{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(047)سافر معي في المشارق والمغارب

(047)سافر معي في المشارق والمغارب

الحلقة الثانية والأخيرة للحوار مع نائب وزير الداخلية في بافاريا -ميونخ

الموقف من الجماعات الإسلامية التي تهدد ألمانيا بالتخريب:

بعد أن سمع مني موقفي وموقف كلبة العلم وغالب الشعوب الإسلامية من اليهود. قال: أنا في الحقيقة يسرني أنني سمعت هذا، وموقفنا نحن الآن أعبر عنه تعبيراً فقهياً كما ذكرتم، وهو أننا في وضع شبيه بالوضع الذي جاء فيه الرسول [صلى الله عليه وسلم إلى المدينة] يعني أنهم يريدون الأمن لكل الطوائف الموجودة ـ أنا أشكرك أنك بينت لي رأيك بهذه الصراحة لأني كذلك يسرني أن أعرف الرأي الصحيح لأنا غالباً ما نسمع الأخبار عن المسلمين من طرق متعددة: تأتينا من الخميني ولبنان ومن نيويورك تايمز، ويسرني أنك الآن تتكلم بهذه الصراحة.


د/ "بيتر" في ميونخ يصب القهوة أثناء المقابلة معه عن الإسلام

وتعلم بأن رئيس وزرائنا له علاقات طيبة وقوية مع البلاد العربية، ونحن منطلقنا أنه يجب أن نتكلم مع جميع العرب ولا نتصل بأحد دون أحد، لكن لا نقبل شيئاً واحداً، وهو أنه إذا وجد عندنا في بلد ما قتال ونزاع، نقل من مناطق أخرى إلي بلدنا فإنا من هذه الناحية، إذا اطلعنا على شيء فسنحاول القضاء عليه، هذه الأشياء تفسد العلاقة بيننا وبين المسلمين، عندنا مناقشات كثيرة مع مجموعات لبنانية، وخاصة ما يجري الآن في قضية عباس علي حمادي وأخيه محمد علي حمادي [وهما أخوان عمر الأول 29 سنة أتهم باشتراكه في خطف بعض الألمانيين في بيروت والثاني اتهم بخطف طائرة أمريكية إلى بيروت سنة 1985م وبدأت محاكمة الأول في ألمانيا في 6/5/1408ﻫ الموافق 26/12/1987م. أطلقت ألمانيا محمد علي حمادة الثلاثاء 21/12/2005م مما أغضب أمريكا التي تطالب به].

ضع نفسك في موقفنا، إننا سنتصرف تصرفاً ليس فيه مساومة، ويهمنا جداً أن نقول لشرطتنا: إن المسلمين وقادتهم يؤيدوننا في تصرفنا، لأننا لو لم نتصرف بهذا الشكل فإن شعبنا سيرتبك، ونحن كذلك حصلت تهديدات علينا من مجموعات لبنانية، قالوا: إن الأشياء التي حصلت في باريس سنجعلها تحصل عندكم، وهذا سيجرنا إلى موقف حاسم، وأرى أنه لا داعي للتوكيد على هذا الأمر، ولكن الشيء الذي هو أتعس أن التصرفات هذه تعطي صورة سيئة عن المسلمين ككل.



ويوجد عمل مشترك إيجابي جداً مع المجموعات الإسلامية الموجودة هنا، ولا أقول التصرف السيئ سيقضي على ثمار هذا العمل المشترك، لكنه سيعرض هذه الثمار للخطر، أنا أرجوكم أن نجد من جانبكم الدعم الكافي.

قلت له: أنا دخلت ألمانيا بجواز سفر مختوم بختم سفارة ألمانيا في بلادي، وأعتقد أن هذا الختم على جوازي هو عقد بيني وبين ألمانيا أن لا أعمل فيها إلا الخير هذه مقدمة، وأعتقد ويعتقد المسلمون فقهياً، أنه ما دام بين المسلمين وغيرهم عهد وليس بينهما حرب، أنه لا يجوز للمسلم أن يعتدي على غيره، لا في ماله ولا في نفسه ولا في عرضه، وكل تصرفات الفساد التي تخالف هذا لا يقرها الإسلام، ونحن نقول للذين يعملون هذه الأعمال: إذا كنتم صادقين فعليكم بعدوكم في بلادكم المحتلة [قصدت الأرض الفلسطينية التي احتلها اليهود] فهذا المعنى الذي أذكره هو ما يعتقده عامة المسلمين، ولا يرضون بسواه.
وأعتقد أن الحرية التي توجد في بلادكم، على ما فيها من مفاسد أخلاقية وغيرها لا يجوز أن تستغل للإفساد.

قال: شكراً (هكذا باللغة العربية). في الحقيقة هنا كذلك جبهتنا واحدة، فنحن واقفون في جبهة واحدة، لأنه لا شك يوجد عندنا أيضاً إرهابيون مسيحيون كذلك، ويوجد ارتباك وسببه بدرجة كبيرة اللغة.

قلب الحقائق:

وقال: إنه يوجد كتاب ألفه شخص في عام 1930م يصف فيه ما سيحصل في عام 1984م يعني يصف الحياة بعد خمسين سنة من تأليفه، يصف أن الحياة ستكون في سنة 1984م في إرهاب مذهل، وأن الطبقة المسيطرة تبقى بيدها زمام الأمور، وتحاول دائماً تقليب الكلمات، مثلاً: وزارة الدعاية والإعلام يسمونها وزارة الحقائق، وإذا صدر مرسوم باضطهاد الناس واستعبادهم يقلبون العبودية فيقولون حرية، وإذا صدر مرسوم يقتضي الغباء والبلادة يصفونه بأنه لإحلال القوة.
وهذا ينطلق من جوهر يسمى: فن ازدواج الكلام [يقصد تحريفه] في جميع المجالات وهذا الأمر يلعب دوراً حتى في بلدان الشرق الأوسط. فمثلاً: بيع المخدرات الذي يجعل متعاطيها عبداً يقولون عنه: إنه حرية، وضع القنابل في مقاهي بها نساء وأطفال يقولون هذه شجاعة، والانحطاط والفساد والانزلاق إلى الهاوية، هذا يقولون: حرية. وهذا مجال يجب أن نعمل فيه سوياً لاتقاء شره.


لا أريد أن أبتعد عن مناقشتنا حول اليهود، ولكن المعركة الرئيسية والهدف الكبير هو القدس الكبيرة هو العالم كله وهذا لازم يكون منطلقنا كلنا. والآن المنطلق الرئيسي ما يكون هذا مسلم وهذا يهودي وهذا مسيحي، لأننا في هذه الحالة 90% من إمكاناتنا ستذهب هباء وسنختلف على أشياء ثانوية جداً، وأنا أشبه ذلك بسفينة تكاد تغرق، ونحن نتعارك على أي قطعة موسيقية نعزف، هذا يقول: اعزف القطعة الفلانية، والآخر يقول: أعزف القطعة الفلانية والسفينة تغرق.

وهذا المجال الرئيسي، فقد وصفتَ بحق هذا المنطلق الرئيسي للإسلام فإذا تركنا السياسات الجزئية، فإن الأكثر من اليهود والنصارى سيقفون بجانبك (؟!!!) دخلنا في فلسفة معقدة وأشكرك على زيارتك، هذه زيارة صديق.

(ثم تحدث عن مدينة ميونخ عاصمة منطقة بافاريا وقال) إنها سميت بذلك لأنها بلد الرهبان وأن ذلك يدل على أن جذور النصرانية فيها عميقة جداً. وسياستنا هنا تنطلق بدرجة كبيرة جداً من احترام الأديان، وبصورة خاصة الدين الإسلامي، ونحن معجبون بنظام المؤمنين ـ يعني المسلمين ـ ونرى أنهم يسبقوننا في كثير من المجالات.

الإيجابيات والسلبيات التي يراها في المسلمين:

ثم سألته: عن الوقت الذي سمع فيه عن الإسلام من عمره؟ قال: كان عمري سبع سنوات.
قلت: أمن مصادر تمدحه أم تذمه؟ قال: سمعت أشياء إيجابية، وبعضها بين بين، وقسم قليل سلبي.
قلت: والآن؟

قال: بالنسبة لي أرى ثلاثة أشياء سيئة جداً:
1 ـ طريقة الإرهاب بين العرب واليهود، ليست قضية القتال، ولكن أريد رمي القنابل على حدائق الأطفال وشبهها.

2 ـ طريقة معاملة العرب والمسلمين بعضهم مع بعض في لبنان، مثل مخيمات صبرا وشاتيلا، بحيث يمنعون حتى المواد الغذائية.

3 ـ نتائج طريقة الخميني، ولا أنسى أن هذه الثلاث موجودة عند المسيحيين، وهي فضائح.

وأقول أشياء إيجابية:

كان عندي تحفظات حول نشاط الدعوة الإسلامية في بلادنا، خشية المنافسة بين مسيحيين ومسلمين [ثم شرح وأشار إلى الأستاذ أحمد خليفة] وقال: الدكتور أحمد خليفة يريد أن يجعلنا مسلمين ولكن لما تعرفت على الإخوان هنا ـ يعني المسلمين، صرت ألمس أهمية هذا العمل. أنا يعجبني جدا التأدب والتضامن الموجود بين المسلمين، وكذلك يعجبني الاهتمام والتركيز على النشاطات الاجتماعية مثل المدرسة.

قلت له: عندي تنبيه: كل التصرفات التي ذكرتَ أنها سيئة كلامك صحيح فيها، ولكن هذه التصرفات خارجة عن المنهج الإسلامي.

قال: نحن ننظر إلى العمل السيئ الآن، بغض النظر عن الهوية التي تكتب على الورقة والانطباع الرئيسي للعرب، في بلادنا توجد كتب يقرأها الأطفال يجدون فيها ما يجعلهم يحترمون العرب. ثم ذكر ما رآه من كرم العرب وأخلاقهم، وأن كثيراً من الألمان يعرفون ذلك بسبب زياراتهم للبلدان العربية، ثم قال: الله أكبر!

قلت: ما المساعدات التي يمكن أن تقدمها ألمانيا للمسلمين في نشر دعوتهم بين أبنائهم والمحافظة عليهم؟
قال: أنا إذا تكلمت من منطلق أني حقوقي أي متخصص في الحقوق [يلمح بأنه يتحدث من هذا المنطلق، وليس من منطلق وظيفته الأمنية] فالإسلام ينبغي الاعتراف به، بحيث تكون عندنا جمعية مسجلة ولكن عندنا بيروقراطية (يعني روتيناً) والمفروض أن تجتمع مع بعض وتختار لها رئيساً، يعني أن المسلمين يجب أن يجتمعوا على رئيس واحد ويعترف بهم رسمياً، ولكن الروتين يؤخر ذلك.

وانتهى الاجتماع في الساعة السابعة والدقيقة العشرين. وقد كانت هناك نقاط تحتاج إلى مزيد من المناقشة، ولكن وقت الرجل كان ضيقاً لأن عنده موعداً آخر، فما أحببت أن أثقل عليه، ولعل ما ذكرته أولاً عن اليهود وعن الإسلام يكفي.




السابق

الفهرس

التالي


14235605

عداد الصفحات العام

1253

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م