{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالاً بَعِيداً (60) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُوداً (61) فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ إِحْسَاناً وَتَوْفِيقاً (62) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً (63) } [النساء]
(67) سافر معي في المشارق والمغارب :: 66- سافر معي في المشارق والمغارب :: (34) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (033) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف. :: (067) سافر معي في المشارق والمغارب :: (066) سافر معي في المشارق والمغارب :: (031) دور المسجد في تربية الأحداث ووقايتهم من الانحراف :: (065) سافر معي في المشارق والمغارب :: (030) دور المسجد في التربية وعلاج انحراف الأحداث :: :: :: :: :: :: :: :: :: ::
   
جملة البحث



السابق

الفهرس

التالي


(061)سافر معي في المشارق والمغارب

(061)سافر معي في المشارق والمغارب

حوار مع الأخت أمينة فيدر: وهي مسلمة ألمانية ولدت سنة 1939م. وظيفتها: مُدرسة التنفس الصناعي، الذي يحتاج إليه الناس كثيراً. أصل ديانتها: بروتستانتية. عندما كانت في سن 16 كانت تعتقد تماماً صحة دينها، لنشوئها في أسرة متدينة، وكان أبوها يعمل قسيساً في الكنيسة.

وعندما كان سنها عشرين سنة، بدأت تشك في صحة ذلك الدين، ولما بلغت ثلاثين سنة خرجت رسمياً من الكنيسة. وعندما سألتها عن سبب الشك في دينها السابق؟ قالت: يصعب الجواب على هذا السؤال، ولكن لا توجد صلة بين الواقع والدين، ولم تجد تأثيراً على قلبها منه، وقالت: إنها كانت تشعر أن الدين يموت في نفسها موتاً بطيئاً.

[قلت: لأن الأطفال يقلدون آباءهم وأمهاتهم، في التدين النصراني المحرف، فإذا بذءوا يعقلون يصعب عليهم تصديق ما في كتب الإنجيل من العقائد وبخاصة الإيمان بأن الإله ثلاثة وغيره مما يخالف الفطرة]
قلت لها: هل أحسست بفراغ في نفسك تحتاجين إلى أن يملأ بعد إن تخليت من الدين المسيحي؟ قالت: بعد الخروج من الكنيسة، اشتغلت بأمور سياسية واجتماعية مثل الدفاع عن حقوق المرأة.

قلت: متى أول ما سمعت عن الإسلام؟ قالت: أول ما سمعت عن الإسلام في سنة 1974م عندما سافرت إلى المغرب، ولم تسمع عنه شيئاً في المدرسة، وأيدتها زوجة الأخ عبد المنعم ديانا، فقالت: إنها كذلك لم تسمع عن الإسلام في المدرسة.

قلت: هل قابلت أحداً من علماء المغرب؟ قالت: لم تقابل أحداً، وكانت تسمع الأذان ولكنها لم تهتم به، ولكن شيئاً داخلياً بدأ يتردد في نفسها عن الإسلام، وهي قد رأت كثيراً من أخلاق المسلمين.

قلت: والمؤسف أن غير المسلم يذهب إلى بلاد المسلمين ويزورها ويبدأ هو نفسه يفكر في الإسلام، ولا
يجد من يتصل به ويدعوه إلى هذا الدين الحق وقد ساقه الله إليه في بلده.

قالت: إنها عندما رجعت إلى ألمانيا، بدأت تتعلم اللغة العربية لتفهم الإسلام، وكان تعلمها في المدارس
الشعبية في حدود ستة أشهر، ميزت الحروف وقرأت بعض الكلمات وكتبت، وقد قابلت محمد صلاح عيد المصري ـ الصوفي ـ وبدأت تفكر تدريجياً بدون إرادة منها في شأن الإسلام، ولم تقرر الدخول في الإسلام أو عدمه، ولم يؤثر عليها الشيخ في مقابلته، ولكن عندما تكلمت معه قال: لو جربت بعض الأذكار، كالبسملة والاستغفار ولفظ الجلالة، بأعداد معينة ستحسين بشيء معين في نفسك. وبعد فترة بدأت نفسها وحياتها تتغير، فشعرت براحة نفسية وبوجود شخصيتها. ومن خلال مقابلاتها يومياً للمسلمين الأتراك والعرب والألمان المسلمين رجالاً ونساء، كانت ترى صلاتهم وتشاركهم في الذكر، وكانت تشعر في هذه الحالات أنها مسلمة.

وقالت: إنها رأت رؤيا في المنام أنها تسمى أمينة، وحكت ذلك للشيخ عيد، فسماها بهذا الاسم. ثم سافرت إلى مصر مع الشيخ، لتتعرف على مصر بصفتها بلداً إسلامياً ولم تهتم بمعرفة الطريقة الصوفية. ولم يحدث أن أعلنت الشهادتين عند غيرها، وإنما كانت تنطقها في الصلوات.

وسألتها: ما أهم ما جذبك إلى الإسلام؟ فقالت: من أهم أسباب دخولها في الإسلام أنه لا توجد فيه وساطة رهبانية كالمسيحية. وقالت: إنها لا تنتسب الآن إلى طريقة معينة من الطرق الصوفية.

قلت: بماذا تشبهين نفسك قبل الإسلام وبعده؟ قالت: الآن أرى الأشياء بوضوح، وقبل ذلك كنت أرى الأشياء سطحية، مع أني كنت أعتقد أني جادة في حياتي، مثال ذلك أني كنت إذا حصلت لي مشكلة أغضب وأتضايق، لأني ما كنت أرى لتلك المشكلات حكمة، أما بعد الإسلام فإني أرى أن من وراء ذلك حكمة يعلمها الله.

قلت: لو أن أهل أوروبا كلها فعلوا كما فعلت من الدخول في الإسلام، فماذا ستكون الثمرة؟ قالت: إن الناس سوف يصبحون كلهم يسبحون بحمد ربهم. قلت: هذا من حيث الصلة بين العبد وربه، فما الثمرة التي ستحصل للناس في حياتهم الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وغيرها؟ ابتسمت وقالت: لو وجد هذا لكان الناس كأنهم في الجنة، وليس ذلك ممكناً الآن، الجنة ليست في الأرض.

قلت لها: ما الذي لا يمكن: أهو تطبيق الإسلام في الأرض، أم وجود الجنة؟ قالت: تطبيق الإسلام ممكن. قلت: فما الثمرة لو طبق؟ قالت: الثمرة ستكون سعادة، والناس في حالة أخوية وطريقة تفكير الألمان المسلمين تختلف عن طريقة تفكير المسلمين العرب، المسلمون الألمان دخلوا في الإسلام عن اقتناع، أما المسلمون العرب فهم مسلمون عن وراثة من الأبوين، ولهذا فإن المسلمين الألمان لا يهتمون بتقاليد وعادات المسلمين، وإنما يهتمون بما جاء في القرآن والسنة.

قلت: كيف عرفت أن المسلمين العرب ورثوا الإسلام وراثة؟ قالت: من خلال مقابلاتي بعض المسلمين الأتراك والعرب رأيت أن هذا هو الغالب. قلت لها: صحيح أن ما ذكرت موجود، ولكن ليس عند كل المسلمين، ويوجد كثير من المسلمين شباباً وشيباً على يقين من دينهم وليسوا مقلدين.

قالت: بعض الأتراك، الأم لا تهتم بالثقافة ولا بتربية الأولاد، ولكن من ضمن العادات أن تذهب إلى السرير بالحجاب. قالت: وقد حاولت أن أقيم حلقة للمسلمات ومركزاً إسلامياً نسائياً، ولكن من خلال مقابلاتي لهؤلاء النساء، لم يحصل عندهن اهتمام أو تفكير في هذا الأمر. قلت لها: عدم الاهتمام موجود عند كثير من الرجال والنساء، ومع ذلك فإنه توجد مسلمات مفكرات ذوات تأثير عظيم في المجتمع لو أتيحت لهن الفرص، وإن كن قليلات.

قلت لها: ما أهم المشكلات الاجتماعية المستعصي حلها مع شدة خطرها ولم يجدوا لها حلا؟ قالت: انحلال الأسر وتفككها [كان هذا اللفظ لزوجة عبد المنعم] وقالت: أمينة: إنه ليس انحلالاً، ولكنه بنيان غير صحي، كوجود فوضى وعدم التضامن.

قلت: هل الغالب في الأسر الاجتماع في المنزل، بعد سن الرشد أو التفرق؟ قالت: التفرق هو الغالب.
قلت: هل ثبت أن البنت تغار من أمها إذا كبرت، والزوجة تغار من بنتها؟

قالت: نعم يحدث ذلك بعض الأحيان، ويُعَلَّم الصغارُ الجنسَ، وتلقى عليهم دروس خاصة في المدارس تحت مادة القواعد الصحية، وضمن قسم الأحياء، كيف تحمي نفسك، والمقصود من حماية نفسك التحذير من المرض، وحماية الفتاة من الحمل، والحمل يحصل كثيراً في سن الصغر.

قلت: الغرب اجتهد في إسعاد الإنسان بالأمور المادية والقوانين، فهل الغالب على أهل الغرب السعادة أو التعاسة؟ قالت: زوجة عبد المنعم ـ ديانا ـ : الإنسان دائماً يبحث عن راحة الضمير واطمئنان النفس، وقالت أمينة: الشباب غير سعيد، ولا يحس بالانسجام مع المجتمع، لأنهم رفضوا المادية والمجتمع، وكأنهم يريدون أن يسعدوا أنفسهم برفض هذا المجتمع مع المادية.


والشباب عندما ينطلق في إشباع غرائزه بدون قيود، يتصور أنه ينطلق من الحرية، وهذا يمكن أن يكون حرية من الناحية النظرية ولكنه من الناحية العملية ليس بحرية.

قلت: هل الغالب أن يحدث الفراق بين الرجل والمرأة بالطلاق أو غيره، أو دوام الصلة بينهما؟ قالت: الإحصائيات تدل على أن المرأة هي التي تترك الرجل أولاً، وأكثر من 50% يحصل بينهم الفراق ولو لم ينفصلوا رسمياً.

قلت: وما أسباب الفراق؟ قالت: عمل المرأة ثماني ساعات في اليوم، وينتظر الرجل منها أن تقوم بالعمل في البيت، فلا تستطيع فيكون ذلك من أسباب الفراق. والرجل لا يستطيع أن يشارك المرأة في الحياة الزوجية، لأنه لا يهتم بفهم شؤون زوجته وأسرته، ويهتم أكثر بعمله وعاداته وتقاليده، فهو مشغول بنفسه.

وسألَتْ أمينة عن تاريخ التشريع، وظنت أنه حصل خروج عن الشريعة في الاجتهاد الذي حصل من الأئمة والفقهاء وأجيبت عن ذلك، ثم طال النقاش في موضوع حجاب المرأة وبخاصة ظهور شعر رأسها ومسائل فقهية أخرى.




السابق

الفهرس

التالي


14239880

عداد الصفحات العام

1389

عداد الصفحات اليومي

جقوق الطبع محفوظة لموقع الروضة الإسلامي 1444هـ - 2023م