{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(055)سافر معي في المشارق والمغارب

(055)سافر معي في المشارق والمغارب

الأحد: 16/11/1407 ﻫ

سيرة رجل ووصف أخلاق مجتمع:

جاءني الأخ عبد العزيز الشرباتي في الساعة الحادية عشرة صباحاً والأخ عبد العزيز هو الذي استقبلني في المطار يوم أمس.

ولد في مدينة الخليل في فلسطين المحتلة سنة 1946م. ذهب مع أسرته منذ طفولته إلى مصر، ونال الشهادة الثانوية التجارية في مصر سنة 1967م. والتحق بجيش تحرير فلسطين، المقاومة الفلسطينية، سنة 1969م، وحضر حرب الاستنزاف في السويس، ثم حضر إلى الأردن في عدد من الفلسطينيين لنجدة المقاتلين، ثم ذهب إلى لبنان في السبعينات. وعندما حصل على جواز سفر أردني انتقل إلى مصر، ثم عاد إلى الأردن وامتهن التصوير.

وفي سنة 1974م سافر إلى ألمانيا، ليحصل على عمل وإقامة وقبل في ألمانيا لاجئاً سياسياً. وفي سنة 1975م سافر إلى مصر، وعاد إلى ألمانيا وعمل حراً. وتزوج امرأة ألمانية للحصول على الإقامة. ولم يكن ملتزماً بدينه، فعاش مع زوجته الألمانية عيشة ألمانية، كما قال، ولم يكن يذكر لها أي شيء عن الإسلام.
وذات يوم سألته عن يوم القيامة، والحساب فقال لها أنا أسمع عن ذلك ولكن لا أعرف عنه شيئا [ما أكثر المسلمين الذين هذه صفتهم في العرب، فهل تقوم بهم الحجة على غيرهم في الدعوة إلى الإسلام؟!].

وذهب مرة إلى الجامع وأراد أن يشترك في قراءة القرآن، فلم يستطع القراءة، لأنه لم يسبق له أن تمرن على قراءة القرآن، فندم ندماً شديداً، وأخذ بعض الكتب ليقرأها، منها كتاب فقه السنة لسيد سابق ورياض الصالحين للنووي، وبدأ يفكر في العودة إلى الإسلام، ودعا الله بينه وبين نفسه أن يهديه ويخلصه من زوجته الألمانية.

وفي نفس اليوم تركته زوجته وذهبت، فأحس أن الله استجاب دعاءه وأنه يجب أن يتابع الصلة بالله، واستمر مع الإخوة في حلقات المسجد وقراءة القرآن مع دروس في تفسير ابن كثير، والتهجد، وصيام الخميس والاثنين من كل أسبوع، واشترى كتباً إسلامية وواصل اجتماعه بالإخوان وقال إنه الآن في غاية من الاعتزاز بدينه والحماس له. وتزوج امرأة مصرية، وحاول الحصول على تأشيرة لها، للبقاء معه في ألمانيا، ولكن إلى الآن لم يتم ذلك. وهو ينتقد المجتمعات الغربية على رغم تقدمها المادي، ويرى أنها تعتبر متخلفة تخلفاً شديداً، لانهيارها الأخلاقي والديني وتفككها الأسري والاجتماعي، وليسوا كما يظن الجهلة في بلاد الشرق سعداء، بل هم في شقاء وأسى وحزن وبخاصة الأسرة والمرأة.

قال: إن انبهار كثير من أبناء المسلمين بالحضارة المادية في الغرب، وتقديسهم للغربيين وافتتان شباب المسلمين بالمرأة الغربية وجمالها وعريها أمر يدعو للأسى. فالحضارة المادية ليست هي كل شيء، بل إنها عندما تبنى على الانفصال عن الله تكون عذاباً على أهلها، وهذا ما هو حاصل لأهل الغرب الآن.
والمرأة الغربية مستعملة مستهلكة، خردة، تجدها من سن 9 سنوات فما فوق، قذرة تنتشر فيها الأمراض والأوبئة الخطيرة، بسبب كونها مشاعة لمن يطلبها.

عند سور برلين:


جزء من سور برلين قبل تهديمه

ذهب بنا الأخ عبد العزيز إلى سور برلين الذي يفصل بين مدينة برلين ويقسمها قسمين: القسم الشرقي ويتبع ألمانيا الشرقية الشيوعية. والقسم الغربي، ويتبع ألمانيا الغربية الرأسمالية، ويفرق بين الابن وأبويه والأخ وإخوانه، وارتفاعه ثلاثة أمتار تقريباً، وطوله أربعون كيلو متر. وصعدنا إلى بعض السلالم المجاورة للسور، لنرى مباني برلين الشرقية وقد بنى الشيوعيون سوراً آخر داخل السور القديم، فيدخل منه ويخرج بعض الرعايا المتعطشين إلى زيارة أسرهم وأقربائهم، بل وبقاء كثير من سكان برلين الشرقية في برلين الغربية.


الجانب الذي تنتهي عنده حماية القوات الأمريكية بجانب سور

وقد شيدت ألمانيا الشرقية برج مراقبة داخل السور، لا يخلو من حارس أربعاً وعشرين ساعة، وأغلب أوقاته تراه واضعاً المنظار المقرب للبعيد على عينيه. ورأينا برجاً عالياً في برلين الشرقية بجانبه عمارات تعلو بعضها قبتان يقال: إن هتلر انتحر في بعض العمارات المجاورة، وبقرب البرج مبنى البرلمان في برلين الشرقية. ويتولى حراسة مناطق سور برلين جيوش ثلاثة تابعة للولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا وفرنسا، ولكل جيش حدوده المرسومة نصبت في بدايتها ونهايتها لوحة مكتوب عليها البداية والنهاية، وبقرب السور مكتبة برلين العامة.

قصة مسجد الفتح المحزنة:

ثم ذهبنا إلى مسجد الفتح، وهو بناء اشتراه المسلمون الأتراك ليس بعيداً من سور برلين، وصلينا فيه الظهر، والتقينا إمامه وعدداً من الأتراك. وكان المؤذن ولداً صغيراً لا يتجاوز عمره 12 سنة، ونطقه بألفاظ الأذان جيد، ودعا بالدعاء المشروع بعد الأذان باللغة العربية. وبعد أن صلينا شرح لنا شاب تكي يسمى زكريا
.


الشاب التركي زكريا عند مسجد الفتح ـ برلين 16/11/1407هـ

قال: إن هذه المنطقة التي فيها المسجد كانت لألمانيا الشرقية، استأجرتها منها ألمانيا الغربية، وهذا البناء اشتراه الأتراك وجعلوه مسجداً وكانت قيمته 133 ألف مارك، وأصلحوه بمبلغ 170 ألف مارك. وفوجئوا بإبلاغهم من قبل الحكومة، بوجوب الخروج منه، لأنها بنت بجواره مسبحاً وتريد إنشاء حديقة عامة بجوار المسبح، ويمكن أن تستعمل بناء المسجد لبعض العاملين والمستودعات، فقدم المسلمون احتجاجاً إلى الحكومة، ولكن دون جدوى، ونشرت الحكومة في الجريدة أنهم سيتسلمون البناء في آخر الشهر وكان ذلك في 10 رمضان.

واتصل المسلمون بشيخ الأزهر، واحتجت مصر لدى السفارة الألمانية فأجلوا الموضوع ثلاثة أشهر.
وسألت الأخ زكريا: هل ستعوضكم الحكومة عن المسجد نقداً أو أرضاً؟ فقال: لا. وقال: إن المسلم هنا لا حق له، وقد دهشت لذلك، فالقانون في الغرب لا يسمح بأخذ حقوق الناس دون تعويض.





السابق

الفهرس

التالي


14230797

عداد الصفحات العام

3086

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م