ـ إلى المعهد الفرنسي للدراسات العربية بدمشق، لدراسة اللغة العربية والجامعية، وتعرف على طلاب درسوا في معهد ديني وهو تابع لجمعية الفتح سنة 1984م ـ 1985م. وكان من بينهم طالب تونسي شديد التمسك بدينه، وعنده علم ومعاملة حسنة، وكان رفيقاً في المعاملة وجالسه كثيراً، وقد عاش هذا الطالب في باريس ويعرف طبيعة الشبان الغربيين، وهذه المعرفة مهمة للداعي.


قال الأخ ولي الله: قال لي مرة: عليك أن تصلي، وهو يبتسم، ثم قال لي مرة أخرى: هل بدأت تصلي؟ فقلت: لا، فقال: عليك أن تصلي. فقلت له: أريد أن أتعلم الصلاة، فدعاني إلى غرفته يوم الجمعة وطلب مني أن أستحم، وبعد ذلك قلت أمامه الشهادة، وعلمني الصلاة، وذهب بي إلى المسجد، وصليت صلاة الجمعة، وكانت هذه أول صلاتي في جامع كبير، له خطيب شهير، يسمى عبد الرازق الحلبي، وكان ذلك في شهر آذار سنة 1985م.

وقال الأخ ولي: إنه لم يكن قبل الإسلام تعيساً وما كان يشرب الخمر، وإن كان تعاطى بعض المحرمات الأخرى. وقال: إنه كان يتساءل هل يوجد خالق؟ وهل للحياة معنى أو خلقنا عبثاً؟، وقال: إن اتجاه الغرب المادي سبب مشكلات هائلة يمكن أن تؤدي إلى هلاك البشرية.

وسألته: هل يمكن للسويسري المسلم أن ييسر للداعية المسلم الذي يأتي من الخارج، أو من المسلمين غير السويسريين الموجودين في سويسرا، الاجتماع بالسويسري غير المسلم من أجل المذاكرة معه في مبادئ الإسلام؟

فقال: نعم إن ذلك ممكن ولا توجد فيه صعوبة، وقال: إن السلوك التلقائي من المسلم مع غير المسلم، يمكن أن تكون فائدته أكثر من وضع منهج دقيق للدعوة. لعل قصد الأخ ولي بهذا أن المسلم الذي يريد أن يدعوا الأوروبي لا بد أن يعرف طبيعته ويسير معه سيراً عادياً يصاحبه ويزامله ويطبق معاني الإسلام أمامه وأن ذلك يؤثر فيه أكثر من سلوك طريق معين كأن يناقشه باستمرار في أمور الإسلام ونحوه، وليس قصده نفي فائدة وضع خطة عامة لدعوة غير المسلمين، فإن التخطيط للدعوة أمر لا بد منه.

وسألته عن وسائل الدعوة الناجحة؟

فقال: الأوروبيون في حاجة أن يروا المسلمين كيف يصلون وكيف يتعاملون وكيف يفرحون-يعني يرون أعمالاً مؤثرة ـ وقال: إن أمه عندما دخلت الجامع الأموي ورأت الناس يصلون تأثرت كثيراً. ومن الوسائل المفيدة: المحاضرات في الجامعة. وقال: إن قسم الاستشراق في جامعة زيورخ متزمت ضد الإسلام، ولا يريد أن يكثر الطلاب الدارسون للإسلام وإنما يريد طلاباً خاضعين لتوجيهاته. وتوجد في هذا القسم كتب كثيرة عن مسائل هامشية، ولا توجد مراجع مهمة عن الإسلام، ويتركون الحديث عن الإسلام للجرائد، وكلما قوى الإسلام ازداد التيار المضاد له في زيورخ.

وفي فرنسا بدأ الإسلام يقوى، وبعض الفرنسيين من نخبة المثقفين دخلوا في الإسلام، والإسلام بسبب ذلك ينتشر، وهذه ظاهرة لم تحصل بعد في سويسرا. وذكر أن عالماً سويسرياً يدعى: بورك هارت متخصص في الفن المعماري، وقد توفي قبل أربع سنين تقريباً، قرأ عنه الأخ ولي أنه أسلم، وكثير من قراء كتبه لا يعرفون أنه أسلم.

وسألت الأخ ولي الدين: هل يسمح القانون السويسري أن يمتلك المسلمون قناة تلفاز أو جريدة أو موجة إذاعية؟ فقال: لا يوجد مانع فيما يتعلق بالجريدة، وأما الإذاعة والتلفاز فلا يسمح بهما إلا إذا وجدت في البلد طائفة كبيرة ولا يسمح بهما للأقليات والتلفاز أكثر صعوبة. ويمكن أن ينشر المسلمون ما يريدون في الجريدة، وتوجد في ألمانيا جريدة إسلامية والمسؤول عنها أحمد دنفر وهو نشيط جداً [التقيت الأخ أحمد دنفر وكتبت عنه معلومات في الكتاب الخاص بألمانيا].

ولا يوجد قانون يمنع إنشاء مدارس خاصة، وتوجد طوائف لهم مدارس تحت رقابة الدولة، ويمكن أن يجمع بين المنهج السويسري والمنهج الإسلامي في مدرسة خاصة، إذا توافرت فيها الشروط المطلوبة. وعدد المسلمين الإجمالي في سويسرا ما بين 80 ـ 100 ألف وعدد السويسريين المسلمين بضعة آلاف، ولا يعرف عددهم بالتحديد.
وسألت الأخ ولي الدين عن الصلة بين المسلمين السويسريين وغيرهم من المسلمين الذين وفدوا من الخارج؟ فقال: لا يوجد إمام لهذا المركز، وهو عبارة عن ناد للطلبة العرب، والمسؤولون فيه ليسوا مؤهلين، ولا يوجد انفتاح من المسلمين في المركز إلى غير المسلمين من السويسريين، وقال: إن الفرقة الأحمدية أنجح بكثير في العمل، عندهم محاضرات ويدعون السويسريين إلى معبدهم ويزورونهم.

وقال الأخ ولي: إن صلتي الآن قوية بالمسلمين، وأتمنى أن يدخل بعض أصدقائي في الإسلام، وأشعر أني لم أنجح في دعوة صديق من أصدقائي. والمشكلة أن الأوربي يرى أن الإيمان في القلب ويفعل الإنسان ما يريد، يرون أن الأعمال، كالصلاة والصيام وغيرها من العبادات، إنما هي أشكال ومظاهر لا قيمة لها.

وكرر الأخ ولي أن القدوة الحسنة خير وسيلة لقبول الدعوة، بأن يكون المسلم مؤمناً صادقاً، أعماله صالحة ومعاملته حسنة، حتى يتأثر الناس به. وقال: إن أغلب المدن السويسرية توجد بها مساجد للمسلمين، ولا ينفتحون على غيرهم بسبب خوفهم على دينهم. وقال: إن أحمد هوبر صحفي سويسري مسلم، له خبرة كبيرة ونشاط في الجرائد وغيرها، ويعرف وضع الإسلام في سويسرا جيداً.
وكان الأخ ولي في السنة الماضية في صنعاء باليمن، بقي هناك مدة ستة أسابيع يعمل في المركز الفرنسي للبحوث والدراسات، ثم في بعثة علمية فرنسية اهتمت بالنقوش الكتابية العربية. زار الجامع الكبير في صنعاء ورأى أن كثيراً من العلماء فيه يفتخرون بعروبتهم.





السابق

الفهرس

التالي


15251422

عداد الصفحات العام

216

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م